دول تخفف إجراءات العزل العام
الصحة العالمية تحذر من موجة عدوى ثانية بفيروس كورونا
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الإثنين، إن رفع إجراءات العزل العام “ببطء وتدريجيا” أمر ضروري، محذراً من أن القفزة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية وألمانيا أثارت مخاوف عالمية من موجة عدوى ثانية.
كما قال في إفادة صحفية عبر الانترنت إن “رفع إجراءات العزل العام أمر معقد وصعب” مضيفا أن ألمانيا وكوريا الجنوبية والصين جميعها بها أنظمة تتيح لها الاستجابة لأي طفرة جديدة في عدد الإصابات.
وطالبت منظمة الصحة العالمية، الدول التي تفتح تدريجياً بالحذر الشديد.
وتحاول الحكومات في جميع أنحاء العالم حل معضلة إعادة فتح اقتصاداتها مع استمرار احتواء الفيروس. وفي أوروبا، القارة الأكثر تضررا في العالم، بدأت إسبانيا وفرنسا خطوات كبيرة لتخفيف عمليات الإغلاق، في حين أعلنت بريطانيا عن خطوات أكثر حذرا.
وتدفقت حركة المرور على طول شارع الشانزليزيه في باريس حيث قام العمال بتنظيف واجهات المتاجر قبل إعادة فتحها.
من جانبه، قال مارك موني، مصفف الشعر الذي افتتح صالونه في غرب فرنسا مع حلول منتصف الليل، “الجميع متوتر قليلا. يا للروعة! لا نعرف إلى أين نتجه ولكننا انطلقنا”.
ورحب ميكي ماوس بحشود قليلة في شنغهاي، وهو أول متنزهات ديزني الترفيهية الذي يفتح أبوابه للجمهور لكن وفقا لقيود صارمة على عدد التذاكر. وألغيت الاستعراضات والألعاب النارية، وطُلب من العمال والضيوف ارتداء أقنعة الوجه وقياس درجات الحرارة عند المدخل.
وقال كاي يو (29 عاما) الذي كان يرتدي قبعة على شكل ميني ماوس “أعتقد أن (هذه الإجراءات) تجعل الزائرين يشعرون بالراحة”. وأضاف أنه استيقظ من الرابعة فجرا حتى يبدأ الرحلة لديزني.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية إن السلطات تأخذ ارتفاع معدل الإصابة على محمل الجد ولا يعني ذلك أن تفشي المرض خرج عن السيطرة.
وحذر كارل لوتارباخ، وهو نائب من الحزب الديمقراطي الاجتماعي وأستاذ في علم الأوبئة، من أن الفيروس قد يبدأ في الانتشار مرة أخرى بسرعة بعد خروج حشود كبيرة يوم السبت في مدينة كولونيا التي ينتمي إليها.
كما قال في تغريدة على تويتر “من المتوقع أن يتجاوز معدل نشر العدوى أكثر من واحد وسنعود إلى التفشي. لم يتم الإعداد لإجراءات تخفيف القيود بشكل جيد”.
وفي كوريا الجنوبية، التي تجنبت إلى حد كبير إجراءات الإغلاق من خلال برنامج ضخم للفحوص وتتبع المخالطين، تسارع السلطات لاحتواء تفشٍّ جديد يرتبط بعدد من النوادي الليلية.
وقال الرئيس مون جيه-إن أمس الأحد “الأمر لم ينته بعد. مع الحفاظ على اليقظة حتى النهاية يجب ألا نقلل استعدادنا فيما يتعلق بالوقاية من الأوبئة”.
وفي نيوزيلندا، التي حققت نجاحا في مكافحة العدوى بواحدة من عمليات الإغلاق الأكثر صرامة وسرعة، قالت السلطات إنها ستفتح مراكز التسوق والمقاهي ودور السينما هذا الأسبوع.
لكن بعض البلدان والأقاليم التي تتخذ خطوات لفتح اقتصاداتها لم تبلغ عن تراجع مستمر في الإصابات.
وأبلغت الهند، التي فرضت العزل العام على سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة منذ مارس آذار، عن ارتفاع يومي قياسي في الحالات.
لكنها قالت إنها ستبدأ استئناف خدمات السكك الحديدية للركاب من خلال 15 قطارا خاصا ابتداء من غد الثلاثاء.
وتجاوزت الإصابات في روسيا نظيراتها في إيطاليا وبريطانيا لتأتي في المركز الثالث على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وإسبانيا. لكن لا يزال عدد الوفيات منخفضا نسبيا.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنهاء عطلة العمل في روسيا بسبب كورونا، ليبدأ استئناف العمل اعتباراً من 12 مايو 2020.
هذا وكانت الحكومة قد أقرت شهر أبريل عطلة مدفوعة الراتب في روسيا، وذلك لإبطاء تفشي فيروس كورونا.
وسيتعين على المناطق الروسية تحديد المؤسسات التي سيُسمح لها بالعمل وسبل العزل التي ستفرضها على سكانها.
وخضعت موسكو لإغلاق تام يستثني محال بيع المواد الأساسية، وقد أمرت السلطات السكان بملازمة بيوتهم.
وفي الولايات المتحدة، حيث كانت أرقام البطالة التي صدرت الأسبوع الماضي هي الأسوأ منذ الكساد الكبير، يحاول الرئيس دونالد ترمب تحويل التركيز نحو إعادة فتح الاقتصاد. وبدأت ولايات عديدة تخفيف القيود على الرغم من استمرار ارتفاع حالات الإصابة.
أما في الأردن، فقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية إن الحكومة قررت الاثنين السماح لموظفي الدولة بالعودة لأعمالهم يوم 26 مايو أيار بعد انقطاع استمر نحو شهرين فرضته السلطات في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال المتحدث أمجد العضايلة إن موظفي الحكومة الذين يشكلون معظم القطاع العام سيعودون للعمل عقب عطلة عيد الفطر.
كما أضاف المتحدث أن الحكومة ستواصل فرض حظر التجول الليلي حتى إشعار آخر وذلك رغم تخفيف قيود العزل العام الصارمة خلال الأسبوعين الماضيين بالسماح لمعظم الأنشطة التجارية باستئناف أعمالها.
هذا وأودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من 282447 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الساعة 11,00 ت غ الاثنين استناداً إلى مصادر رسمية.
وسُجّلت رسميّاً أكثر من 4117740 إصابة في 195 بلداً ومنطقة. ولا تعكس الإحصاءات إلا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصا لكشف الإصابة إلا لمن يستدعي دخوله المستشفى. وبين هذه الحالات، أُعلن تعافي 1388600 مصاب على الأقلّ.
والولايات المتحدة التي سجلت أول وفاة مرتبطة بكوفيد-19 مطلع شباط/فبراير، البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع 79528 وفاة لـ1329799 حالة. وتعافى ما لا يقل عن 216169 شخصا.
الأوبزرفر العربي