فيديو اعتداء الشرطة على الرجل المسن يهزّ الولايات المتحدة
المكسيكيون يتضامنون مع المنتفضين ضد العنصرية ويهاجمون السفارة الأمريكية في بلادهم
شهدت الولايات المتحدة إدانات واسعة وغضب شعبي، بعد انتشار فيديو لرجل مسن يبلغ من العمر 75 عاما تعرض إلى الدفع على يد الشرطة، مما أدى إلى إصابات خطيرة في رأسه، فيما احتج عشرات الضباط من مدينة بوفالو التابعة لولاية نيويورك على معاقبة اثنين من زملائهم على خلفية الواقعة.
فقد قدم 57 ضابطا استقالتهم من شرطة المدينة على خلفية دفع ضابطين رجلا مسنا في الشارع مما أدى إلى سقوطه أرضا وإصابته بجراح خطيرة.
وأظهر تسجيل مصور ضباطا من شرطة بوفالو وهما يدفعان رجلا يبلغ من العمر 75 عاما ويسقطانه أرضا، حيث شوهد الدم ينزف من رأسه قبل أن يتم نقله لاحقا إلى المستشفى.
BREAKING: Buffalo’s police commissioner orders immediate Internal Affairs investigation into this incident: 2 officers shoving an elderly man, who walked up to them, to the ground. @news4buffalo reports the man suffered a laceration & possible concussion
https://t.co/qbTvXAAPLH— David Begnaud (@DavidBegnaud) June 5, 2020
وشوهد الرجل راقدا على الأرض وهو ينزف، بينما كان عشرات الشرطيين يمرون جانبه من دون أن يمد له أي منهم يد العون.
واستقال الضباط السبعة والخمسون احتجاجا على توقيف الضابطين اللذين دفعا الرجل، وذلك خلال محاولة الشرطة منع المتظاهرين من خرق منع التجوال في المدينة، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وقال جون إيفانز، من شرطة بافلو، إن الضباط استقالوا بسبب المعاملة “غير العادلة” لاثنين من زملائهم “الذين كانوا ببساطة ينفذون الأوامر”.
ولا تزال المظاهرت متواصلة في مدن أميركية عدة على خلفية مقتل جورج فلويد، الرجل الأميركي من أصل إفريقي، على يد شرطة مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا في 25 مايو الماضي.
وأظهر تسجيل مصور رجال الشرطة وهم يصرخون في وجه الرجل المسن ويقولون: “تحرك. ادفعه للخلف”، ثم يتقدم ضابطان ويدفعان الرجل خلفا فيسقط أرضا مغشيا عليه.
واستمر الضباط في المشي تاركين الرجل على الأرض، بينما كان يسمع صوت شخص يقول: “إنه ينزف من أذنه”، وشوهد في الفيديو ضابط ثالث وهو يقوم باستدعاء الإسعاف على ما يبدو.
ويتبع الضباط الذين قدموا استقالاتهم، الجمعة، فريق الاستجابة للطوارئ في قسم شرطة بوفالو، وفقا لعدة تقارير إخبارية محلية، وقد تم تشكيل الفريق في عام 2016 للرد على الاضطرابات المدنية.
وأوضح عمدة بافالو بايرون براون، أن الرجل المسن، واسمه مارتن غوغينو، نقل إلى المستشفى بعد سقوطه، وهو في “حالة مستقرة، لكن خطيرة”.
وقال النقيب جيف رينالدو المتحدث باسم شرطة بافالو، إنه يعتقد أن الرجل أصيب بـ”تهتك وارتجاج محتمل” في الرأس، مشيرا إلى أن مفوض الشرطة في المدينة يحقق في الحادثة.
وأثار فيديو الاعتداء على الرجل المسن إدانة أميركية واسعة، لا سيما من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تخضع فيه الشرطة لرقابة شديدة من الأميركيين بسبب استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
ووصف حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الحادثة بأنها “مسيئة ومخيفة بشكل كبير”، مشيدا في الوقت نفسه بوقف الضابطين اللذين دفعا الرجل وأسقطاه على الرصيف.
وذكر بيان صادر عن شرطة بافالو في البداية أن رجلا أصيب عندما “تعثر وسقط” أثناء “مناوشة تورط فيها متظاهرون”، حيث تم اعتقال عدة أشخاص.
لكن فيديو الحادثة فند ما جاء في بيان الشرطة، مما وضعها في حرج كبير.
وامتدت الاحتجاجات على انتهاكات الشرطة الأمريكية، إلى المكسيك حيث قام رجال ونساء ملثمون بتخريب مبان ورشق السفارة الأمريكية في العاصمة مكسيكو سيتي بالحجارة، أمس الجمعة.
وأضرم المحتجون، الذي كانوا يرتدون ملابس سوداء ويغطون وجوههم في أحد الشوارع الرئيسية بوسط مكسيكو سيتي، النار في سيارات وحطموا واجهات عدد من المتاجر ومن بينها فرع لـ”سيتي غروب” المصرفية الأمريكية.
واندلعت الاحتجاجات في المكسيك بعد مظاهرات في الولايات المتحدة ومناطق أخرى تأييدا لجورج فلويد، المواطن الأمريكي من ذوي البشرة السمراء، الذي توفي في منيابوليس الشهر الماضي على يد الشرطة بطريقة وحشية.
وألقى المحتجون، الذين كان أغلبهم من الشبان قنابل مولوتوف على السفارة الأمريكية في مكسيكو سيتي وألقوا الحجارة وأشياء مشتعلة من فوق الحواجز المعدنية المحيطة بمبني السفارة.
كما طالب المحتجون بمحاسبة السلطات على وفاة عامل البناء جيوفاني لوبيز الذي توفي أثناء احتجاز الشرطة له في ولاية خاليسكو بغرب المكسيك الشهر الماضي.
ولم تعرف ملابسات موت لوبيز ولكن شريطا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر شابا قيل إنه لوبيز والشرطة تعتقله في أوائل مايو.
وتتزامن الاحتجاجات في المكسيك مع موجة احتجاجات وأعمال عنف واشتباكات مع الشرطة في المدن الأمريكية، وفي مناطق أخرى من العالم على غرار بريطانيا وإسبانيا، أين خرجت مظاهرات لدعم المحتجين في الولايات المتحدة والتنديد بالعنصرية.
الأوبزرفر العربي