شكري يحذر من توسُّع الاضطرابات الإقليمية جراء الحرب على غزة
التعاون الخليجي يؤكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني
في كلمته أمام الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج ومصر، حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري من توسُّع الاضطرابات الإقليمية جراء الحرب على قطاع غزة، التي قال إنها تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة، فيما طالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وقال شكري، الأحد، إن “الحرب الإسرائيلية شديدة الدموية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة تحمل تبعات سياسية وأمنية وإنسانية شديدة الخطورة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، وإنما تمتد للمنطقة ككل وتلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين”.
وأضاف: “كشفت هذه الحرب عجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات حازمة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة وتسهيل دخول المساعدات للقطاع، بفضل مجازر التجويع والحصار والتهجير القسري لسكان غزة وما تنطوي عليه تلك الأعمال من منهج مخطط لتصفية القضية الفلسطينية”.
وتابع: “الحروب لن تجلب للمنطقة إلا المزيد من الحروب والعنف والتطرف، ولن يتحقق السلام والاستقرار إلا باتباع مسار سياسي جاد للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدوليتين من خلال إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967”.
اضطرابات إقليمية تتوسع
وأردف شكري بقوله: “ألقت تلك الأزمة بظلالها الثقيلة على المنطقة ككل، إذ تتسبب الاعتداءات الإسرائيلية في اضطرابات إقليمية تتوسع على نحو مستمر، إذ بتنا أمام تهديدات خطيرة لحرية وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
وتطرَّق إلى الأوضاع في لبنان، قائلاً إنها أصبحت “خطيرة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة”.
وأشار إلى أن “هذه التطورات تأتي في ظل أزمات متفاقمة في السودان وليبيا وسوريا والصومال، الذي تتعرض وحدة وسلامه أراضيه للتهديد بسبب توقيع إثيوبيا اتفاق مع إقليم أرض الصومال، وهو التطور الذي ترفضه مصر، لما فيه من انتقاص لسيادة دولة عربية، ولما يمثله من انتهاك لمواثيق الأمم المتحدة”.
وأكد أن ذلك “يأتي استمراراً لنهج سياسة غير حكيمة من إثيوبيا التي لا تراعي مبادئ حسن الجوار ولا تلتفت سوى لمصالحها الفردية، الأمر الذي بدا بشكل جلي لمصر خلال المفاوضات الخاصة بسد النهضة، ودفعنا لاتخاذ القرار بإيقاف مشاركتنا في تلك المفاوضات، التي لم تفض لأي نتائج ملموسة، طالما استمرت إثيوبيا في نهجها الحالي”.
ولفت إلى أن “الأوضاع المتأزمة في المنطقة تجسّد عجز الإرادة الدولية مع غلبة الانحيازات السياسية والمعايير المزدوجة في التعاطي مع المخاطر ومعاناة الشعوب”.
واختتم شكري كلمته بالقول إن ذلك “يجعل من التنسيق العربي المشترك، المصري والخليجي، ضرورياً لتعزيز القدرات المشتركة لمواجهة هذه التحديات”.
حماية للمدنيين في غزة
بدوره، طالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، الأحد، بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال البديوي خلال أعمال الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الـ159 في الرياض: “نؤكد وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وبالأخص ما يتعرض إليه قطاع غزة ومحيطه من جرائم تُرتكب بشكل يومي وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي”، كما جدد “مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير حماية للمدنيين في غزة”.
ونوَّه البديوي بأهمية المبادرة، التي أطلقتها السعودية في سبتمبر 2023 بالشراكة مع مصر والأردن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، لـ”إعادة إحياء عملية السلام، والتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”.
وتابع: “نعقد اجتماعنا في وقت يواجه أشقاؤنا الفلسطينيون عدواناً إسرائيلياً متمثلاً بقصف عشوائي، علاوة على التهجير القسري للسكان المدنيين ومواصلة التدمير بشكل ممنهج للمباني السكنية والمدارس والمنشآت الصحية ودور العبادة”.