غضب شعبي وفصائلي من مشاركة السلطة الفلسطينية بلقاء أمني يعقد في العقبة
"اللقاء يتأسس على أولوية أمن جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين"
وسط حالة من الرفض والغضب الشعبي والفصائلي، تشارك السلطة الفلسطينية وإسرائيل بلقاء أمني يعقد في مدينة العقبة بالأردن، اليوم الأحد، بحضور مصري ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبحث لقاء العقبة بدرجة رئيسية، خطة الجنرال الأمريكي مايك فنزل والتي تنص على تدريب 5 آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأردن بإشراف أمريكي، للسيطرة على الأوضاع في نابلس وجنين، إضافة لعودة التنسيق الأمني تحت إشراف أمريكي.
ويذكر أن السلطة الفلسطينية كانت قد أعلنت وقف التنسيق الأمني أكثر من 60 مرة منذ تأسيسها وسرعان ما تعود؛ تجنبًا للعقوبات الإسرائيلية، أو انصياعًا للضغوط الأمريكية، أو بذريعة تأكيد الاحتلال التزامه بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.
ويضم الوفد الفلسطيني للعقبة، أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس، مجدي الخالدي.
ويترأس الوفد الفلسطيني حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
ونددت الفصائل الفلسطينية بمشاركة ما أسمتهم “متنفذون بالسلطة” في لقاء العقبة المزمع عقده الأحد، وقالت “إن مشاركة طرف فلسطيني هكذا لقاء لن تجلب لهم إلا الخزي والعار، كونهم شركاء في الجهود الدولية والإسرائيلية للالتفاف على إرادة الفلسطينيين والقضاء على مقاومتهم المشروعة”.
أمن الاحتلال
ودان تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، مشاركة السلطة الفلسطينية، في الاجتماع الذي تم بضغوطٍ أمريكيةٍ مبنيةٍ على الانحياز السافر لدولة الاحتلال وشرعنة إجرامها وتطويع كل الظروف والمعطيات بما يخدم مصالحها وأطماعها في الأرض الفلسطينية.
وقال تيار الإصلاح، في بيان صحفي مساء السبت، إنه ينظر إلى هذا اللقاء (الذي يتأسس على أولوية أمن جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه على حساب أمن وحياة وحرية وكرامة الإنسان الفلسطيني) بكثير من الغضب والإدانة، في ظل الالتفاف الشعبي منقطع النظير حول خيار وحدة الموقف الميداني في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، والتفاعل المتضامن وطنيًا وعربيًا ودوليًا مع أهلنا في القدس”.
وأضاف “إصلاحي فتح”: “يأتي اليوم مسؤولون فلسطينيون يناقشون خطة إخماد الغضب الشعبي الفلسطيني في وجه الاحتلال مقابل تسهيلاتٍ ماليةٍ ولوجستيةٍ لا تختلف في طبيعتها عما كانت تطالب به مليشيات سعد حداد وخليفته أنطوان لحد”.
وأشار تيار الإصلاح إلى أن مشاركة السلطة في اللقاء، يعبّر عن ضياع بوصلة هذه السلطة وفقدانها لأبجديات القدرة على المواجهة وانكسارها في نظر الاحتلال وداعميه وتنكرها لتضحيات الشباب الفلسطيني الثائر في الضفة الغربية والقدس الشريف.
وأكد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على موقفه الثابت بضرورة استمرار المواجهة الشعبية مع الاحتلال، ووحدة الموقف الميداني بين فصائل العمل الوطني، والتمسك بقرارات الإجماع الوطني التي يخالفها هؤلاء الذين يذهبون إلى اللقاء الأمني.
وأضاف: “لسان حالهم يقول بأن كل الأمر يتعلق بالهدوء في شهر رمضان المبارك، وبعدها تواصل دولة الاحتلال استباحتها للأرض والمقدسات واستكمال مخططات تصفية وقتل الشباب الفلسطيني بدمٍ بارد”.
وتابع “إصلاحي فتح”، في بيانه: “كان الأحرى بهؤلاء أن يرفعوا شعار أنه لا أمن ولا استقرار ولا هدوء ينعم به جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه قبل أن ينعم به أصغر طفلٍ فلسطيني، وأن استباحة كل شبرٍ من الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967 تستوجب مواجهة يشارك فيها الكل الوطني، وأن الاقتراب من القدس والأقصى يعني اشتعال النيران التي لا يطفئ لهيبها إلا انسحاب المحتلين من كامل أرضنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس”.
