قرقاش: خطة الضم الإسرائيلية هي الخطر الأكبر على حل الدولتين
شراء مقاتلات F35 سيكون أسهل بعد توقيع معاهدة السلام
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في لقاء عبر الفيديوكونفرانس مع المجلس الأطلنطي الأمريكي، إن مبادرة السلام العربية، الصادرة عام 2002، قائمة على حل الدولتين، وخلال 18 عاما منذ ذلك الحين، كانت خطة الضم هي التهديد الأكبر لحل الدولتين.
وأكد قرقاش، الخميس، أن الخطة الإسرائيلية لضم أراض من الضفة الغربية المحتلة كانت التهديد الأكبر لحل الدولتين، وتعليقها يعطي فرصة للمفاوضات للتوصل إلى حل.
وذكر قرقاش، خلال حديثه “اعتقد الفلسطينيون أن المعاهدة أحادية الجانب ولهم أسبابهم ورسالتنا الأساسية لهم، إلى جانب عدة دولة عربية أخرى، كانت وستبقى دائما شاركوا وتفاوضوا.. لا تتركوا مائدة التفاوض”.
وأضاف “فتاريخ النزاع علمنا أشياء عدة أولها: التغيير الفعلي في الميدان يؤثر على الحل السياسي وما كان متاحا للعرب في 1948 أصبح مستحيلا في 1967 وما كان متاحا في 1967 بات غير ممكن في وقت لاحق. وضم الأراضي الفلسطينية كان تهديدا كبيرا على الأرض”.
وشدد قرقاش “نحن لا نتفاوض باسم الفلسطينيين، هم الذين سيحددون ما سيسفر عنه التفاوض وبالتأكيد نطمح لتحقيق دولة مستقلة”.
وردا على سؤال حول فوائد اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل مع الإشارة إلى أن “مصر والأردن لم تربحا أو تخسرا شيئا من اتفاقيات السلام مع إسرائيل”، قال قرقاش إن الشيء الملموس هو تعهد إسرائيل بتعليق خطة الضم، التي كانت تهديدا حقيقيا على الأرض، وإعطاء فرصة للمفاوضات، موضحا أن التطبيع كان مسألة وقت وسيحدث عاجلا أم آجلا.
وأضاف أن اقتصاد الإمارات أكبر من اقتصاد إسرائيل، وهناك مجالات للتعاون في الاقتصاد والزراعة والسياحة، مشيرا إلى اتفاق التعاون بين شركتين في البلدين حول تطوير أبحاث خاصة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. وتابع بالقول: “تقييمي أن ذلك سيكون سلاما دافئا، لأننا على عكس مصر والأردن لم نخض حربا ضد إسرائيل”.
وحول إذا ما كان الاتفاق مع إسرائيل مرتبط بطلب الإمارات شراء مقاتلات F-35 من الولايات المتحدة، قال قرقاش إن الإمارات أوضحت أنها تريد شراء طائرات F-35 منذ 6 أعوام، متوقعا أن يكون من الأسهل الحصول عليها مع توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل لن يكون هناك عائق وفكرة العداء أو الحرب مع إسرائيل لن تكون موجودة.
وأكد قرقاش أن قرار الاتفاق مع إسرائيل هو “قرار سيادي”، وقال إن الإمارات “لم تناقش هذه الصفقة مع أي من أصدقائنا العرب قبل الإعلان عنها”. وأشار إلى أن جميع الدول العربية “كانت تناشد بعضها البعض حول ما يمكن فعله لوقف الضم”.
وردا على سؤال بشأن ما أعلنته السعودية عن موقفها من السلام مع إسرائيل، قال قرقاش إن “كل دولة لديها تاريخها الخاص وغير ذلك”. وأضاف: “نود أن نفكر في أنفسنا دولة عربية ديناميكية تريد كسر العديد من العوائق لأننا نعتقد أن نظرة حصرية للعالم من منظور عربي خالص لن تسمح بالوصول إلى إمكانياتك”، وأشار إلى زيارة بابا الفاتيكان للإمارات وأن كانت بالنسبة للبعض في المنطقة من المحظورات.
وحول إمكانية افتتحا سفارة إماراتية لدى إسرائيل وموقعها المحتمل إذا كان القدس أو تل أبيب، قال قرقاش: “نحن ملتزمون بحل الدولتين وأي سفارة لنا ستكون في تل أبيب، وهذا واضح تماما، وأعتقد أن الفكرة بأكملها من تعليق الضم هي إعطاء فرصة للتفاوض”، داعيا الفلسطينيين إلى اقتناص الفرصة والانخراط في المفاوضات.
من ناحيته، قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، إن معاهدة السلام التي أعلن عنها الأسبوع الماضي بين بلاده وإسرائيل لتطبيع العلاقات بين البلدين “لقي ردود فعل إيجابية من الأمم المتحدة وأكثر من 40 دولة أخرى حول العالم حتى الآن”، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء الإماراتية الرسمية وام، الخميس.
وأضاف العتيبة في تصريحاته إن كلا من البيت الأبيض وحملة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، رحبا بالاتفاق، “وكذلك فعل أكثر من 140 عضوًا في الكونغرس من كلا الحزبين، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل”، معبرًا عن سعادة بلاده بالترحيب الأمريكي الواسع، وفقُا لوكالة وام.
وأكد سفير الإمارات في الولايات المتحدة،، لكنه أضاف “لست في وضع يسمح لي بالتحدث عما ستفعله الدول الأخرى. ومع ذلك، آمل أن يُنظر إلى اتفاقية السلام الإماراتية الإسرائيلية على أنها إطار لإحداث تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط”، مشددًا على ان بلاده ستظل “داعما قويا للشعب الفلسطيني”.
وأوضح العتيبة أن، وفقًا لـ”وام”، أن “هذا الاتفاق يضع على الفور حداً لخطط إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية ويحافظ على قابلية حل الدولتين للحياة. وأشار العديد من الخبراء إلى أن هذا يمكن أن يوفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف مناقشات ذات معنى”، بحسب تعبيره.
الأوبزرفر العربي