ردود فعل غاضبة على توجهات أردوغان بخفض نسبة الفوز في الرئاسة
أثار اعتزام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خفض نسبة الفوز بالرئاسة من 50%+ 1 إلى 40%، ردود فعل غاضبة، حيث تؤكد المعارضة أنها خطوة جاءت بعد إدراك أردوغان عجزه عن الفوز بـ50% من أصوات الناخبين.
وقبل أيام اقترح فاروق جليك، الوزير السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية، خفض نسبة الفوز بالرئاسة، قائلا “يتعين أن يفوز بمنصب الرئيس من حصل على أكثر من 40% فقط وليس 50+1 خلال الجولة الأولى”، مشيراً إلى أن “النسبة الحالية (50+1) ترهق تركيا”.
ورحب أردوغان باقتراح جليك، وقال إن حزب العدالة والتنمية سيدرس الأمر، ويعرض الموضوع على البرلمان لإقراره وتعديل الدستور مباشرة دون الحاجة لإجراء استفتاء شعبي، أو التوجه للاستفتاء لحسم الأمر خارج البرلمان.
وأضاف “هذا الأمر يقتضي تعديلاً دستورياً وهذا يرجع للبرلمان، ومن ثم سنقوم بعمل اللازم لنعرض تصورنا في هذا الصدد على المجلس، وهذا يمكننا القيام به من خلال تعاون المعارضة مع الحكومة”.
وقالت صحيفة “يني جاغ” التركية المعارضة إن الخطوة أدت لخلق حالة من الفوضى داخل العدالة والتنمية نفسه، وبعض النواب يرون أن أردوغان بذلك يعترف بفقدان شعبيته، وعجزه عن وقف تراجع نسبة تأييده.
وشددت الصحيفة على أن هذه التصريحات تسببت في إشعال نيران الفوضى داخل الحزب منذ خسارته الكبيرة التي مني بها في الانتخابات المحلية الأخيرة التي شهدتها البلاد في 31 مارس/آذار الماضي، وفقده العديد من البلديات المهمة وعلى رأسها إسطنبول.
ونقلت الصحيفة عن برلماني من العدالة والتنمية قوله إن “أردوغان يدرك أن الناخب عزف عنه، لذلك نراه منذ فترة طويلة يفكر في إشراك حلفاء جدد في تحالف الجمهور مع حزب الحركة القومية، لكن لما وجد صعوبة في تحقيق ذلك اتجه لفكرة خفض نسبة الأصوات اللازمة للفوز بمنصب الرئيس”.
النائب الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه تابع حديثه “فكرة خفض نسبة الأصوات تسببت في حدوث اختلافات داخل العدالة والتنمية، فبعض النواب يرون أن أردوغان يعترف بعجزه عن وقف تراجع شعبيته”.
ولفت نائب العدالة والتنمية إلى أن الجميع يدرك أنه إذا أجريت انتخابات رئاسية اليوم.. فلن ينجح أردوغان في الفوز من الجولة الأولى، مشيرا إلى أن خروج مقترح كهذا عزز من ميل أعضاء الحزب للانضمام إلى الأحزاب السياسية الجديدة التي يعتزم قياديون سابقون انفصلوا عن العدالة والتنمية تأسيسها.
واختتم تصريحاته قائلا “ومن ثم فإن التفكير في خفض نسبة الأصوات من 50%+1 إلى 40% للفوز بالرئاسية من الممكن أن يؤدي إلى حدوث موجة استقالات جديدة بالحزب”.
وأعرب ممثلو المعارضة التركية عن رفضهم للمقترح شكلا وموضوعا، حسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن ممثلي المعارضة ردا على اقتراح أردوغان سيقومون بحل هذه المشكلة من خلال التعاون مع المعارضة، وتشكيل لجنة مشتركة برلمانية.
أحزاب الشعب الجمهوري، والخير المعارضين، والشعوب الديمقراطي الكردي، شددت على أن تعاون المعارضة والنظام يجب أن يكون من أجل حل مشاكل المواطنين، وليس تحقيق مصالح شخصية.
أنغين آطلاي، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري، شدد على رفض حزبه هذه الفكرة شكلا أو موضوعا بقوله “لن يكون هناك توافق من أجل انتخاب أردوغان”.
وتابع “أردوغان لجأ لطرح هذا المقترح بعدما انحصر في الزاوية، لذلك يريد أن يتوافق ويتصالح مع الجميع”.
واستطرد “إذا توافقنا فإن ذلك لا بد أن يكون لإعلاء قيم الديمقراطية وسيادة القانون.. فتركيا بات التعبير فيها عن الرأي جريمة، ومن ثم إذا حدث توافق لا بد أن يكون من أجل القضاء على هذه التجاوزات”.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد حديث أردوغان عن خفض نسبة الفوز بالرئاسية أجرت العديد من الشركات استطلاعات رأي أثبتت نتائجها عزوف المنتمين للعدالة والتنمية عن الولاء لأردوغان.
4 شركات استطلاع من أصل 6 ذكرت نتائجها أن النسبة التي سيحصل عليها أردوغان في أي انتخابات ستكون أقل من 50%، والبقية قالت إن هذه النسبة ستكون فوق الـ50% قليلا.
ويلزم موافقة 400 عضو بالبرلمان على المقترح لإقرار تعديل دستوري بالأمر دون التوجه لاستفتاء، فيما يقتضي 360 عضواً للموافقة على إجراء استفتاء شعبي لتعديل الدستور إن تعذر ذلك في البرلمان.
ويبلغ عدد أعضاء البرلمان التركي 589، من بينهم 291 ينتمون للحزب الحاكم، و145 لحزب الشعب الجمهوري، و62 لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، و49 لحزب الحركة القومية، و39 لحزب الخير، و2 لحزب السعادة، و1 لحزب العمال، و1 لحزب الاتحاد الديمقراطي، و3 مستقلين.
يذكر أن الحزب الحاكم خسر 60 ألفا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين، حسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية مؤخراً.