ملف تمويل “تنظيم الإخونجية” على طاولة البرلمان الأوروبي
تعرض تنظيم الإخونجية في بلدان الاتحاد الأوروبي، إلى ضربات متتالية قد تكتب نهايته في القارة التي بدأت حكوماتها بجملة من الإجراءات لدرء مخاطره داخل المجتمعات الأوروبية.
وتقدمت رئيسة كتلة حزب الشعب النمساوي في البرلمان الأوروبي، أنجيلكا فينتسغ، بطلب إحاطة في البرلمان الأوروبي، ضد تمويل الإخونجية عبر مؤسسة تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
ويتعلق طلب فينتسغ، وهي نائبة منحدرة من الحزب الحاكم في النمسا، بالتدفقات المالية من مؤسسة في بريطانيا لمنظمات الإخونجية في دول الاتحاد الأوروبي.
وتقصد فينتسغ بذلك، منظمة “Europe trust” التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، وتعتبر أهم المؤسسات المالية التابعة للإخونجية.
وقبل أشهر، موّلت المؤسسة المذكورة عملية شراء لعقار كامل في برلين، ليصبح مقرا لجمعيات تابعة للمنظمة الإخونجية.
والعقار المثير للجدل تستخدمه في الوقت الحالي جمعيات تراقبها هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) بألمانيا، وبينها الجماعة الإسلامية الألمانية أو منظمة المجتمع الإسلامي؛ وهي أبرز أذرع الإخونجية في هذا البلد الأوروبي.
أسئلة للمفوضية الأوروبية
وجاء طلب الإحاطة الذي قدمته فينتسغ، تحت عنوان “مؤسسة “يوروب ترست كممول للمساجد الراديكالية والمرافق التعليمية وجمعيات الضغط”.
وذكرت ديباجة الطلب “توزع (يوروب ترست) الملايين على المنظمات الإسلاموية الأوروبية المصنفة من قبل أجهزة المخابرات على أنها متطرفة ومعادية للديمقراطية”.
وأضافت “تتخذ المخابرات النمساوية والألمانية إجراءات لمواجهة هذه المنظمات الإسلاموية، التي تحاول بخبث وبصورة غير واضحة، تقويض المبادئ الأساسية للحرية والديمقراطية”.
ووجه طلب الإحاطة ثلاثة أسئلة للمفوضية الأوروبية، أولها: هل المفوضية على علم بمنظمة “يوروب ترست” كمصدر تمويل للجماعات المتطرفة؟
أما السؤال الثاني، “ما هو نوع تبادل البيانات والمعلومات حول الجماعات الإسلاموية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة؟”.
فيما كان السؤال الثالث: “هل تم تحديد التدفقات المالية إلى جمعيات مثل الجماعة الإسلامية الألمانية “منظمة المجتمع الإسلامي الألماني”، والجمعيات البريطانية المتصلة بتنظيم الإخونجية ، على مستوى الاتحاد الأوروبي؟
ومن المنتظر أن ترسل المفوضية الأوروبية ردا مكتوبا للبرلمان على طلب الإحاطة، خلال الأسابيع المقبلة.
يذكر أن منظمة “Europe Trust” تتخذ من العمل الخيري والتنموي في أوروبا غطاء لتحركاتها منذ تأسيسها في 1996 بقرار من اتحاد المنظمات الإسلامية، المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز.
ذراع لجمع التبرعات
وفي السنوات الماضية، ذكرت تقارير لصحف عالمية مثل وول ستريت جورنال والتايمز أن “Europe Trust” هي الأداة المالية لتنظيم الإخونجية في أوروبا.
وأوضحت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن المنظمة أنشئت بالأساس كذراع لجمع التبرعات وتوفير الموارد لصالح اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
فيما قالت التايمز البريطانية إن “Europe Trust” تمتلك أصولا عقارية تزيد قيمتها على 8.5 مليون جنيه إسترليني، وترسل إيرادات الإيجار من ممتلكاتها إلى شبكة غير رسمية من المنظمات المرتبطة بالإخونجية في جميع أنحاء القارة الأوروبية، بما في ذلك الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي تصفها الحكومة بأنها “ممثل التنظيم في المملكة المتحدة”.
وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية المنشور في 2015، أن المنظمة العاملة تحت ستار العمل الخيري تملك 47 عقارا في مدينة ليدز البريطانية، توفر عن طريق إيجاراتها المحصلة شهريا دخلا قوية للتنظيم الإخونجي.