دونالد ترامب وكيم جونج أون … علاقة مضطربة





تميزت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اللذين يعقدان قمة تاريخية الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، بالتوتر والاحتقان في معظم فتراتها، قبل أن تحدث انفراجة تبعث على التفاؤل أدت إلى تنظيم هذه القمة. ولا تختلف كثيرا العلاقات بينهما عن العلاقات بين بلديهما، فهما تقريبا في حالة حرب منذ سبعة عقود بسبب دعم واشنطن لسول. فهل يمكن التعويل على لحظات الود والصفاء العابرة بين الزعيمين لإيجاد حل للمسألة الكورية وإخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية وإعادة كوريا الشمالية إلى المجتمع الدولي؟
لم يخف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعجابه في البداية بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ووسمه بالذكاء مشفقا عليه من التعامل مع جنرالاته صعبي المراس. لكن هذا الانطباع لم يدم طويلا وتبخر ذلك الإعجاب مع استمرار بيونغ يانغ في تطوير برنامجها النووي وإجراء التجارب الواحدة تلو الأخرى، فأظهر ترامب الجانب الآخر من شخصيته وهدد بتدمير ومحو كوريا الشمالية من على خريطة العالم.
وما لبث أن احتدم الصراع بين الرئيسين واندلعت الحرب الكلامية والتراشق بالألفاظ والعبارات والكنايات بينهما تبادلا فيها أقذع الشتائم وأسوأ عبارات السباب على سبيل المثال
كيم: ترامب مجنون وخرف
ترامب: كيم قصير وسمين
كما تباهى ترامب بامتلاكه زرا نوويا أقوى وأكبر من زر كيم كما أنه يتمتع بميزة تنقص زر بيونغ يانغ وهي قدرته على العمل.
بيد أن الحال تبدل في مارس/آذار الماضي عندما أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أن كوريا الشماليةمستعدة لنزع السلاح النووي كما أسر له كيم جونغ أون شخصيا. وهو ما تلقفه دونالد ترامب بسرعة وأكده على حسابه الشخصي على تويتر مضيفا إليه عزمه على لقاء كيم جونغ أون.
وبالفعل بدأت الإجراءات على قدم وساق للتحضير لهذه القمة، وتحقيق رغبة الرئيس الأمريكي التي أكدها من ناحيته الزعيم الكوري الشمالي معربا عن سعادته بهذا اللقاء المرتقب. وبعد الإعلان عن مكان القمة – سنغافورة – وموعدها – 12 يونيو/حزيران الجاري، قلب تصريح غريب من جون بولتون مستشار الأمن القومي الطاولة على المتفائلين خيرا بالقمة، حين أعلن أن كوريا الشمالية تسير على خطى ليبيا. وهو ما فسرته خطأ إدارة كيم جونغ أون وفهمت أن المقصود من العبارة هو أن زعيمها سيلقى مصيرا مشابها لمصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي انصاع للغرب وتخلى عن ترسانته الكيميائية وبرنامجه النووي ثم قتل في ثورة دعمها الغرب والولايات المتحدة.
اعتبر ترامب أن سلوك بيونغ يانغ حيال هذا الأمر كان عدائيا وغير مهذب فأرسل رسالة شخصية لكيم جونغ أون يخبره فيها بإلغائه للقمة المرتقبة. لكن وكعادة الرئيس الأمريكي المتقلب الأهواء عاد من جديد ليؤكد إجراء القمة في موعدها وأن ما حدث كان مجرد سحابة صيف عابرة.
وها هو ترامب الذي أثار عاصفة في قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وزاد بأفعاله من التوتر الموجود بينه وبين حلفائه، يمد يده الأخرى بالسلام والحب والمودة إلى عدو قديم لم يكن يأمل أشد المتفائلين بالوصول إلى هذه المرحلة من العلاقات بينهما في غضون أشهر قليلة.
وأظهر ترامب تفاؤله بهذه القمة وأعرب عن أمله في أن تمثل علامة فارقة في تاريخه بالبيت الأبيض، وقام بمدح كيم جونغ أون والتودد إليه قائلا: “أشعر أنه يريد أن يفعل شيئا رائعا لشعبه ولديه هذه الفرصة … وهي فرصة فريدة (…) لن تتكرر أبدا”. ويفكر ترامب جديا، في حال مر كل شيء بسلام في هذه القمة، إلى دعوة الزعيم الكوري الشمالي إلى البيت الأبيض لأول مرة في التاريخ.


Related Articles

Back to top button