رئيس الوزراء الإسرائيلي بين فكّي القضاء وآلاف المتظاهرين
المحكمة المركزية الإسرائيلية تنظر الأحد في لائحة الاتهام الموجهة لنتنياهو
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات بالاحتيال والرشوة وإساءة الثقة استنادا إلى لائحة اتهام قدمها ضده المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت.
وتستأنف المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس الشرقية، الأحد، النظر في لائحة الاتهام الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم الفساد.
وكانت الجلسة الافتتاحية عقدت في الرابع والعشرين من شهر مايو/أيار الماضي بحضور نتنياهو الذي لن يحضر الجلسة التي تعقدها المحكمة اليوم والتي ستحدد جدول الاستماع إلى شهادات الشهود في الملفات الثلاث التي يواجه فيها نتنياهو تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.
ونتنياهو هو اول رئيس وزراء في إسرائيل يواجهه تهما جنائية وهو في منصبه ولكنه، قانونيا، غير ملزم بالاستقالة من منصبه إلا في حال إدانته بالتهم الموجهة إليه.
وقالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه كانت هناك توقعات بأن يحاول نتنياهو تأجيل جلسة المحكمة ولكن بات واضحا بأن الجلسة، الأحد، لن تؤجل وستكون حاسمة في تحديد جدول الاستماع إلى شهادات الشهود.
وأشارت إلى أن النيابة العامة ترغب بعقد 4 جلسات أسبوعيا للمحكمة من أجل الاستماع إلى شهادات الشهود في حين سيطلب طاقم الدفاع عن نتنياهو عقد جلستين أسبوعيا.
ويرجح أن تبدأ المحكمة الاستماع إلى شهادات الشهود مطلع العام المقبل، لكن الصحيفة أشارت إلى أن الجلسات ستستمر شهورا طويلة.
ولائحة الاتهام الموجهة لنتنياهو ترتبط بخيانة الأمانة في ملفي (1000 و2000) والرشوة في الملف (4000).
ففي الملف 4000، يتهم نتنياهو بتلقي الرشاوى على شكل تغطية إعلامية إيجابية له ولأبناء عائلته في موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي مقابل منح مالك الموقع وشركة “بيزك” للاتصالات شاؤول ألوفيتش امتيازات مختلفة خلافا للقانون.
كما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تهماً بالاحتيال وإساءة الائتمان من خلال تلقيه هدايا ثمينة من أثرياء، وذلك في الملف 1000.
أما في الملف 2000 فتنسب لنتنياهو التهمتان ذاتهما، حيث تقول النيابة إنه تورط بإساءة الائتمان من خلال محاولة التوصل إلى صفقة مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالحصول على تغطية صحفية لصالحه مقابل تقييد صحيفة “إسرائيل اليوم”.
ورغم كل ما سبق فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير ملزم بالاستقالة إلى حين إدانته نهائيا من قبل المحكمة.
ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين، في تل أبيب والقدس المحتلة احتجاجا على نتنياهو وسياسات حكومته في التعامل مع أزمة فيروس كورونا.
واشتبك متظاهرون مع عناصر الشرطة الإسرائيلية التي قالت إنها اعتقلت عددا من المتظاهرين بعدما أغلقوا مفترقات طرق ورشوا عناصر الشرطة برذاذ الفلفل.
وردد المتظاهرون في القدس الغربية شعارات طالبت نتنياهو بالاستقالة من منصبه بسبب اتهامات الفساد الموجهة له، فيما انتقد المتظاهرون في تل أبيب ما سموه فشل حكومة نتنياهو في التعامل مع أزمة كورونا.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية المئات من عناصرها في محيط المظاهرتين لكنها تحولت لاحقا إلى اشتباكات بالأيدي استخدمت فيها الشرطة المياه لتفريق المتظاهرين.
وفي القدس الغربية جدد آلاف المتظاهرين احتجاجاتهم قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي واجتازوا الحواجز التي وضعتها الشرطة بالطرقات القريبة من المظاهرة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إن “مجموعة من المتظاهرين أوقفت حركة المرور، واقتحمت شرطة مكافحة الشغب المسيرة باستخدام المياه ونقلت مئات المتظاهرين بالشاحنات”.
وأضافت: “اعتقلت الشرطة اثنين من مثيري الشغب حاولوا تحريض وإثارة المتظاهرين”.
وهتف متظاهرون: “نازيون”، ردا على استخدام الشرطة الإسرائيلية القوة لتفريق المتظاهرين.
وهذه المظاهرة هي الرابعة التي يتم تنفيذها خلال الأيام القليلة الماضية للمطالبة باستقالة نتنياهو من منصبه.
ومثل المظاهرات السابقة فإن منظمة “الأعلام السوداء” كانت هي من وقف خلف تنظيم هذه المظاهرة.
وقالت الممثلة أورنا باناي: “نتنياهو ارحل ،أنا لا أذكر وجود حكومة قاسية ومعزولة وبدون قيام العدالة والصدق والرحمة مثل هذه الحكومة، لقد انشغل نتنياهو بتفكيك الدولة بدلا من التعامل مع الخراب الاقتصادي الناتج عن فيروس كورونا”.
وفي وسط مدينة تل أبيب تظاهر آلاف الإسرائيليين احتجاجا على ما سموه فشل حكومة نتنياهو في التعامل مع أزمة كورونا.
وكان المتظاهرون في غالبيتهم من العمال وأصحاب المصالح التجارية الذين انتقدوا سياسات الحكومة في التعامل مع الأزمة.
وقال أحد رجال الأعمال الإسرائيليين في المظاهرة: “رئيس الوزراء، لم تفاجئ الموجة الثانية من فيروس كورونا أحدا، لقد كنت تعلم أنها قادمة ولكنك أضعت وقتك في قضايا لا معنى لها”.
وبدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: “قام عشرات المتظاهرين الذين غادروا مجمع الاحتجاج بمسيرة على طول الشوارع في تل أبيب أغلقوا خلالها عددا من الشوارع”.
وأضافت: ” قام المتظاهرون برش رذاذ الفلفل على ضابط شرطة ويواصلون النشاط العنيف ضد الشرطة”.
وأوضحت الشرطة الإسرائيلية، أنها “قبضت على المشتبه بهم في إيذاء ضباط الشرطة والتحريض على العنف”.
الأوبزرفر العربي