قاسم يؤكد أن حزب الله سيواصل إسناد غزة في مواجهة إسرائيل
الحزب يشن أكبر هجوم على مدينة حيفا منذ بدء الحرب
أكد نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم الثلاثاء، إن الحزب سيواصل كونه جبهة إسناد لغزة في وجه إسرائيل، مشيراً إلى أن الحزب “تجاوز الضربات الموجعة” وأمن بدائل للقيادات التي سقطت في الضربات الإسرائيلية، وبالتزامن مع كلمة قاسم شنّ حزب الله هجوماً على مدينة حيفا هو الأكبر منذ بدء الحرب.
وأشار قاسم في كلمة متلفزة إلى أن إيران “قدمت دعماً واضحاً ومعروفاً للمقاومة في فلسطين ولبنان وكل المنطقة”، ولكنه اعتبر أن “المعركة ليست إيران ونفوذها في المنطقة، كما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكنها معركة تحرير الفلسطينيين لتحرير أرضهم”.
واعتبر أن الحرب الجارية هي “حرب من يصرخ أولاً، ونحن لن نصرخ سنستمر ونضحي، وستسمعون صراخ العدو”.
وشدد على أن الحزب سينتخب أميناً عاماً جديداً خلفاً لحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر، وأن هيكل الحزب، “متماسك” ويعمل بكامل طاقته.
استنزاف إسرائيل
وقال نعيم قاسم إن جبهة لبنان هي “جبهة مساندة استنزفت العدو 11 شهراً، وأخرجت المستوطنين بعشرات الآلاف من مستوطناتهم ليكونوا عبئاً على الكيان الإسرائيلي وهناك مئات الآلاف ممن يعيشون القلق في كل الشمال الفلسطيني”.
ونفى قاسم ما أعلنته إسرائيل من استهداف قدرات الحزب، مضيفاً: “ما قاله العدو عن أنه طال إمكاناتنا وهم”، ووجه حديثه لرئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو وقال: “سيتهجر أضعاف المهجرين الإسرائيليين الذين تريد إعادتهم إلى الشمال. وكلما طالت الحرب سيزداد مأزق إسرائيل”.
وأضاف قاسم أن خسائر إسرائيل في الشمال كبيرة، ولكنها “لا تعلن عن تلك الخسائر”.
وقال إن “العدو فتح حرباً مع لبنان مستفيداً من الدعم الأميركي اللا محدود، ومن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الأميركية التي يكون فيها حراً أن يتلاعب بالانتخابات الأميركية وبمصير هذه المنطقة بجنونه”، مشدداً إن الحرب التي تشنها إسرائيل “لن تمس بإرداتنا على المقاومة والمساندة”،
وأضاف قاسم إن نتنياهو بإمكانه أن يشن حرباً، ولكن ليس بإمكانه تحقيق أهدافه، “نضربهم وسنضربهم، وسنطال ما نريد وفق خطتنا العسكرية الميدانية لتحقيق أهدافنا. إنجازاتنا اليومية كبيرة جداً. ومئات الصواريخ وعشرات الطائرات، وعدد كبير من المستوطنات والمدن في الشمال تحت مرمى صواريخ المقاومة”.
وتابع: “إمكاناتنا بخير، ومقاومينا على الجبهة ونحن متماسكون والإدارة متماسكة”.
الحراك السياسي
وأعرب نعيم قاسم عن ثقة الحزب في تحركات رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووصف بري بأنه الأخ الأكبر، مشدداً على ثقة الحزب كله فيه.
وقال: “نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس بري، وعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار، وعلى كل حال بعد أن يترسخ موضوع وقف النار، وتستطيع الدبلوماسية أن تصل إليه، سنناقش كل التفاصيل الأخرى، وتتخذ فيها القرارات بالتعاون”.
وتابع: “لا تستعجلوا على تفاصيل.. وقبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا”.
وقال: “إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان، ولن نستجدي حلاً. هذه حرب من يصرخ أولاً، ونحن لن نصرخ سنستمر ونضحي، وستسمعون صراخ العدو”.
ليس لدينا موقع شاغر
وقال نعيم قاسم إن “القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة، وبحسب ما هو معمول به في حزب الله. تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا وتم تأمين بدائل في كل الموقع من دون استثناء”.
وأضاف “ليس لدينا موقع شاغر، وكل المواقع مملؤوه وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته”.
