طبول الحرب الشاملة تدق في منطقة الشرق الأوسط
العالم يرقب رد إيران و"حزب الله" على جرائم إسرائيل
في أجواء عالية من التوتر السياسي والعسكري الذي ينذر باندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط، ينتظر العالم الرد الإيراني المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، حيث توعدت القيادة الإيرانية وفصائل المقاومة بالانتقام من إسرائيل.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، مساء الجمعة، وصول حاملة الطائرات «روزفلت» إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي، في الثاني عشر من يوليو/ تموز الماضي.
ويتوقع مسؤولون أميركيون، وفق موقع “أكسيوس”، أن يكون رد إيران مماثلاً للهجوم الذي شنته في أبريل الماضي على إسرائيل، ولكن من المحتمل أن يكون أوسع نطاقاً، وقد يشمل أيضاً مشاركة “حزب الله” اللبناني.
وفي أبريل الماضي، ردت طهران على استهداف قنصليتها في دمشق بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل دون أضراراً تذكر، نتيجة علم واشنطن بالضربات مسبقاً ومجابهتها بمظلة دفاع جوي بمعاونة دول غربية.
واشنطن وتل أبيب تستعدان لـ”ضربة انتقامية”
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن إسرائيل والولايات المتحدة، تستعدان لـ”ضربة انتقامية إيرانية”، لا يمكن التنبؤ بها، فيما ترفض طهران، جهود الدبلوماسيين العرب، والدوليين الذين يحاولون منع حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إيراني قوله إن محاولات الدول المختلفة لإقناع طهران بعدم التصعيد كانت، وستكون عقيمة، بالنظر إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي “تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وردنا سيكون سريعاً وثقيلاً”.
وفي مؤشر على خطورة الموقف، حذرت السفارة الأميركية في القدس مواطنيها داخل إسرائيل، والضفة الغربية وغزة من “الوضع الأمني”، وطالبتهم بتوخي الحذر ومعرفة مكان أقرب ملجأ.
وأوضح قسم الشؤون القنصلية، على منصة “إكس”، السبت، أن “البيئة الأمنية معقدة، ويمكن أن تتغير بسرعة”، ولفت إلى أن التوترات الإقليمية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى إلغاء، أو تقليص الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.
وذكّرت السفارة المواطنين الأمريكيين بالحاجة المستمرة إلى توخي الحذر، وزيادة الوعي الأمني الشخصي (بما في ذلك معرفة موقع أقرب ملجأ)، مشيرة إلى أن الحوادث الأمنية تقع غالباً دون تحذير، بما في ذلك إطلاق قذائف الهاون، والصواريخ، والطائرات بدون طيار.
تعزيزات أمريكية للدفاع عن إسرائيل
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، السبت، إرسال أسراب “مقاتلات إضافية” وسفن تابعة للبحرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وذكرت أن الجيش الأميركي “يرفع درجة الاستعداد، لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية”.
وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان، الجمعة، إن الرئيس جو بايدن طالب خلال اتصال هاتفي “صعب” مع رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الخميس، بوقف تصعيد التوترات بالمنطقة، والتحرك فوراً من أجل التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح موقع “أكسيوس” الأميركي، أن تداعيات الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان، وإيران، أشعرت إدارة بايدن بـ”الإحباط”، مشيراً إلى أن هذه العمليات جاءت بعد أقل من أسبوع لأول زيارة لنتنياهو إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض منذ 4 سنوات.
التحرك فوراً من أجل اتفاق
وكشف المسؤولون الأميركيون لـ”أكسيوس”، أن بايدن اتصل بنتنياهو لمناقشة الاستعدادات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة، وإسرائيل في مواجهة رد إيران، وحزب الله “الانتقامي” المتوقع.
وأضافوا: “بايدن قال لنتنياهو إن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في صد أي هجوم إيراني، لكنه لا يتوقع بعد ذلك أن يكون هناك مزيد من التصعيد الإسرائيلي”، مشدداً على ضرورة “التحرك فوراً من أجل التوصل إلى اتفاق”.
وحذر بايدن، نتنياهو من أنه “في حال عمد مجدداً إلى تصعيد الأوضاع، فعليه ألا يعتمد على الولايات المتحدة، لإنقاذه”.
ونقل موقع “أكسيوس”، الخميس الماضي، عن 3 مسؤولين أميركيين قولهم، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن إيران ستشن هجوماً على إسرائيل خلال أيام، رداً على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، فيما يستعد الجيش الأميركي في المنطقة، لمواجهة هذا الهجوم المحتمل.
وذكر موقع “أكسيوس”، أن إدارة بايدن تخشى أن يكون من الصعب حشد نفس التحالف الدولي الذي دافع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني السابق في أبريل الماضي”، لأن اغتيال هنية يأتي في سياق الحرب الإسرائيلية في غزة، والتي أثارت مشاعر معادية لتل أبيب بالمنطقة.
بريطانيا تتحرك دبلوماسياً
وعلى صعيد الجهود الدولية في محاولة لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بأن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي وصل إلى تل أبيب، بعد زيارته لبنان في محاولة لمنع التصعيد مع “حزب الله”.
وزار وفد بريطاني، الخميس، ضم هيلي، ووزير الخارجية ديفيد لامي، بيروت، حيث أكدا ضرورة الوصول إلى التهدئة ووقف إطلاق النار في كل من لبنان وقطاع غزة.
والخميس، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جميع الأطراف في الشرق الأوسط على عدم اتخاذ “إجراءات تصعيدية”، غداة إعلان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، خلال وجوده في إيران، فيما يقوم دبلوماسيون أوروبيون وأميركيون بتحركات “عاجلة” بالمنطقة، لتجنب “حرب شاملة”.
وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند، الجمعة، إنه ناقش مع الأطراف المعنية وبلدان منها لبنان، ومصر، وقطر سبل منع توسع الصراع بالمنطقة، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تدهور الموقف.
وأضاف وينسلاند، أنه أكد خلال مناقشاته على “الحاجة الملحة إلى معالجة الخطر المتزايد المتمثل في التصعيد الخطير، والذي يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار الإقليمي”.
ارتفاع منسوب الخطر واتّساعه
وعلى الصعيد اللبناني، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة، إن التطورات الإقليمية “مُقلقة” وتنذر بارتفاع منسوب الخطر واتّساعه، وذلك في أعقاب قصف إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال القائد العسكري في جماعة “حزب الله” فؤاد شكر.
كما تعهد الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، بأن الحزب سيرد على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر على يد إسرائيل.
وقال في كلمة متلفزة خلال جنازة شكر: “لا نقاش في هذا.. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”، وقال: “نحن نبحث عن رد حقيقي وليس عن رد شكلي”.
وأضاف أن المعركة “دخلت مرحلة جديدة”، مشدداً على أن “إسرائيل “لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت وأي عدوان ارتكبت”.
وقال نصر الله إن تصاعد الحرب “يتوقف على سلوك العدو وعلى ردود فعله”، وجاءت كلمة الأمين العام للحزب خلال جنازة القيادي بالحزب فؤاد شكر.