رئيس الوزراء البريطاني يأمر قوات بلاده بالاستعداد للانتشار في أوروبا
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس السبت، أنه أمر القوات المسلحة البريطانية بالاستعداد للانتشار في أوروبا الأسبوع المقبل، “من أجل ضمان قدرتنا على دعم حلفائنا في الناتو”، وأن بلاده ستعرض على حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر قوّات وأسلحة وسفن حربيّة وطائرات مقاتلة في أوروبا، ضمن عمليّة انتشار عسكري “كبيرة”، رداً على تصاعد “العداء الروسي” تجاه أوكرانيا.
وقال جونسون في بيان، إن مجموعة الإجراءات هذه “ستبعث رسالة واضحة إلى الكرملين مفادها أننا لن نتسامح مع نشاطهم المزعزع للاستقرار، وسنقف دائماً إلى جانب حلفائنا بالناتو، في مواجهة العداء الروسي”.
ومن المقرر أن يقوم جونسون بزيارة ثانية إلى مقر الناتو في بروكسل بداية الشهر المقبل، بحسب ما أعلن مكتبه.
وفي الوقت ذاته، من المقرر أن يزور وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين موسكو من أجل عقد اجتماعات مع المسؤولين الروس خلال الأيام المقبلة، ضمن مساعي لندن لتخفيف التصعيد، بحسب وكالة “فرانس برس”.
التحركات العسكرية الروسية
ونشرت روسيا نحو 100 ألف عسكري عند الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية، مطالبةً بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو، وانسحاب قوات الحلف من الدول السوفياتية السابقة.
وكان حلف الناتو أعلن الأسبوع الماضي، عن وضع قواته في وضع الاستعداد وإرسال سفن وطائرات مقاتلة لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية. ووضعت واشنطن ما يصل إلى 8 آلاف و500 جندي في حالة تأهب.
بالمقابل اتهم الكرملين واشنطن بالتسبب في “تفاقم التوتر” وبعد فترة وجيزة أجرى مناورات جديدة بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم.
منتصف فبراير
ورفضت واشنطن رسمياً الأربعاء الماضي، الالتزام بإغلاق باب انضمام أوكرانيا إلى الناتو، واقترحت على موسكو البحث عن “طريق دبلوماسي جاد”.
وقالت الولايات المتحدة إن “كل شيء يشير” إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم “القوة العسكرية” ضد أوكرانيا بحلول منتصف فبراير وحثت رعاياها على “التفكير في المغادرة الآن” من أوكرانيا.
وأوضح بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أن “الغرب تجاهل مطالب موسكو الأمنية من أجل خفض التوتر”.
وأفاد الكرملين في بيان، بأن بوتين قال خلال حديثه مع ماكرون إن “رد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا بشأن منع توسع الناتو، ورفض نشر منظومات صاروخية ضاربة”.
ولفت بوتين إلى أن “الجانب الروسي سيدرس بشكل مفصل الردود من قبل واشنطن وحلف الناتو، بشأن مقترحات موسكو للضمانات الأمنية”، مضيفاً أن “موسكو بعد ذلك ستحدد قراراتها المقبلة”.
من جهته، توعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرج، الجمعة، روسيا بدفع ثمن أي تجاوزات في أوكرانيا، مؤكداً أن الحلف عزز من قدراته العسكرية ومستعد لزيادة وجوده شرق أوروبا إذا اقتضت الضرورة.
وقال في مقابلة تلفزيونية من بروكسل، إن الأهم بالنسبة للحلف أنه “مستعد لتعزيز وجوده العسكري شرقاً وبين حلفائه، لتفادي أي سوء فهم والرد على التقليل من قدراته”، موضحاً أن هذا يُمثل “رسالة إلى روسيا بشأن العقوبات والثمن الذي ستدفعه في حال حدوث أي إجراء ضد أوكرانيا”.