قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين الميليشيات الليبية في طرابلس
عودة الإرهابي عبد الحكيم بلحاج من قطر تثير تساؤلات عن دوره في تأزيم الصراع الليبي
اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الميليشيات الليبية المتناحرة في غرب العاصمة طرابلس، السبت، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وذكرت مصادر محلية أن المواجهات اندلعت في منطقة الشرفاء بمدينة الزاوية بين ميليشيات مسلحة، إحداها تدعى “قوة دعم الدستور”، وهي موالية لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة.
وكانت صور متداولة من ليبيا، الجمعة، أظهرت وقوع اشتباكات بين مجموعات مسلحة في طريق المطار بطرابلس.
هذه الاشتباكات جاءت بعد عودة رئيس “الجماعة الليبية المقاتلة” المصنّفة تنظيما إرهابيا عبد الحكيم بلحاج إلى ليبيا، بعد غياب 5 سنوات قضاها بين تركيا وقطر، وأثارت جدلا واسعا وتساؤلات بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد، على وقع انقسام سياسي ومؤسساتي واتهامات وتهديدات متبادلة بين المعسكرات المتنافسة.
عودة الإرهابي عبد الحكيم بلحاج
ووصل بلحاج إلى العاصمة طرابلس قادما من الدوحة، مساء الخميس، وكان في استقباله عدد من أنصاره وأقاربه وأعضاء من الجماعة الليبية المقاتلة، كما ظهر وهو في حماية مسلحين.
ويعتبر بلحاج أحد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، وهو مدرج منذ 2017 على قوائم الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي.
وكان سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام القذافي، تحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، وأصبح يمتلك شركة طيران وقناة تلفزيونية، كما لعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب “الوطن” وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس.
ورغم محاولة إظهار نفسه على أنه شخصية سياسية سلمية، فإن الماضي لا يزال يطارد عبد الحكيم بلحاج، حيث لم ينس الليبيون تاريخه الإرهابي، وكيف قاتل بجانب أسامة بن لادن في أفغانستان، وقاد الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة تنظيما إرهابيا.
ولهذا السبب، أثارت عودته حفيظة أغلب الليبيين، وفتحت المجال أمام تكهنات كثيرة حول أسباب السماح له بالعودة في هذا التوقيت، وما إذا كان سيدخل في تحالف مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أو أنه يطمح لدور قيادي جديد في ليبيا، وهل ستفتح عودته الباب أمام رجوع رفاقه في الجماعة الليبية المقاتلة إلى البلاد؟