خدمة أمنية مجانية
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد محمد الهندي إن لقاء العقبة بترتيب أمريكي يهدف للضغط على السلطة الفلسطينية وإعادتها لــ”التنسيق الأمني” الذي وصفه بأنه “خدمة أمنية مجانية”.
وأضاف: إننا ندين هذا المؤتمر وندين مشاركة السلطة فيه، ونعتبر هذا المؤتمر والمشاركة فيه غطاءً لاطلاق يد الصهاينة في الضفة وتوسيع وشرعنة الاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، إن حركته ترفض مشاركة السلطة في اجتماع العقبة، “وندين هذه المشاركة التي تمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف القانوع: يجب على السلطة أن تنتهي من مربع الرهان على الوعود الأمريكية والصهيونية وقد ثبت فشل ذلك بجدارة.
وأكد أنه “ليس أمام شعبنا الفلسطينية وقواه إلا خيار المقاومة وتصعيد المقاومة ويجب على السلطة أن تنحاز إلى خيار شعبنا الفلسطيني وأن توقف كل أشكال التنسيق الأمني وأن توقف كذلك ملاحقة المقاومين في الضفة”.
فصائل المقاومة الفلسطينية
واعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية، في بيان صحفي، السبت، أن مشاركة طرف فلسطيني وأطراف عربية أخرى في اللقاء “لن تجلب لهم إلا الخزي والعار كونهم شركاء في الجهود الدولية والصهيونية للالتفاف على إرادة شعبنا والقضاء على مقاومته المشروعة”، حسب وصفها. –
وأكدت أن الاجتماع “يحمل خطورة كبيرة”، وأوضحت أنه “محاولة جديدة لاستئصال مشروع مقاومة شعبنا للمحتل الصهيوني”.
وأضافت: الإصرار على الاستجابة للإملاءات الأمريكية والصهيونية يمثل غطاءً لاستمرار جرائم الاحتلال وإمعانًا في اختطاف القرار والتمثيل الوطني والسير نحو تحقيق المصالح الفئوية الخاصة بقيادة السلطة بعيدًا عن مصلحة شعبنا وحقوقه.
وأعلنت أن المشاركين في هذا الاجتماع “منبوذون وخارجون عن الإجماع الوطني، ولا يمثلون إلا أنفسهم”.
ودعت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب إلى إلغاء اللقاء وعدم المشاركة فيها، بالإضافة لعقد اجتماع فوري للجنة التنفيذية من أجل “تقييم نتائج التحركات الفلسطينية السابقة واتخاذ قرار بعدم المشاركة في الاجتماع”.
اجهاض الموقف الفلسطيني
وأكدتا أن مجزرة الاحتلال في نابلس والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وحملة القمع ضد الحركة الأسيرة “تناقض تماما الدعوة الزائفة التي قدمتها الإدارة الأمريكية وتثبت وهميتها”.
وشددت الفصائل على أن الهدف الأساسي للاحتلال وللإدارة الامريكية هو “اجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمن وقف التنسيق الأمني ومواصلة التوجه للمؤسسات الدولية وتصعيد المقاومة الشعبية، واستبداله بدوامة حوارات أمنية جديدة في ظل مواصلة ممارسات الاحتلال والاستيطان والتوسع”، حسب وصفهما.
وجاء في بيان مشترك للحزب والجبهة: تسعى الإدارة الامريكية بمنهجية واضحة لإعطاء الأولوية للقضية الأمنية وذلك على حساب الجوهر الأساسي لأولوية إنهاء الاحتلال.
صراع داخلي
وطالبت المبادرة الوطنية الفلسطينية السلطة بعدم المشاركة في القمة وحذرت من “خطورة الضغوط الرامية إلى جر الفلسطينيين إلى صراع داخلي و هم يتعرضون لمجازر الاحتلال الفاشي”.
أما حركة المبادرة الوطنية الديمقراطية، فطالبت في بيان لها، اطلعت عليه “شبكة قُدس”، السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في اجتماع العقبة، وبعدم العودة للتنسيق الأمني.
وحذرت من خطورة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تمارس لجر الفلسطينيين إلى صراعات داخلية وهم يتعرضون لمجازر الاحتلال الفاشي وهجمة الاستيطان المسعورة وعمليات الضم الفعلي للضفة الغربية خصوصا بعد نقل صلاحيات الإشراف على الاستيطان في الضفة الغربية للعنصري المتطرف سموتريتش.
وقالت المبادرة إن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم هو الوحدة في إطار قيادة وطنية موحدة وعلى استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة للاحتلال ونظام الأبرتهايد والتمييز العنصري.