ليبيا: استقالة وزير الصحة في حكومة الدبيبة بسبب الانقسام الحاد وانتهاء التوافقات السياسية
وأعلن وزير الصحة في حكومة الدبيبة منتهية الولاية، علي الزناتي، استقالته من منصبه، وذلك بعد يومين من قرار رئيس الحكومة إعادته إلى ممارسة مهامه بعد تبرئة قضائيًا من التهم المنسوبة إليه، فيما دعا عثمان عبد الجليل وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب باقي الوزراء في حكومة الدبيبة لاتخاذ نهج مشابه.
جاءت استقالة الزناتي في بث مباشر أجراه الخميس، فيما لا يزال الصراع بين أطراف الأزمة الليبية مستمراً، بل يزداد تصاعدا مع مرور الوقت في ظل تباطؤ أطراف النزاع في الوصول لحل ينهي الأزمة.
تلك الأزمة التي بدأت مطلع العام الجاري 2022 بعد أن أقال مجلس النواب حكومة الدبيبة الذي رفض تسليم السلطة للحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا المعينة.
ومنذ ذلك الوقت تتصارع الحكومتان على كل شيء شمل التعليم والتنافس على إيرادات الدولة إلى أن وصل الصراع إلى السلاح حيث اندلعت قبل ثلاثة أشهر اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس بين مؤيدين وتابعين للحكومتين أوقعت قتلى وجرحى من المدنيين.
الانقسام الحاد
وعلل الزناتي استقالته بـ”عودة مرحلة الانقسام الحاد وانتهاء التوافقات السياسية” واصفًا حكومة الدبيبة التي يعمل بها بـ”منتهية الولاية”.
وأكد الوزير المستقيل أن استقالته تعتبر “تأكيدًا على مبدأ التداول السلمي على السلطة وعدم تشبثه بالمنصب”.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي أصدر النائب العام الليبي الصديق الصور قرارا بحبس الزناتي ووكيل الوزارة احتياطيًّا على ذمة التحقيق في قضية مخالفات مالية بالوزارة فيما تم تبرئة الزناتي ومن معه قبل أيام ليعلن الدبيبة عودته للوزارة من جديد وذلك قبل إعلانه الاستقالة.
وتعليقا على ذلك أصدر عثمان عبد الجليل وزير الصحة بالحكومة الليبية التي يترأسها فتحي باشاغا وهي المنافس لحكومة الدبيبة بيانا اليوم الجمعة حول استقالة الزناتي.
وقال وزير الصحة بحكومة فتحي باشاغا، أنه “يشيد بإعلان وزير الصحة السابق بحكومة الدبيبة علي الزناتي استقالته من الحكومة ” مضيفا ” نشعر بالفخر والاعتزاز للموقف الوطني المشرف الذي اتخذه بالانسحاب من الحكومة التي انتهت ولايتها بعد تكليف مجلـس النـواب الليبي وبالتوافق مع المجلس الأعلى للدولة للحكومة الليبية بقيادة فتحي باشاغا “.
دعوة لاستقالة بقية الوزراء
وأكد عبد الجليل أن موقف الزناتي “الوطني الشريف يظهر التزاما واحتراماً للمؤسسات المحلية والسلطات التشريعية بها “.
ودعا وزير الصحة بحكومة فتحي باشاغا ” باقي الوزراء في حكومة الدبيبة لاتخاذ نهج مشابه لما قام به الدكتور علي الزناتي وعدم الاصطفاف مع مغتصبي السلطة ” وفق نص البيان.
وفي بيانه أيضا قال عثمان عبد الجليل وزير الصحة بحكومة فتحي باشاغا مخاطبا وزراء حكومة الدبيبة ” بقاؤكم في الحكومة منتهية الولاية سيضعكم أمام مسؤولية تاريخية بأنكم كنتم جزءاً أصيلا وسبباً رئيسياً لانقسام البلاد ومسؤولية قانونية بعدم اعترافكم بقرارات المؤسسات التشريعية في الدولة الليبية”.
وعن الاستقالة المباشرة والتعليق عليها بالترحيب قال الناشط المدني الليبي بدر الدين التواتي أن ” الصراع على كل شي بين حكومتين أمر يمكن أن يفهم إلا أن الصراع في قطاع الصحة أمر مرفوض تماما”.
وأضاف التواتي أن ” الصراعات بين حكومة فتحي باشاغا وحكومة عبد الحميد الدبيبة المواطن البسيط هو من يدفع ثمنه غاليا في كل المجالات”.
وعن قطاع الصحة أيضا تابع الناشط المدني الليبي “قبل أيام أصدرت حكومة عبد الحميد الدبيبة قرارا بتكليف الدكتور خالد الجازوي بإدارة مستشفى بنغازي الطبي فأصدرت حكومة فتحي باشاغا قرارا في ذات الوقت يطلب من مديرة مركز بنغازي الطبي الدكتورة فتحية العريبي الاستمرار في موقعها وعدم التسليم للمكلف من قبل حكومة الدبيبة”.
عبث بمصير الليبيين
ذلك الأمر يعكس بحسب التواتي “عدم مسؤولية من قبل الحكومتين فمركز بنغازي الطبي هو أضخم مستشفى في ليبيا ويستقبل مرضى بمئات الآلاف من كامل مناطق شرق وجنوب ليبيا فكيف يكون هذا المرفق الصحي المهم ساحة للصراع السياسي بين الحكومتين”.
واستطرد بالقول ” ذلك عبث بمصير الليبيين وصراع على سلطة زائلة” موضحا أن ” الساسة لا يهمهم سوى الكراسي ولا يفكرون في مصلحة البلاد”.
الناشط المدني الليبي بدر الدين التواتي واصل في حديثه تعليقا على ما يجري في بلاده قائلا ” قبل سنوات كان هناك صراع بين حكومتين وهي حكومة الوفاق في غرب ليبيا برئاسة فائز السراج والحكومة المؤقتة في الشرق برئاسة عبد الله الثني”.
آنذاك بحسب التواتي “ورغم الصراع بينهما إلا أن ذلك لم يطل قطاع الصحة ولا التعليم بل أن كل القرارات التي تم اتخاذها آنذاك من إحدى الحكومتين لم تعقب عليها الأخرى أو تلغيها.