مصرع ستة لبنانيين بالقرب من مظاهرة ينظمها أنصار حزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي
مصر تدعو الأطراف اللبنانية لضبط النفس تجنباً لشرور الفتنة
لقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، اليوم الخميس، بإطلاق نار في بيروت، تزامنا مع مظاهرة ينظمها أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعية ضد المحقق العدلي في تفجير مرفأ العاصمة اللبنانية.
واتهم حزب الله حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار على المتظاهرين، ولكن هذا الأخير نفى الاتهامات واعتبر أنها “نتيجة عملية للشحن الذي بدأه حسن نصر الله منذ أربعة أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي” في انفجار مرفأ بيروت، مؤكدا إدانته للأحداث.
وأكد وزير الداخلية اللبناني أن خمسة أشخاص قد قتلوا الخميس، كما أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إصابة عشرين آخرين بجروح توزعوا على مستشفيات عدة في المنطقة.
مصر تدعو كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس
وأعربت مصر عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة التي شهدها حي الطيونة بالعاصمة اللبنانية بيروت، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى خلال احتجاج لأنصار “حزب الله” وحركة أمل ضد قرارات قاضي التحقيق في انفجار المرفأ.
وحسب بيان الخارجية المصرية، اليوم الخميس، تتابع مصر بقلق بالغ تطورات الوضع في لبنان، وتأسف لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث اليوم.
وطالبت مصر الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة بالاضطلاع بمسؤولياتها في إدارة البلاد وحل الأزمات واستعادة الاستقرار حتي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة لبنان على المضي قدماً صوب مستقبل أفضل.
كما دعت مصر كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً لشرور الفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه.
فرنسا قلقة
من جهتها، عبرت فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف الدامية التي جرت في لبنان على خلفية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع العام الماضي، ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحسن سير التحقيق … وأعمال العنف التي وقعت في هذا السياق. ان فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى التهدئة”.
وتظاهر عشرات من أنصار حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل في بيروت، الخميس رفضاً لأداء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت الذي تزداد الضغوط السياسية عليه بعد طلبه ملاحقة مسؤولين سياسيين وأمنيين.
وتزامنت التظاهرة مع رفض محكمة التمييز المدنية دعوى تقدم بها وزيران سابقان طلبا فيها كف يد بيطار عن القضية، ما يتيح له استئناف تحقيقاته.
وتظاهر العشرات الخميس أمام مقر قصر العدل، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وسط سماع إطلاق نار كثيف في منطقة قريبة.
كما سُمع دوي انفجارين عى الأقل في العاصمة اللبنانية بيروت يوم الخميس بعد مقتل شخص وإصابة 8 وفقا لرويترز.
عزل بيطار
ويقود وزراء حزب الله، القوة السياسة والعسكرية الأبرز، وحليفته حركة أمل الموقف الرافض لعمل بيطار، ويتهمونه بـ”الاستنسابية والتسييس”.
ويخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحي في شباط/فبراير بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.
ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، تقدم أربعة وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم متعددة مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، ما اضطره لتعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
وعلق بيطار الثلاثاء التحقيق بانتظار البت في دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الاشغال السابق غازي زعيتر، المنتميان لكتلة حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس أن محكمة التمييز المدنية رفضت الدعوى على اعتبار أنه الأمر ليس من صلاحيتها لأن بيطار “ليس من قضاة محكمة التمييز”.
وإثر القرار، يستطيع بيطار استئناف تحقيقاته ومن المفترض أن يحدد مواعيد لاستجواب لكل من زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، بعدما اضطر لإلغاء جلستي استجوابهما الأسبوع الحالي إثر تعليق التحقيق.
وهذه المرة الثانية التي يرفض فيها القضاء دعوى مماثلة ضدّ بيطار لعدم اختصاص المحكمة للنظر فيها.
ميقاتي يدعو إلى الهدوء
دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى الهدوء يوم الخميس بعد إطلاق نار في العاصمة بيروت مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وجاء في بيان أن ميقاتي يتابع مع قائد الجيش الخطوات التي تتخذ للسيطرة على الوضع ودعا لتوقيف المتسببين عما حدث.
كما دعا حزب الله وحركة أمل أنصارهما إلى البقاء هادئين وقالت الحركتان الشيعيتان إن مطلقي النار استهدفوا رؤوس المتظاهرين.
وأعلن الرئيس اللبناني أنه يتابع مع ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش تطورات الوضع الأمني، وذلك لمعالجة الوضع تمهيدا لإجراء المقتضى وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
الرئيس عون اجرى اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني في ضوء الاحداث التي وقعت في منطقة الطيونة وضواحيها، وذلك لمعالجة الوضع تمهيداً لاجراء المقتضى وإعادة الهدوء الى المنطقة
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 14, 2021
وكان مقرراً أن تعقد الحكومة بعد ظهر الأربعاء جلسة للبحث في مسار التحقيق، غداة توتر شهده مجلس الوزراء بعدما طالب وزراء حزب الله وحركة أمل بتغيير المحقق العدلي. إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرر تأجيل اجتماع الأربعاء إلى موعد يحدد لاحقاً بانتظار التوصل إلى حل.
وتسبب انفجار ضخم في الرابع من آب/أغسطس 2020 بمقتل 214 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.
وظهر الخلاف داخل الحكومة بعد إصدار بيطار الثلاثاء مذكرة توقيف غيابية في حق خليل لتخلفه عن حضور جلسة استجوابه مكتفياً بإرسال أحد وكلائه.
ويتظاهر ذوو الضحايا باستمرار دعماً لبيطار واستنكاراً لرفض المدعى عليهم المثول أمامه للتحقيق معهم، بينما تندّد منظمات حقوقية بمحاولة القادة السياسيين عرقلة التحقيقات، وتطالب بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة.