طهران وواشنطن تباشران المفاوضات النووية في مسقط

تعقد بعد ظهر اليوم السبت، بين طهران وواشنطن، أولى جلسات التفاوض بشأن البرنامج الإيراني النووي في العاصمة العمانية مسقط، حيث ستكون هذه المفاوضات الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق بشأن البرنامج في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، صباح اليوم السبت، أن وزير الخارجية عباس عراقجي توجه برفقة وفد من الخبراء “الأكثر خبرة” إلى العاصمة العُمانية مسقط، قائلاً في منشور عبر منصة إكس: “عازمون على توظيف جميع القدرات والإمكانات لصيانة قوة إيران ومصالحها القومية”.

إلى ذلك، وصلت طائرة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هبطت في سلطنة عُمان قادمة من روسيا، وذلك بعد لقاء جمعه بالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، استغرق أكثر من أربعة ساعات ونصف، بحسب الكرملين.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أنّ إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”، وذلك قبيل المفاوضات السبت.

وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: “أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.

مباشرة أم عبر وسيط

وفي مؤشر على التباعد بين الجانبين، لم تؤكَّد صيغة المفاوضات حتى الآن، إذ وصفتها الولايات المتحدة بأنها مباشرة، بينما تصرّ إيران على وجود وسيط. وأصرّ البيت الأبيض الجمعة على أن المحادثات ستكون مباشرة.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارولاين ليفيت، لصحافيين: “ستكون هذه المفاوضات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحاً تماماً”، مضيفة: “يؤمن الرئيس بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة، والتحدث مباشرة في القاعة نفسها”.

من جهتها، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن الوفدين يصلان السبت، ويبدآن محادثات غير مباشرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي. وأوضحت الوكالة أن المحادثات يتوقع أن تبدأ في فترة بعد الظهر، على أن يكون البوسعيدي وسيطاً فيها. ولم يتضح بعد إن كانت المفاوضات ستقتصر على يوم السبت.

إطار المفاوضات وشكلها

وتحدثت وكالة نور نيوز الإيرانية، المقربة من المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي شمخاني، كذلك عن طريقة التفاوض، لافتة إلى أن عراقجي وويتكوف سيتفاوضان بواسطة وزير الخارجية العماني، الذي سيقوم بدوره “بتبادل نصوص مكتوبة” بين الطرفين.

ويأتي هذا بعدما قال السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، أمس الجمعة، إن الوفدين، الإيراني والأميركي، “قد يتفقان غداً بشأن إطار المفاوضات النووية وشكلها، ثم يقرران بشأن الملفات القابلة للتفاوض”.

وأضاف جلالي أنه لا يمتلك معلومات دقيقة عن التفاصيل، “لكن يمكنني القول إنها الجولة الأولى، وقد يتفقان في البداية على إطار المفاوضات ثم تحديد الأهداف”، وفق وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.

وأعلن ترامب عقد المحادثات بشكل مفاجئ قبل أيام قليلة خلال حديث أمام صحافيين في البيت الأبيض مع رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو.

وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشنّ عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية.

التدخل العسكري الأمريكي

وقال ترامب الأربعاء، رداً على سؤال عما سيحدث إذا فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، إنه “إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً، فسيكون هناك تدخل عسكري”.

ورداً على تهديد ترامب، قالت إيران إنها قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما حذرت الولايات المتحدة من أنه سيكون “تصعيداً”.

وتريد واشنطن منع إيران من الاقتراب من تطوير قنبلة نووية من خلال إجبارها على إنهاء برنامجها النووي، فيما تؤكد طهران أن البرنامج مخصص للأغراض المدنية فقط. وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق المبرم في 2015، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجاً.

ومطلع ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو “ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%”، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الأخير، أنّ إيران تمتلك 274,8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، معربة عن “قلق عميق”.

وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الجمعة، أن إيران تبحث عن اتفاق “واقعي وعادل” مع الولايات المتحدة. كذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن تفاؤله بالمحادثات، قائلاً في اجتماع حكومي: “نأمل أن تقود إلى السلام”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى