شهادات صادمة… جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي يتنافسون على قتل الفلسطينيين في ممر نتساريم

يُطلقون الرصاص على أي فلسطيني يعبر خطاً وهمياً يُعرف باسم "خط الجثث"

كشفت صحيفة هآرتس العبرية استناداً لشهادات صادمة لجنود وضباط الفرقة 252 عن جرائم قتل مروعة ضد الفلسطينيين في ممر نتساريم بقطاع غزة.

وفقًا لهذه الشهادات، يُستهدف أي فلسطيني يعبر خطًا وهميًا يُعرف بين الجنود باسم “خط الجثث”، حيث يُعتبر كل قتيل فلسطيني “إرهابيًا”، حتى لو كان طفلاً.

أحد ضباط الفرقة 252، الذي تحدث إلى صحيفة “هآرتس”، وصف الممر بأنه منطقة قتل مفتوحة، مشيرًا إلى أن الجثث تترك في مكانها، مما يدفع الكلاب إلى التهامها.

يقول الضابط: “يعرف سكان غزة أن المكان الذي ترى فيه الكلاب يأكلون الجثث هو منطقة لا ينبغي الاقتراب منها”.

وبحسب تقرير “هآرتس”، قال ضابط سابق في الفرقة 252 إن “منطقة القتل” لا تقتصر على المساحة التي يستطيع القناص رؤيتها، بل تمتد إلى مدى بعيد.

وتكشف الشهادات أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق النار على كل من يعبر الحدود، ليتم تصنيفه لاحقًا كإرهابي، بغض النظر عن هويته.

تنافس على القتل

بعض الشهادات أشارت إلى وجود تنافس بين الوحدات العسكرية على عدد القتلى. ففي إحدى الحوادث، قيل إن فرقة قتلت 150 شخصًا، فتعهدت وحدة أخرى برفع الرقم إلى 200.

ومن بين الشهادات التي أوردتها صحيفة “هآرتس”، ما ذكره جندي شارك في إحدى العمليات، اذ قال: “في إحدى المرات، اقترب فتى من ممر نتساريم. استجبنا كما لو كانت غارة كبرى، فتحنا النار لعشرات الثواني، وبعد ذلك تقدمنا نحو الجثة، لنكتشف أنها لشاب في السادسة عشرة من عمره”. رغم ذلك، جرى الاحتفال بالحادثة، حيث هنأ قائد الكتيبة الجنود على “قتل إرهابي”، وفقًا لما ذكره الجندي.

في حادثة أخرى، رصدت طائرة استطلاع إسرائيلية أربعة رجال يسيرون دون أسلحة واضحة. أُطلقت النيران عليهم من مدفع رشاش دبابة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم فورًا، فيما نجا الرابع رافعًا يديه مستسلمًا.

الجنود، بحسب شهادة أحدهم لـ”هآرتس”، اعتقلوه، نزعوا ملابسه، واحتجزوه في قفص، وقد تعرض للإذلال على يد الجنود المارين. لاحقًا، تبيّن أن الرجل كان يحاول زيارة أقاربه شمال غزة.

الجيش يعمل “كميليشيات متحررة”

تسلط “هآرتس” الضوء على التغيير الحاد في صلاحيات قادة الوحدات في غزة، اذ بات بإمكان قادة الكتائب اتخاذ قرارات بإطلاق نيران المدفعية، واستخدام الطائرات بدون طيار، وتنفيذ عمليات اجتياح دون الرجوع إلى القيادة العليا.

وفي السابق، كانت مثل هذه القرارات تتطلب موافقة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ضابط مخضرم في الفرقة 252 وصف الوضع لصحيفة “هآرتس” قائلاً: “أصبح قادة الفرق يملكون سلطة غير محدودة تقريبًا. يمكن لقائد الكتيبة أن يأمر بضربة جوية، ويمكن لقائد الفرقة أن يقرر غزو منطقة بأكملها”.

هذا التوسع في الصلاحيات، وفقًا للضباط الذين تحدثوا إلى “هآرتس”، حوّل الجيش إلى مجموعات شبه مستقلة تعمل “كميليشيات متحررة من البروتوكولات العسكرية المعتادة”.

وقال أحد كبار قادة الاحتياط، الذي عاد مؤخرًا من ممر نتساريم، للصحيفة: “ادعاء أننا الجيش الأكثر أخلاقية في العالم ليس سوى وسيلة لتبرئة الجنود الذين يعلمون جيدًا ما يفعلونه”.

وأكد أن الجنود والقادة على دراية تامة بحقيقة الأفعال التي يرتكبونها، مضيفًا: “نحن نعمل في بيئة خارجة عن القانون، حيث الحياة البشرية بلا قيمة”.

وطالب ضباط وجنود بأن يكشف الجيش للجمهور الإسرائيلي الحقائق كاملة حول العمليات التي تجري في غزة. يقول أحد الجنود: “على الناس أن يروا الصورة الحقيقية لما يحدث هناك، أن يفهموا الممارسات القاسية التي نرتكبها. لقد رأيت أطفالًا يُقتلون بلا سبب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى