رئيس “الموساد” السابق يتهم إسرائيل بفرض نظام فصل عنصري على الفلسطينيين
وجود إسرائيل كدولة يهودية "سيكون في خطر"
في تصريحات أثارت انتقادات حادة من حزب رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو “الليكود”، حذر الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” تامير باردو، الأربعاء، من أنه إذا لم تقم إسرائيل بتحديد الحدود بينها وبين الفلسطينيين، فإن وجود إسرائيل كدولة يهودية “سيكون في خطر”، واتهمها بفرض نظام الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة.
وقال باردو في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، إن “هناك دولة فصل عنصري هنا. في منطقة يحكم فيها على شعبين بموجب نظامين قانونيين، هذه دولة فصل عنصري”.
وانضم باردو إلى قائمة من المسؤولين والدبلوماسيين والأمنيين السابقين في إسرائيل، والذين خلصوا إلى أن معاملة بلادهم للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ترقى إلى مستوى الفصل العنصري، في إشارة إلى نظام “أبارتايد” (الفصل العنصري) في جنوب إفريقيا، والذي انتهى في عام 1994.
وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وصف في مقابلة صحافية في مايو 2021، السياسة الإسرائيلية المعتمدة في فلسطين بـ”الفصل العنصري“. وقال رامافوزا: “الطريقة التي حرموا بها الفلسطينيين من حقوقهم، والتي قصفو بها المنطقة، وتلك التي أطلقوا بها العنان للإرهاب، يمكن للمرء أن يصنفها على أنها نوع من الفصل العنصري”.
كما اتهمت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية وأجنبية، إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية منذ 56 عاماً، بالتحول إلى نظام فصل عنصري. وتقول هذه المنظمات إن إسرائيل تمنح الفلسطينيين مكانة من الدرجة الثانية، بهدف الحفاظ على “الهيمنة اليهودية” في المنطقة الممتدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
تحديد الحدود
وقال باردو إن المواطنين الإسرائيليين يمكنهم ركوب السيارة والقيادة أينما يريدون، باستثناء قطاع غزة المحاصر، لكن لا يستطيع الفلسطينيون القيادة في كل مكان. وأشار إلى أن وجهات نظره بشأن النظام في الضفة الغربية “ليست متطرفة، إنها حقيقة”.
ويسمح للإسرائيليين بقيادة سياراتهم في إسرائيل وفي نحو 60٪ من الضفة الغربية، فيما يحتاج الفلسطينيون إلى إذن من إسرائيل لدخول البلاد، وغالباً ما يتعين عليهم المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية للتنقل داخل الضفة الغربية المحتلة.
وحذّر باردو من أنه إذا لم تقم إسرائيل بتحديد الحدود بينها وبين الفلسطينيين، فإن وجود إسرائيل كدولة يهودية “سيكون في خطر”.
ولم يوضح باردو، الذي ترأس الموساد في الفترة ما بين 2011 و2016، ما إذا كان يحمل الأفكار نفسها خلال رئاسته للموساد. لكنه قال إنه يعتقد أن قضية فلسطين هي الأكثر إلحاحاً بالنسبة لإسرائيل، وذلك قبل قضايا مثل البرنامج النووي الإيراني، والذي اعتبره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “تهديداً وجودياً”.
وأشار باردو إلى أنه خلال ترأسه للموساد، حذر نتنياهو مراراً وتكراراً من أنه بحاجة إلى أن يقرر ما هي حدود إسرائيل.
الاتفاقيات الدولية
وأصدر حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو بياناً أدان فيه تصريحات باردو. وقال: “بدلاً من الدفاع عن إسرائيل والجيش الإسرائيلي، يقوم باردو بتشويه سمعة إسرائيل”، مضيفاً: “يجب عليك أن تخجل يا باردو”.
وأصبح باردو أبرز منتقدي نتنياهو ومشروع حكومته بشأن التغييرات على النظام القضائي، وتأتي تصريحاته في وقت تعمل فيه حكومة إسرائيل اليمينية، المكونة من أحزاب فاشية قومية متطرفة تدعم ضم الضفة الغربية، على ترسيخ سيطرة إسرائيل على المنطقة.
كما تعهد وزراء في حكومة نتنياهو بمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة المحتلة، وقوامهم نصف مليون مستوطن.
وفي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كان هناك نظام قائم على تفوق العرق الأبيض في الفترة ما بين عامي 1948 و1994.
واستندت منظمات حقوقية في استنتاجاتها بشأن الفصل العنصري الإسرائيلي، على اتفاقيات دولية، مثل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وتمارس إسرائيل سيطرة شاملة على الأرض، وتحتفظ بنظام قانوني من مستويين، وتقوم ببناء وتوسيع المستوطنات التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية.