مجلس الأمن يقرر دعم اقتراح بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
مصر والجامعة العربية والفصائل الفلسطينية يرحبون بقرار المجلس
صوت مجلس الأمن الدولي، الاثنين، لصالح مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، يدعم اقتراحاً طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأيدت المقترح الأميركي 14 دولة عضواً في مجلس الأمن، دون معارضة أي عضو، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
كما أيدت الجزائر، العضو العربي الوحيد في المجلس، مشروع القرار.
وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع للمجلس: “نعتقد أن القرار يمثل خطوة إلى الأمام نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.
وأضاف أنه “يقدم بصيص أمل للفلسطينيين. فلقد حان الوقف لوقف (أعمال) القتل”.
والنسخة الأخيرة من النص تؤكد، خلافا للنسخ السابقة، أن المقترح “قبلته” إسرائيل، وتدعو حماس “إلى قبوله أيضا، وتدعو الطرفين إلى تطبيق بنوده بالكامل، دون تأخير ودون شروط”.
“حماس” ترحب بالقرار
رحبت حركة “حماس” في بيان، الاثنين، بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أنها مستعدة للتعاون مع الوسطاء بشأن تنفيذ مبادئ المقترح.
وأشارت إلى ما أكد عليه القرار بشأن “وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغير ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع”.
وأكدت الحركة في البيان على “استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا”.
وقالت “حماس”: “نؤكد في حركة حماس استمرار سعينا ونضالنا مع كل أبناء شعبنا لإنجاز حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها دحر الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير”.
ووجهت انتقادات حادة للولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، بسبب عرقلتها مشاريع قرارات سابقة للأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما رحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الاثنين، بتبني مجلس الأمن مشروع القرار.
وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الرئاسة تعتبر “اعتماد هذا القرار بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حرب الإبادة المتواصلة بحق شعبنا في قطاع غزة”.
لكن بايدن بذل أواخر الشهر الماضي جهدا أمريكيا إضافيا لإرساء هدنة وإطلاق سراح رهائن.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد عقب الجلسة: “اليوم صوتنا من أجل السلام”.
وأضافت: “اليوم بعث هذا المجلس رسالة واضحة إلى حماس: اقبلوا اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة. لقد وافقت إسرائيل بالفعل على هذا الاتفاق، ويمكن أن يتوقف القتال اليوم إذا فعلت حماس الشيء نفسه”.
وتابعت “متحدون وراء اتفاق من شأنه إنقاذ أرواح ومساعدة المدنيين الفلسطينيين في غزة على البدء في إعادة البناء والتعافي. متحدون وراء اتفاق من شأنه لم شمل الرهائن مع عائلاتهم بعد ثمانية أشهر من الاحتجاز”.
“الجهاد” ننظر بإيجابية إلى قرار مجلس الأمن
قالت حركة “الجهاد” في بيان، إنها تنظر “بإيجابية” إلى ما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي، الداعم لمشروع قرار أميركي يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً “لجهة فتح الباب أمام الوصول إلى وقف شامل للحرب”.
وأضافت الحركة أنه “رغم أن قرار مجلس الأمن الدولي.. قد تأخر أكثر من ثمانية أشهر كاملة من جرائم الإبادة ضد شعبنا، بمشاركة أميركية وغربية، فإننا ننظر بإيجابية إلى ما تضمنه القرار، ولا سيما لجهة فتح الباب أمام الوصول إلى وقف شامل للعدوان، وانسحاب كامل للعدو من قطاع غزة”.
وتابعت”: “نؤكد أن صمود شعبنا ومقاومته، هي التي تجبر العدو (الإسرائيلي) على الرضوخ لمطالب شعبنا”.
مصر ترحب بالقرار
رحبت مصر بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وذلك وفقاً لبيان لوزارة الخارجية، الثلاثاء.
وقالت الوزارة في البيان، إن مصر تجدد مطالبتها لإسرائيل بـ”أهمية الامتثال لالتزاماتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، ووقف الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة، وما تسببت فيه من قتل وتدمير طال الفلسطينيين وكامل البنية التحتية في القطاع”.
ودعت الوزارة كل من إسرائيل و”حماس” لاتخاذ خطوات جادة تجاه إتمام هذه الصفقة في أسرع وقت، والبدء في تنفيذ بنودها دون تأخير أو مشروطية.
بدوره، رحّب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بقرار مجلس الأمن تأييد المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة.
واعتبر أبو الغيط أن المجلس “تأخر كثيراً في الاضطلاع بمسؤوليته، وسمح بسقوط آلاف الضحايا من الفلسطينيين”، مؤكداً ضرورة “لجم جماح العدوان الاسرائيلي بشكل فوري”.
فحوى المقترح
وينص المقترح في مرحلته الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين احتجزوا في أثناء هجوم حماس ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
لكن حماس تشدد على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن نهاية دائمة للحرب، وهو شرط رفضته إسرائيل بشدة.
ومنذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواجه مجلس الأمن صعوبات في إصدار مواقف موحدة.
وبعد صدور قرارين ركزا أساسا على المساعدات الإنسانية، طالب أخيرا في نهاية آذار/مارس بـ”وقف فوري لإطلاق النار” طوال شهر رمضان، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على ذلك القرار.
والإثنين، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إسرائيل، التي يزورها في إطار جولته الإقليمية الثامنة منذ اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني.