مواجهات عنيفة في غزة.. والوكالات الأممية تطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار
شهدت محاور متفرقة من مدينة غزة اليوم الاثنين مواجهات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في شمال غرب وجنوب مدينة غزة، وفق ما أفادت به مصادر.
لا تزال قوات الاحتلال تستخدم تكتيك التوغل البطيء في غزة، عبر المناورة ما بين التقدم والتراجع، بهدف استدراج وحدات المقاومة وكشف مرابضها، ثم تمشيط المكان عبر غارات جوية ما زالت في كل مرّة توصف بأنها غير مسبوقة، رغم أن القصف لم يتوقف منذ شهر.
بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قسم قطاع غزة إلى شطرين، اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة غزة.
أتت تلك الاشتباكات في أعقاب دخول وحدة من مدرعات الجيش الإسرائيلي إلى الطريق الساحلي للمدينة، حسب ما أكد الأخير.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مساء أمس الأحد تنفيذ ضربات كبيرة في قطاع غزة وتقسيمه إلى شطرين. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن “ضربات كبيرة تشن حاليا وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة”، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته شطرين: “جنوب غزة وشمال غزة”.
بدورها أكدت حكومة حماس أن الجيش الإسرائيلي يشن قصفا كثيفا حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن محيط المستشفيات شهدت قصفا عنيفا، خصوصا قصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر.
في المقابل، أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة بيانا مشتركا نادرا أبدوا فيه غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في غزة، مطالبين بوقف فوري إنساني لإطلاق النار.
وكتب رؤساء الوكالات الأممية منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت ودُمرت.
كما أعرب مسؤولو 18 منظمة، بينها يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن أسفهم لعدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالوا في بيانهم “يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويُقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول”.
كذلك أضافوا أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى القطاع لمساعدة السكان. وكتبوا في البيان “نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن”.
إلى ذلك، دعوا حماس إلى إطلاق سراح أكثر من 240 أسيراً نقلوا إلى قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حاضين كل جانب على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.
وقُتل نحو 10 آلاف فلسطيني، قرابة نصفهم من الأطفال، في القصف الإسرائيلي المدمر منذ بداية الحرب التي اندلعت في السابع من الشهر الماضي، إثر هجوم مباغت شنته حركة حماس الفلسطينية على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص حسب السلطات الإسرائيلية.