زعيم المعارضة التركية: أردوغان نفّذ انقلابًا على الدولة المدنية في تركيا
الأوضاع في البلاد تمهد لرحيل أردوغان بكل سهولة ودون أي عناء
قال كمال قليجدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية، أن “نظام أردوغان نفّذ انقلابًا على الدولة المدنية في تركيا بتغيير نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي (عام 2018)، ومن نظام ديمقراطي إلى نظام الرجل الواحد الذي يسيطر على كافة السلطات”.
وأضاف قليجدار أوغلو : “حينما تحولت تركيا إلى النظام الرئاسي كان الدولار الأمريكي يساوي 4 ليرات، والآن تجاوز الست ليرات، وسعر ربع ليرة ذهب كان يساول 328 ليرة، واليوم أصبح 661، كما أن رسوم عبور الجسور زادت بنسبة 179%”.
وذكر كذلك أن “نظام الوصاية هذا كان سببًا في فقد مليونين و281 ألف شخص أعمالهم، وتراجع دخلنا القومي إلى 100 مليار دولار”.
وأفاد أن “الشغل الشاغل لأردوغان حاليًا هو استغلال كافة موارد ومقدرات الدولة لزيادة قوته، وأصوله داخل تركيا وخارجها، وتحقيق النفع المادي لعائلته وأقاربه والمقربين منه، يريد أن يضمن له ولهم المستقبل اقتصاديًا”.
إن كل الأوضاع التي تشهدها تركيا من تردٍ وتراجع اقتصادي تمهد لرحيل رئيس النظام، رجب طيب أردوغان دون عناء.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، السبت، خلال مقابلة على قناة “يوتيوب” الخاصة بشبكة “دويتش فيله” الألمانية في نسختها التركية.
وتطرق زعيم المعارضة التركية في تصريحاته إلى العديد من القضايا التي تشغل الساحة السياسية في تركيا، ولا سيما الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان أردوغان سيتم انتخابه مجددًا كرئيس للبلاد إذا ما خاض الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال قليجدار أوغلو “كان الاقتصاد التركي في المرتبة الـ17 على مستوى العالم، والآن تراجعنا للمركز الـ19، وهذا التراجع له دلالاته الظاهرة على أرض الواقع، وأوضاع الناس”.
وأضاف قائلا: “وهذه الأوضاع تمهد لرحيل أردوغان بكل سهولة ودون أي عناء، لأنه (أي أردوغان) بسياساته هو الذي عجل بنهايته”.
وأوضح قليجدار أوغلو أنه يتفق مع ميرال أكشينار، زعيمة حزب “الخير” التركي المعارض، فيما قالته خلال تصريحات أدلت بها خلال أيام قالت فيها إن أردوغان لن ينتخب ثانية إذا ما خاض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأردف قائلا: “الجميع يرى الأوضاع التي وصلت إليها تركيا، فنظام الحكم كما تعلمون قد تغير، وكل أجهزة الدولة من برلمان، وقضاء وسلطة تنفيذية باتت تحت وصاية النظام الذي أخل بكل ممارساته بقواعد الديمقراطية”.
في سياق متصل، شدد على أن “القضاء التركي حاليًا في حكم العدم بسبب الوصاية المفروضة عليه”، مؤكدًا أنهم “ماضون في إرساء قواعد الديمقراطية، وإعادة الهيبة لمؤسسات الدولة، حتى وإن كلفنا ذلك حريتنا وحياتنا”.
وبخصوص مساعي النظام الحاكم لتغيير قانون الانتخابات، بما يسمح بانتخاب أردوغان مجددًا، قال قليجدار أوغلو “فليسعوا كما يشاءون فلقد نفذ صبر هذا الشعب، ومن ثم يتعين على هذا النظام أن يرحل، وهذا ما سيحدث بالتأكيد وأنا واثق من هذا”.
وفي مايو/أيار الماضي، رجّح مدير مؤسسة بحثية تركية، طرح حزب العدالة والتنمية، الحاكم في البلاد، بزعامة أردوغان، مشروع قانون لخفض نسبة الفوز بالانتخابات الرئاسية، لتكون لصالح الأعلى في الأصوات دون التقيد بشرط الحصول على 51% من الأصوات.
كما انتقد قليجدار أوغلو السياسات التي يمارسها نظام أردوغان ضد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، واتهامه لعناصره والمؤيدين له بـ”الإرهاب”.
وفي هذه النقطة قال زعيم المعارضة التركية “لقد صوت في الانتخابات التشريعية الأخيرة 6 ملايين ونصف المليون ناخب للشعوب الديمقراطي، فهل كل هؤلاء إرهابيون، علينا أن نحتض الجميع لا نتهمهم بالإرهاب”.
جدير بالذكر أن تركيا تشهد سلسلة من الأزمات على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها، ما أدى إلى تدهور شعبية أردوغان وحزبه، المسؤول الأول عن هذه الأزمات.
ولعل استطلاعات الرأي التي ظهرت مؤخرًا، وتؤكد جميعها وجود تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم.
يأتي هذا التراجع على خلفية سياسات نظام أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا، وتسببت في تراجعها على كافة الأصعدة.
ودفع هذا التراجع أحزاب المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان والعدالة والتنمية، ومن ثم بدأت تلك الأحزاب اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسبًا لإجراء انتخابات مبكرة في أي وقت، يرون فيها المخرج لما تعانيه من البلاد من أوضاع سيئة.
وردًا على تلك الاستطلاعات لا يجد الحزب الحاكم سوى الخروج بتصريحات يصفها بـ”المضللة”، وذلك حسبما قال حمزة داغ، البرلماني عن حزب، ونائب رئيسه العام، في وقت سابق.
وقال داغ في هذا الصدد “إنهم يجرون استطلاعات مضللة، ويعمدون لخفض أصوات العدالة والتنمية لتحقيق غايات في أنفسهم”.
الاوبزرفر العربي