مصرع جندي تركي شمالي العراق
هجوم صاروخي يستهدف مجمع عسكري لقوات النظام التركي في منطقة بعشيقة
أعلن النظام التركي، الأربعاء، عن مصرع أحد جنوده وإصابة طفل في هجوم صاروخي على مجمع عسكري في منطقة بعشيقة بشمال العراق.
وقالت وزارة دفاع النظام التركي في بيان: إن ثلاثة صواريخ أُطلقت صوب قاعدة عسكرية في المنطقة وإن واحدا أصابها، مضيفة أن الآخرين سقطا في قرية قريبة، فأصاب الطفل.
وذكرت الوزارة أنه تم إطلاق طائرة مسيرة مسلحة وجرى اتخاذ “الإجراءات اللازمة”.
وقال عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يقوده أردوغان إن الجناة “سيدفعون ثمنا مماثلا”.
وفي حين لم تتحدث السلطات في كردستان العراق شبه المستقل إلا عن صاروخ واحد استهدف المطار، إلا أن مصدرا أمنيا عراقيا أكّد أن صواريخ أخرى سقطت في محطيه، إحداها استهدف قوات تركية منتشرة منذ 25 عاما في عشرات القواعد في كردستان.
هجمات على القوات الأجنبية في العراق
وكانت فصائل إيرانية موالية لإيران قد تهددت في أكثر من مناسبة بشن هجمات على القوات الأجنبية في العراق بما فيها القوات التركية باعتبارها قوات احتلال، ما لم تنسحب من الأراضي العراقية.
وعادة ما تتعرض قوات النظام التركي في شمال العراق إلى هجمات تقول أنقرة إنها من تنفيذ متمردي حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة التركية منذ عقود.
وتشن أنقرة من حين إلى آخر هجمات جوية وبرية على معاقل حزب العمال الكردستاني وكانت آخر عملية كبيرة تلك التي أعلنت عنها أنقرة قبل أسابيع وأنهتها فجأة بعد مقتل 13 تركيا كانوا محتجزين لدى المتمردين الأكراد.
واتهمت حينها حزب العمال الكردستاني بإعدامهم، فيما أكد الأخير أنهم قتلوا في غارة تركية على مكان احتجازهم.
وفي وقت سابق الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبين لوجستيين عراقيين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوب العراق، بحسب مصادر أمنية.
هجوم بطائرة مسيرة
وتأتي هذه الأنباء بعد قيام طائرة مسيرة بإسقاط متفجرات قرب قوات أميركية متمركزة في مطار أربيل بشمال العراق في وقت سابق، بحسب ما أعلن مسؤولون أكراد. ولم ترد بعد أنباء عن سقوط ضحايا.
وهذا أول هجوم معروف تنفذه طائرة مسيرة على القوات الأميركية في أربيل، وسط زيادة مطردة في الهجمات الصاروخية على القواعد التي تستضيف القوات الأميركية وسفارة الولايات المتحدة في بغداد، والتي تحمل واشنطن جماعات مسلحة تدعمها إيران المسؤولية عنها.
وتعرض مطار ابريل الدولي في إقليم كردستان شمال العراق، حيث يتمركز عسكريون أميركيون، لهجوم بطائرة مسيرة تحمل مادة ‘تي.إن.تي’ شديدة الانفجار، بحسب بيان صادر عن داخلية الإقليم شبه المستقل أوضحت فيه أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا لكنه ألحق أضرارا مادية بأحد المباني، بينما لا تزال التحقيقات متواصلة لتحديد مصدر ومكان انطلاق المسيّرة.
مطار أربيل الدولي
وقالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان، إن “أسباب دوي الانفجار الذي سُمع هذه الليلة في مطار أربيل الدولي ناتج عن فعل طائرة مسيّرة”، موضحة أنه “بعد التحقيق والمتابعة من قبل الجهات المعنية حول أسباب دوي الانفجار، فقد تبين أن صوت الانفجار كان بفعل طائرة مسيّرة تحمل مادة تي.إن.تي شديدة الانفجار، مستهدفة بذلك مركزا لقوات التحالف الدولي في المطار”، مضيفة “لحُسن الحظ لم يوقع الانفجار أي خسائر في الأرواح”.
وقال محافظ أربيل أوميد خوشناو إن الهجوم “لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية”.
وفي أعقاب الهجوم، أغلقت القوات الأمنية كلّ مداخل مطار أربيل، وفق ما أفاد شهود في المكان، لكن المحافظ أكد استمرار الرحلات الجوية.
وكانت المعلومات الأولية قد أشارت إلى أن الهجوم تم بواسطة صاروخ وسمع دوي الانفجار في كافة أنحاء أربيل، قبل أن تصدر الداخلية بيانا أوضحت فيه أن الهجوم تم بطائرة مسيرة، بينما لم تتبن أي جهة بعد العملية.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالي شهرين من هجوم مماثل استهدف مجمعا عسكريا في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الجهاديين، وسقط فيه قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف. وتبنت حينها مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم “أولياء الدم” الهجوم.
ورحبت المجموعة نفسها التي تعدّ واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بالتطورات في أربيل، عبر قنوات على تطبيق تلغرام.
وبالمجمل، استهدف عشرون هجوما بصواريخ أو قنابل، قواعد تضمّ عسكريين أميركيين، أو مقرات دبلوماسية أميركية منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض أواخر يناير/كانون الثاني، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.