روسيا والصين تحبطان مشروعاً أمريكياً “مخادعاً” في مجلس الأمن بشأن غزة
استخدمت روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار الأمريكي بشأن الشرق الأوسط، الذي لا يتضمن مطلب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووصف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي نص وثيقة مشروع القرار الأمريكي بأنها “خداع أمريكي مألوف”.
وأشار بوليانسكي إلى أن مشروع القرار أعطى الضوء الأخضر لبدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
من ناحيته، قال مندوب الصين في مجلس الأمن تشانج جون، إن مشروع القرار الأميركي يضع شروطاً لوقف إطلاق النار ويمنح ضوءاً أخضر للاستمرار بقتل الفلسطينيين.
وأضاف مندوب الصين أن مشروع القرار “يفتقر للتوازن وبه خلل في أكثر من مكمن بما في ذلك الإشارة لإعلانات إسرائيل المتكررة بشن هجمات برية على رفح”.
وتابع بقوله: “نص المشروع لا يحدد معارضته صراحة للنوايا الإسرائيلية بشن هجمات على رفح، وهذا يرسل إشارة خاطئة تماماً قد تعود بآثار وخيمة”.
بدوره، قال مندوب الجزائر عمار بن جامع إن وقف القتال في غزة هو السبيل الوحيد للتخفيف من المعاناة الهائلة التي يعيشها الفلسطينيون والتحقق من أن المساعدات الإنسانية تصل للمحتاجين.
وأضاف بن جامع بعد فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار أميركي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، إن بلاده تشعر بالقلق من عملية عسكرية محتملة في رفح، مشيراً إلى أن مثل هذه العملية ستكون لها آثار مدمرة.
وصوت لصالح مشروع القرار 11 من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن، وتضمن “الحاجة الملحة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من قبل جميع الأطراف (…) ويدعم بشكل قاطع الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار هذا بالتزامن مع إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين”.
مضمون المشروع الأمريكي
يشار إلى أن بوليانسكي تحدث في وقت سابق عن أن مشروع القرار كان يجب أن يتضمن “مطلبا” أو “دعوة”، ولكن ليس فقط “تعريف الضرورة” لوقف إطلاق النار.
كما يرفض مشروع القرار أي إجراءات للاقتطاع من مساحة قطاع غزة، بما في ذلك من خلال إنشاء مناطق عازلة بشكل رسمي أو غير رسمي، ويدين الدعوات لتهجير سكان القطاع و”يرفض أي محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية أو إقليمية” فيه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القرار “يطالب” حماس والجماعات المسلحة الأخرى بتوفير المساعدات الإنسانية وبشكل فوري لجميع الرهائن المتبقين.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد استخدمت حق الفيتو ضد 3 مشاريع قرارات، كانت تدعو إلى وقف إطلاق النار فورا.
مشروع قرار آخر أعده أعضاء غير دائمين
تجدر الإشارة أيضا إلى أنه قبل الشروع بعملية التصويت على مشروع القرار الأمريكي، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الدول في مجلس الأمن إلى عدم دعم مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة.
وأشار نيبينزيا إلى أن هناك مشروع قرار آخر أعده عدد من الأعضاء غير الدائمين تم عرضه على المجلس. وعبر عن قناعته بإمكانية اعتماد هذه الوثيقة، لأنها تدعو بوضوح إلى “وقف إطلاق النار”، وكذلك إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.