مؤسس “حركة إرهابية” يترجم نوايا تنظيم الإخونجية إتجاه مصر
في أعقاب الإعلان عن وثيقة ما يعرف بـ”تيار التغيير” في تنظيم الإخونجية، التي أنهت مؤتمراً لها في تركيا السبت الماضي بمشاركة قادة الميليشيات الإرهابية التابعة لهم، تضمنت إعادة فتح جبهة صراع جديدة في مصر وحمل السلاح وتهديد أمن واستقرار البلاد، أطلق تغريدة لمؤسس حركة “حسم” الإرهابية، يحيى موسى، مضمونها أنهم “يسعون لإسقاط السلطة بأي وسيلة” لتؤكد علاقة التنظيم القوية والقديمة والمتأصلة بالعنف والأفكار الإرهابية.
يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، وشهرته يحيى موسى، هو أحد مؤسسي حركة حسم الإرهابية، مع علاء السماحي، ومن بين أبرز العمليات الإرهابية التي أدارها “موسى” عملية اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات، في يونيو/حزيران 2015، حيث اعترف منفذو الجريمة تلقيهم تكليفا من “موسى” لتنفيذ مخططهم، وأدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قوائم الإرهاب.
تغريدة موسى التي تزامنت مع إصدار وثيقة ما يسمى ب”تيار التغيير” في تنظيم الإخونجية تظهر أن العنف والإرهاب لا يزالان أهم مرتكزات عمل التنظيم وسلوكه التي لم تتغير، رغم مزاعم روّجتها وسائل الإعلام المحسوبة عليهم بأنهم “جماعة دعوية”.
عودة الخلايا النوعية
وتعقيبا على تغريدة موسى، قال الإخونجي المنشق والباحث في الحركات الإسلامية إسلام الكتاتني، إن حديث مؤسس حركة حسم الإرهابية يحمل مضمونين اثنين، الأول هو عودة الخلايا النوعية لعمل مسلح ضد الدولة المصرية مع محاولات جذب موالين لإحداث حراك ثوري ومن ثم استغلاله لتنفيذ مخططاتهم.
وأضاف الكتاتني، أن أنصار تيار التغيير يخططون لحدوث شرارة اشتباكات وذلك بعد ترتيب الأوراق وتنظيم الصفوف وتدريب إرهابيين في عدد من الدول الأفريقية على سيناريوهات مشابهة.
أما المضمون الثاني فهو محاولة للضغط وإرباك وإجهاد الدولة التي تترقب فعالية عالمية وهي قمة المناخ والتي ستشهد حضورا دوليا واسعا، أعضاء تيار التغيير يحاولون استغلال القمة والحضور في محاولة تشويه صورة البلاد عبر الدعوة لتظاهرات.
وأشار إلى أن تنظيم الإخونجية يعمل على دغدغة عواطف المصريين واستغلال الأزمة الاقتصادية في محاولة لدفع الناس للشوارع رغم أنها أزمة عالمية “يحاولون دفع الناس للميادين بكل الوسائل وإدارة الأزمة عن بعد وفي حال النجاح يقزون على السلطة بالدماء والمليشيات المسلحة”.
رسالة إلى السلطات المصرية
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبد المنعم، اعتبر أن حديث القيادي الإخونجي والموضوع تحت الإقامة الجبرية في إسطنبول “شو ليس فأكثر”.
حديث عبد المنعم وافقه مؤسس حركة “تمرد الجماعة الإسلامية”، وليد البرش، مؤكدا أن الخلايا النائمة والنوعية للإخونجية في مصر تم القضاء عليها من الأمن.
وبحسب البرش أن ما يحدث الآن هو محاولة من التنظيم للاستثمار في حالة الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها العالم كله وليس مصر وحدها في محاولة لتأجيج المصريين دون فائدة.
وأشار إلى أنهم يحاولون إرسال رسالة إلى السلطات المصرية بأننا “موجودون ولدينا بعض الأوراق للعب بها” في محاولة لفتح أي ثغرات للتفاوض خاصة بعد تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه “لا تصالح مع أولياء الدم وأهل الشر (الإخوان)”.
وبينما اعتبر أن أعضاء الجبهات الثلاث من تنظيم الإخونجية يتمنون أن تتعطف عليهم الدولة المصرية بالمصالحة، إلا أنهم “رغم ذلك قاموا بتدريب أفراد على السلاح في مالي والصومال لاستخدامهم وقت الحاجة”.
تبرير الإرهاب بشعارات دينية
نشاط “حسم” بدأ في 2014 بمصر، تحت مسمى “حركة العقاب والحسم الثوري”، وكانت حينها واحدة من خلايا مسلحة صغيرة شكلها الإخونجية من أتباعهم والنافرين من تنظيمات أخرى، وذلك ما فسر الطابع “الهاوي” والعشوائي لعمليات الفصيل حتى العام 2015.
لاحقا، رأى التنظيم الأم أن الفصيل بحاجة إلى تطوير تنظيمي يمنحه أدوات قادرة على إحداث صدى إعلامي أكبر، وهو عادة ما تؤمنه العمليات الدموية ذات المحصلة المدوية.
وبالفعل، اختفى المسمى الأول عن الساحة، ليظهر “حسم” بعد إعادة هيكلة وتجميع عناصر منتقاة وفق مواصفات عالية، في رهان بدا حاسما بالنسبة لتنظيم الإخونجية على تطوير عملها المسلح.
وعلى خطى منبعها، حاولت الحركة تغليف ممارساتها بشعارات دينية لتبرير عملها الإرهابي، لكنها فشلت في ذلك بشكل ذريع، حيث سرعان ما تأكد أنها تنظيم سياسي بذراع عسكري ولد من رحم الإخونجية، ويتحرك من منطلقات سياسية ثأرية، بعيدا عن التنظيمات الأيديولوجية التقليدية.
حاول الفصيل الاستفادة من التقلبات العالمية، كما ناور في أساليبه محاولا تفادي أخطاء التنظيم الأم، فلجأ إلى التركيز على نقاط جذب مختلفة لاستقطاب التعاطف والتأييد، مستخدما شعار “المظالم السياسية والاجتماعية” الزائف.
لكن حتى هذه الورقة سرعان ما احترقت بلهيب تنامي الوعي السياسي والمجتمعي بمخاطر الإخونجية، فانفضحت استراتيجية التنظيم المبنية على توظيف الأدبيات السياسية والعنف الثأري بتأليب الشارع والركوب على الفوضى، خدمة لأجندات سياسية بحتة هدفها الخراب.