مدينة ووهان الصينية تتنفس الحرية
كورونا يواصل حصد المزيد من الضحايا في العالم
تنفس قرابة 11 مليون نسمة في مدينة ووهان الصينية الحرية، بعد انتهاء العزل المفروض ليعودوا إلى عملهم وتعود السيارات والقطارات والرحلات الجوية للحياة بعد فترة شهدت انعزال المدينة بأكملها عن بقية العالم.
وخرج اليوم الأربعاء الملايين من سكان المدينة بعد 76 يوماً من الحجر الصحي توقفت خلالها جميع أنشطة الحياة في بؤرة فيروس كورونا المستجد.
وتقول تونغ شينغكون، إحدى ساكنات ووهان بتأثر شديد: “لم أخرج من منزلي لأكثر من 70 يوماً… البقاء تلك المدة دفعني للجنون”.
وتحافظ السلطات الصينية على بعض الإجراءات الاحترازية لضمان عدم تفشي عدوى الفيروس مرة أخرى، مثل حراسة المباني السكنية واستمرار إغلاق المدارس وتشجيع ارتداء الأقنعة الواقية وقياس درجات حرارة الأسخاص قبل دخولهم إلى المباني المختلفة.
كذلك يتعين على كل من يريد مغادرة المدينة الالتزام باستحواذ تطبيق هاتفي خاص لتقفي أثره وحالته الصحية ومعرفة من يخالطهم من الناس أثناء سفره.
وعبر ساكن آخر يدعى تشين ياتنغ عن فخره بالجهود التي بذلها الجميع من أجل الخروج من الأزمة.
وقال: “لقد تحمل سكان ووهان الكثير من العبء النفسي والجسدي… شعب ووهان معروف تاريخياً بعزيمته القوية”.
وسُجلت أكثر من 750 ألف إصابة في أوروبا، ما يعني أكثر من نصف العدد الإجمالي للإصابات في العالم، بحسب تعداد لوكالة فراس برس الأربعاء عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش يستند الى الارقام الرسمية.
وأثّر تفشي الفيروس على المجتمعات على كل المستويات من العمال وصولا إلى شخصيات سياسية وملكية، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يحارب الفيروس من قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات لندن.
لكن سعادة من كانوا عالقين في ووهان بمنحهم حرية مغادرة المدينة أثارت بعض الأمل للعالم، إذ شكلت دليلا على أن الفيروس لن يستمر إلى ما لا نهاية.
لكن المسؤول في مكتب الأمن العام في ووهان يان كيان شنغ قال للصحافيين الأربعاء إن “إنهاء الإغلاق لا يعني وقف تدابير مكافحة الفيروس التي فرضناها”.
وصدرت تصريحات مشابهة من المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الأربعاء الذي أكد أنه بالرغم من “المؤشرات الإيجابية” الواردة من بعض دول المنطقة، إلا أنه لا يزال من المبكر تخفيف الإجراءات الهادفة لاحتواء كورونا المستجد.
في هذه الأثناء، اكتظت محطات القطارات والحافلات في ووهان بالركاب الساعين للخروج من المدينة بينما ارتدى البعض البزّات الواقية.
وقالت هاو مي (39 عاما) وهي تستعد لرؤية أطفالها للمرة الأولى منذ شهرين “لا يمكنكم تصوّر حالتي! استيقظت منذ الساعة الرابعة صباحا. يراودني شعور جيّد للغاية. وأطفالي متحمّسون إذ ستعود والدتهم أخيرا”.
في محطة القطارات، صرخ رجل كان ينتظر قطارا للعودة إلى مقاطعته هونان “مرّ 77 يوما وأنا عالق”.
وفي الأثناء، مرّ رجل آلي بين الحشود في المحطة ورشّ على أقدام الموجودين مواد معقمة، مكرّرا تسجيلا صوتيا يذكّرهم بوضع الأقنعة الواقية.
أودت جائحة فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 82726 شخصا في جميع أنحاء العالم منذ ظهور الوباء في نهاية كانون الأول/ديسمبر في الصين.
تم تشخيص أكثر من مليون و438290 إصابة رسمياً في 192 دولة ومنطقة منذ بداية الوباء. ومع ذلك، فإن هذا العدد لا يعكس سوى جزء صغير من عدد المصابين فعلياً بالعدوى، إذ يلجأ عدد كبير من البلدان الآن فقط لفحص الحالات التي تتطلب رعاية في المستشفى.
ومن بين هذه الحالات، يُعتبر ما لا يقل عن 275500 أنهم شُفيوا. إيطاليا التي سجلت أول وفاة على صلة بكوفيد-19 في نهاية شباط/فبراير، هي الدولة الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات مع 17127 وفاة من بين 135586 إصابة.
وأعلنت السلطات شفاء 24392 شخصاً. بعد إيطاليا، تأتي إسبانيا التي سجلت 14555 وفاة من بين 146690 إصابة، ثم الولايات المتحدة مع 12911 وفاة و399929 إصابة، وفرنسا مع 10328 حالة وفاة و109069 إصابة، فالمملكة المتحدة مع 6159 وفاة و55242 إصابة. وسجلت الصين (باستثناء منطقتي هونغ كونغ وماكاو) ما مجموعه 81802 إصابة (62 جديدة بين الثلاثاء والأربعاء) و3333 وفاة (2 جديدة) فيما شُفي 77279 مريضاً.
ومن ثم يتبين أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من حيث عدد الإصابات مع 399929 إصابة مسجلة رسميا بما في ذلك 12911 وفاة فيما شفي 22539 مريضاً. ومنذ يوم الثلاثاء عند الساعة 19,00 ت غ، أعلنت بليز والجزر العذراء الأميركية وبربادوس عن أولى الوفيات المرتبطة بالفيروس على أراضيها.
وبلغ مجموع الوفيات في أوروبا الأربعاء عند الساعة 11,00 ت غ 58627 وفاة و750276 إصابة، والولايات المتحدة وكندا 13309 وفاة و417740 إصابة. وأحصيت في آسيا 4395 وفاة و125215 إصابة، وفي الشرق الأوسط 4234 وفاة و88158 إصابة، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 1570 وفاة و39297 إصابة، وإفريقيا 537 وفاة و10605 إصابات، وأوقيانيا 54 وفاة و7000 إصابة. أعدت الحصيلة استناداً إلى البيانات التي جمعتها مكاتب وكالة فرانس برس من السلطات الوطنية المختصة ومن منظمة الصحة العالمية.