قمة أوروبية حاسمة تبحث خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ومفاوضات متواصلة
أكد الاتحاد الاوروبي ولندن الثلاثاء على أن احتمال التوصل الى اتفاق يتيح خروج بريطانيا بشكل منظم من التكتل لا يزال “ممكناً”، وذلك قبل يومين من قمة أوروبية حاسمة.
وأدى الحديث الإيجابي عن إمكان التوصل الى اتفاق إلى ارتفاع في قيمة الجنيه الاسترليني.
وأعرب كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي حول بريكست ميشال بارنييه عن تفاؤل، مشيراً إلى أن اتفاقا “لا يزال ممكنا هذا الاسبوع” مع بريطانيا لتجنب خروجها من الاتحاد الاوروبي بدون اتفاق.
وقال عند وصوله الى لوكسمبورغ لاطلاع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على مسار المحادثات قبل القمة الاوروبية المقررة في 17 و 18 تشرين الاول/اكتوبر “إذا كنا نريد اتفاقاً قبل القمة علينا إنهاء العمل على نص قانوني هذا المساء أو غداً صباحاً كأقصى حد”.
وارتفع الجنيه الاسترليني بعد ظهر الثلاثاء مقابل اليورو والدولار، مكتسباً نسبة 1% في أعقاب الحديث عن إمكان التوصل لاتفاق وشيك حول بريكست.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار في مؤتمر صحافي في دبلن “يبدو أننا نحقق تقدماً والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، لكن ليس من الواضح حتى اللحظة ما إذا كنا قادرين على التوصل لاتفاق معدّل قبل القمة الخميس”.
وقال مصدر أوروبي انه من المبكر الحديث عن التوصل الى اتفاق لكن الوضع واعد. من المتوقع الوصول إلى حل غداً صباحاً”. وسيكون هناك ثلاثة سيناريوهات، بحسب المصدر، “اتفاق، أو لا اتفاق أو مواصلة المفاوضات بعد القمة” المقررة الخميس والجمعة.
وأعلن مسؤول في الحكومة الألمانية في وقت سابق عن “تشكيكه في إمكان التوصل الى اتفاق حول نص قانوني بحلول الغد”، بعدما أبلغته حكومته عن مضمون المفاوضات مع البريطانيين.
ويكثف المفاوضون البريطانيون والأوروبيون محادثاتهم في محاولة للتوصل الى اتفاق قبل القمة في بروكسل ومع اقتراب 31 تشرين الأول/أكتوبر الموعد المقرر للخروج الذي يصرّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على احترامه.
وأجرى جونسون محادثات صباح الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورحبت فرنسا الثلاثاء بـ”زخم إيجابي” خلال المفاوضات. وقال مستشار للرئاسة الفرنسية “نأمل التوصل الى اتفاق لكننا لا نعلم بعد” ما ستكون عليه النتيجة، مضيفاً “نتمنى الخروج باتفاق بحلول المساء”.
وقال ممثل دولة عضو في الاتحاد الاوروبي الثلاثاء لوكالة فرانس برس خلال اجتماع للوزراء الأوروبيين في لوكسمبورغ “البريطانيون يريدون اتفاقا ولقد حركوا النقاط العالقة. لكن يجب التحلي بالحذر ومعرفة ما اذا سيكون ذلك كافيا لكي يتحول الى نص قانوني. وهذا الامر لم يحصل بعد”.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفني من لوكسمبورغ أن “على القادة الأوروبيين اتخاذ قرار حول شكل التفويض الذي يريدون منحه لميشال بارنييه إذا لم يتم التوصل لاتفاق اليوم أو غداً قبل القمة”.
وأضاف كوفني أن “من الممكن مواصلة المفاوضات الاسبوع المقبل”.
من جهته قال مسؤول ألماني “يمكن أن يقول بارنييه خلال القمة:+لا يزال يتعين علي القيام بالقليل من العمل ولا نزال بحاجة لمزيد من الوقت+ ولن يعارض أحد ذلك”.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي انتي رين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان المفاوضات يمكن ان تتواصل بعد القمة الاوروبية.
ويجري الحديث عن فرضية عقد قمة أوروبية استثنائية ثانية قبل 31 تشرين الأول/أكتوبر.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء البريطاني في 2016 لم يتم التوصل الى أي اتفاق بعد لتجنب حصول خروج فوضوي من الاتحاد.
وعارض جونسون الاتفاق الذي ابرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وقدم خطة جديدة.
وتتركز المحادثات الجارية على نقطتين خلافيتين: طريقة تجنب العودة الى إعادة فرض حدود فعلية، بعد بريكست بين ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي مع القيام بعمليات التفتيش الجمركية، وحق التصويت الممنوح لسلطات ايرلندا الشمالية بشأن اتفاق الخروج.
وتقترح لندن أن تبقى إيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات الأوروبية فقط، وفق ما أكد مصدر أوروبي.
ومهما كانت نتائج المفاوضات، فإن الأوروبيين يدعون إلى المحافظة على اليقظة إزاء العلاقات التجارية مع لندن.
وبعد بريكست ستتحول لندن إلى “منافس جديد” على أبواب الاتحاد الأوروبي، كما حذرت الثلاثاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ويشكل ذلك مصدر قلق أيضاً للفرنسيين والهولنديين، خصوصاً خطر حصول نقص في الرقابة على البضائع عند الحدود الإيرلندية.