هكذا دعم إخونجية تونس الإرهاب في مناطق الصراع
ملفات التسفير والاغتيالات السياسية والجهاز السري قيد التحقيق المتواصل من أجهزة الدولة التونسية
بعد سنوات من محاولات إخونجية تونس طمس معالم جرائم الإرهاب بما فيها ما بات يعرف في البلاد ب”ملف التسفير” التي تورطت فيها حركة النهضة الإخونجية وعدد من الجمعيات المرتبطة بهاء في أروقة المحاكم، بدأت تونس اتخاذ خطوات “أكثر جدية” في ملف تسفير التونسيين إلى بؤر الإرهاب، والذي يتقاطع مع ملفات أخرى أكثر خطورة كـ”الاغتيالات السياسية” والجهاز السري لحركة النهضة.
إلا أن تلك الخطوات قوبلت بمحاولة تنظيم الإخونجية ترهيب مثيري الملف “الشائك”، من توجيه تهديدات للبرلمانية التونسية السابقة فاطمة المسدي عضو لجنة التحقيق في ملف تسفير التونسيين إلى بؤر الإرهاب بالتصفية الجسدية، إلى تهديد الإعلاميين التونسيين الذين يتحدثون في الملف.
تورط إخونجية تونس
وتزامن دخول الملف نقطة اللاعودة، مع معلومات أماط عنها اللثام مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، والذي أكد تورط إخونجية تونس بشكل كبير في ملف تسفير التونسيين لبؤر الإرهاب.
وأوضح مدير المرصد السوري، في تصريحات لوسائل إعلام تونسية، أن آلاف التونسيين كانوا ينتقلون عبر الطائرات بشكل شرعي إلى سوريا تحت ذريعة مساعدة أبناء الشعب السوري، مشيرا إلى أن أعدادهم التي وصلت بين 4 إلى 5 آلاف بالإضافة إلى وسيلة الانتقال لم تكن لتدل على أنهم خرجوا بشكل مهرب.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى دور التنظيم الدولي وحركة النهضة الإخونجية في إدخال “الإرهابيين” من تونس إلى ليبيا ومن ثم إلى سوريا، مؤكداً أن أحد إذرع حركة النهضة في إدخال التونسيين كان المليشياوي الليبي عبد الحكيم بلحاج، والذي كان يأتي بالتونسيين من تونس وليبيا إلى سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن “الإرهابيين” التونسيين الذين أُرسلوا إلى سوريا في أواخر 2011 ومطلع 2012 قُدمت لهم تسهيلات من قبل الحكومات التونسية، من خلال استخراج لهم جوازات السفر وتمكينهم من اجتياز الحدود.
وأشار إلى أنه في عام 2011 تحدث مع مسؤولين ليبيين وتونسيين بشأن “الإرهابيين” الذين ينطلقون من بلادهم ولم يكن ردهم إيجابيا، رغم إمدادهم بالمعلومات الكافية.
وأكد أنه قبل أشهر من سقوط تنظيم “داعش” الإرهابي كانت هناك كتيبة تونسية قوية في محافظة دير الزور، يرأسها أبو أسامة التونسي الذي قال إنه أعدم شبانا مسلمين بذريعة عدم تنفيذهم الشريعة.
400 إرهابي في السجون السورية
وحول أوضاع “الإرهابيين” التونسيين في سوريا اليوم، قال مدير المرصد السوري إنهم الآن ما بين قتلى أو في سجون قوات سوريا الديمقراطية (400 إرهابي) أو سجون الدولة السورية، مشيرا إلى أن بعضهم لا يزال متخفيا عن الأنظار.
وطالب رامي عبد الرحمن الحكومة التونسية بالتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية ومسؤول الخارجية في “الإدارة الذاتية”، لأن هناك مواطنين وعوائل تونسيين ضمن مناطقها في شرق الفرات، بالإضافة إلى “إرهابيين” تونسيين ضمن مناطق هيئة تحرير الشام.
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس المولدي القسومي إن عمليات التسفير عرفت أوجها مع صعود حركة النهضة الإخونجية إلى سدة الحكم في تونس.
وأوضح القسومي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن حركة التسفير والدعوة للتوجه إلى سوريا باعتبارها أرض “جهاد” كانت بمقتضى فتوى أطلقت حينما كان “تنظيم أنصار الشريعة” الإرهابي يعيش في تناغم مع إخونجية تونس.