واعتبر أن “عمليات المقاومة في الجنوب، تزداد، وطالت مدناً ومستوطنات كثيرة، والجبهة توسعت، وهذا كله لا يحصل لولا وجود أكفاء واستمرارية وتواصل مع القيادة وتنسيق دائم فيما بين الوحدات المختلفة وقوى الميدان”.
وكشف إن الحزب سينتخب أميناً عاماً جديداً وفق الآليات التنظيمية، مشيراً إلى أنه “سنعلن عن ذلك عند الإنجاز.. لا تنسوا أن الظروف صعبة ومعقدة، ونحن نريد أن ننجز استحقاقنا بطريقته التنظيمية الصحيحة”.
كما قال: “العدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل مؤلم جداً، ولكنه سلاح العدو في البطش بالمدنيين، وهو يعتقد أنه سينتصر، الحل الوحيد هو المقاومة والصمود. هذا خيارنا للنصر وسنهزم إسرائيل، ولن تحقق أهدافها”.
وتابع: “نحن نثق بالنصر بثبات أهلنا ومساندتهم. المواجهة البرية بدأت منذ 7 أيام، ولم يتقدم العدو الإسرائيلي، وذهل الصهاينة كيف لم يستطع جيشهم التقدم إلى الأمام. هذا دليل على ثبات وقدرات المقاومة. لا قيمة للأمتار التي يمكن الحصول عليها، نريد أن يحصل الالتحام مع العدو، وسنثبت في الميدان أن الجيش الإسرائيلي سيتكبد الخسائر الكبيرة، لعلها تكون مقدمة لإنهاء الحرب”.
حزب الله يشن أكبر هجوم على حيفا
وتزامناً مع كلمة الشيخ نعيم قاسم، شنّ حزب الله هجوماً على مدينة حيفا هو الأكبر منذ بدء الحرب”، إذا أطلق “حزب الله أكثر من 105 صواريخ، خلال نصف ساعة فقط” بحسب وسائل الإعلام العبرية.
وقالت القناة “14” الإسرائيلية، إنّه أطلق حزب الله من لبنان أكثر من 100 صاروخ في اتجاه حيفا، الأمر الذي أدّى إلى دوي سلسلة من صفارات الإنذار في حيفا و”الكريوت” (أكبر تجمع للمستوطنين في شمالي فلسطين المحتلة) والمناطق المحيطة.
من ناحيته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أنّ نحو 105 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه خليج حيفا على دفعتين، مضيفاً أنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تستطيع اعتراض جميع الصواريخ.
وأدّت صواريخ المقاومة التي أطلقت من لبنان بوقوع أضرار كبيرة في مستوطنات عديدة ولا سيما في “كريات موتسيكين”، و “كريات يام”. من ناحيتها، أشارت “نجمة داوود الحمراء” إلى أن فرقها نقلت إلى المستشفى الإسرائيلية عدة إصابات عقب القصف الصاروخي الأخير من لبنان على حيفا.
اشتباكات عنيفة
ودارت اشتباكات عنيفة بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة اللبونية الحدودية، حيث أعلن الاحتلال الإسرائيلي إصابة 50 جنديا.
وجاء في بيان “حزب الله”: “لدى تقدّم قوة للعدو الصهيوني عند الساعة 2:00 من فجر اليوم الثلاثاء باتجاه منطقة اللبونة الحدودية مدعومة بجرافات وآليات، أمطرها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مؤكدة وأجبروها على التراجع”.
وفي بيان لاحق، قال الحزب: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (5:30) من بعد ظهر اليوم الثلاثاء تجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة يعرا بسرب من المسيرات الإنقضاضية”.
وفي السياق ذاته، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن إصابة نحو 50 جنديا على جبهتي القتال في الشمال والجنوب خلال 24 ساعة.
وقال جيش الاحتلال إن 48 جندياً أصيبوا، في مختلف جبهات القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف أن 7 من هؤلاء الجنود المصابين جراحهم خطيرة.
وأوضح أن 30 منهم أصيبوا عند الحدود الشمالية مع لبنان في حين أن 18 جنديا أصيبوا في معارك في قطاع غزة.
وتشن إسرائيل عدوان بري وجوي على لبنان، يستهدف مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتزعم إن حزب الله يستخدمها كمقار أو مخازن أسلحة.