مئات آلاف الفلسطينيين يرزحون تحت الحصار والإبادة في مخيم جباليا

قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجازر دامية في شمال غزة والنصيرات ودير البلح

لليوم العاشر على التوالي يرزح مئات آلاف الفلسطينيين ممن بقوا داخل مخيم جباليا وفي محيطه بشمال غزة تحت حصار وقصف عنيف مكثف ضمن خطة إسرائيلية، تعرف باسم “خطة الجنرالات” لتهجير سكان شمال غزة، فيما ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرتين بحق النازحين في مخيم النصيرات ومدينة دير البلح.

وأفاد شهود عيان بارتكاب قوات الاحتلال مجزرة كبيرة بحق المحاصرين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة،  أثناء محاولتهم الحصول على بعض المساعدات الغذائية من مركز التموين في ظل الحصار الاحتلال المشدد منذ 10 أيام.

وقالوا أن القوات الإسرائيلية استهدفت بقذائف المدفعية حشود المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، داخل مركز التموين وفي محيطه؛ ما أدى لاستشهاد 10 حتى اللحظة على الأقل وإصابة أكثر من 40.

وبحسب الشهود، فإن جثث الشهداء منتشرة داخل مركز التموين وفي محيطه، وسيارات الإسعاف غير قادرة على الوصول إلى الجرحى.

وأضاف الشهود، أن طائرات مسيرة “كواد كوبتر” تطلق النار على كل من يحاول الوصول إلى المنطقة لانتشال الشهداء وإسعاف الجرحى.

وسط غزة

وفي وسط القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرتين جديدتين راح ضحيتهما عشرات الشهداء والمصابين. بعد أقدم جيش الاحتلال مجدداً على قصف خيام نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.

كما شهد مخيم النصيرات مجزرة أخرى جراء قصف مدرسة تؤوي نازحي، ما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينيا وإصابة 80 آخرين.

 وفي هذا الإطار، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعزز ممارسة الإبادة الجماعية في جباليا ومحافظة شمال قطاع غزة، ويمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال أكثر من 75 شهيداً من أصل 285 شهيداً قتلهم الاحتلال خلال الأيام الثمانية الماضية.

كما وضع الاحتلال سواتر ترابية لفصل شمال غزة عن باقي مناطق القطاع، بالتزامن مع ذلك، نسفت عشرات المنازل في مخيم جباليا باستخدام “روبوتات” متفجرة، ما أسفر عن العشرات من الشهداء والجرحى.

مجازر في جباليا وشمال غزة

وكان المكتب الإعلامي الحكومي، قد أعلن أن قوات الاحتلال ارتكبت مجازر في محافظات الشمال منذ بدء الهجوم، قتل فيها أكثر من 300 شخص منذ 9 أيام، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، موضحا أن الاحتلال أيضا يمنع وصول الوقود إلى المستشفيات هناك، ويمنع عمل طواقم الإسعاف.

عمليات تدمير واسعة

وتقوم تلك القوات بعمليات تدمير وتجريف واسعة في جميع مناطق التوغل، تنفذها جرافات كبيرة دخلت مع الدبابات المتوغلة، كما تشهد تلك المناطق عمليات نسف لمبان أخرى، حيث تسمع أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن التدمير الكبير.

وفي السياق، تشهد المناطق القريبة من مستشفى كمال عدوان قصفا مدفعيا عنيفا، يتواصل على مدار ساعات الليل والنهار، فيما لا تزال الطواقم الطبية تعمل رغم الحصار المشدد، والخطر الذي يهدد حياتها، وترفض أوامر إخلاء المستشفيات في الشمال.

كما شهدت المنطقة المحيطة بمدرسة شادية أبو غزالة غرب مخيم جباليا، تقدما لآليات الاحتلال، على وقع قصف مدفعي على محيط منطقة المركز وسط المعسكر، كما شهدت المنطقة المحيطة بمنطقة الدفاع المدني وأطراف حي الصفطاوي عمليات نسف مبان، علاوة عن نسف مبان أخرى في منطقة الفالوجا.

احكام الحصار واستهداف النازحين

وفي هذا الوقت باتت قوات الاحتلال تحاصر بشكل كامل مخيم جباليا وبلدات شمال قطاع غزة، وتقطع كل الطرق المؤدية إلى مدينة غزة بالكامل، مع استمرار توسيع عملية التوغل البري هناك، وحسب روايات شهود عيان، فإن قوات الاحتلال تضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية الفاصلة بين بلدات شمال القطاع ومدينة غزة.

ورغم الحصار، تجبر العائلات بسبب الهجمات المستمرة هناك على النزوح القسري تجاه مدينة غزة، وتضطر هذه العوائل لأن تسلك ما بات يعرف بـ “طريق الموت” وهو الشارع الذي يوصل إلى منطقة “دوار أبو شرخ”، حيث يعتلي هناك جنود القناصة البنايات، فيما تتواجد آليات عسكرية في المنطقة، تطلق النار على النازحين، حيث تسببت الهجمات في سقوط عشرات الضحايا.

هذا ولم تكتف قوات الاحتلال بإنذارات التهجير القسري التي هددت بها سكان بلدات شمال غزة، والتي بدأت على أثرها بشن هجوم بري كبير وخطير على تلك المناطق، بل وسعت بعد أسبوع من الإنذارات لتشمل أحياء مدينة غزة الشمالية، والتي لجأ إليها النازحون من مخيم جباليا وبلدات شمال القطاع خلال الأسبوع الماضي.

مخططٍ للتهجير

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال الإسرائيلي بالسعي بكل قوة إلى تنفيذ مخططٍ للتهجير بشكل واضح المعالم في شمال قطاع غزة، “وهو أكبر وأخطر مخطط أميركي احتلالي إسرائيلي في القرن الحادي والعشرين والعصر الحديث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى