واشنطن وبرلين ترفضان تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة وباريس تعتبر الأمر “غير مستبعد”
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن بلاده لن تزود أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16 لمساعدتها في التصدي للهجوم الروسي، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدي للهجوم الروسي هو “أمر غير مستبعد”.
أمّا المستشار الألماني أولاف شولتز فقد أكد على أن بلاده، لن ترسل طائرات مقاتلة إلى كييف.
ورداً على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين أجاب بايدن “كلا”.
وكانت دول غربية قد وافقت أخيرا هذا الشهر على تزويد أوكرانيا بدبابات متطورة تعد الأقوى في جيوش دول حلف شمال الأطلسي.
وأعطى هذا الدعم الأمل لكييف بحصولها قريبا على طائرات حربية من طراز إف-16 لتعزيز قواتها الجوية، لكن القضية لا تزال قيد البحث في الغرب.
فرنسا: “أمر غير مستبعد”
جاءت هذه التصريحات بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من يوم الإثنين، أن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدي للهجوم الروسي هو “أمر غير مستبعد”، محذراً في الوقت نفسه من خطر تصعيد النزاع.
وفي أعقاب محادثات أجراها في لاهاي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، قال الرئيس الفرنسي رداً على سؤال بشأن إمكان تلبية طلب كييف تزويدها بطائرات مقاتلة “لا شيء مستبعداً من حيث المبدأ، لكن إذا تم استيفاء ثلاثة معايير”.
وأضاف “الأول هو فائدة وجدوى مثل هذه الإمدادات للجيش الأوكراني، لا سيما من حيث مدة تدريب الأفراد. المعيار الثاني هو أن الإمدادات لن تصعد الوضع. ما نقدمه يجب ألا يؤثر على الأراضي الروسية، بل يجب أن يحمي أوكرانيا. المعيار الثالث هو أن هذه الإمدادات يجب ألا تضعف قدراتنا الدفاعية”.
إلى ذلك، أكد ماكرون أن فرنسا ترى أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا لضرب الأراضي الروسية.
ألمانيا لن تزود أوكرانيا بمقاتلات
وجدّد المستشار الألماني أولاف شولتز التأكيد على أن بلاده، لن ترسل طائرات مقاتلة إلى كييف.
وكان شولتز وافق، الأربعاء، على إرسال 14 دبابة “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا وعلى السماح لبلدان أوروبية أخرى بالقيام بالمثل، بعد نقاش حاد استمر أسابيع وضغوط متزايدة مارسها الحلفاء.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “تاجس شبيغل”، قال المستشار الألماني “لا يسعني سوى أن أنصح بعدم الدخول في حرب مزايدة مستمرة عندما يتعلق الأمر بأنظمة الأسلحة”، محذراً من أن انطلاق نقاش جديد في ألمانيا بعد اتخاذ القرار بشأن الدبابات من شأنه أن “يُقوض ثقة المواطنين في قرارات الحكومة”.
تحذير من تزايد “خطر التصعيد”
وحذّر شولتز في المقابلة من تزايد “خطر التصعيد”، ولا سيما أن موسكو دانت بالفعل خطوة برلين وواشنطن، وقال “لا حرب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. لن نسمح بتصعيد من هذا النوع”، مشدداً على ضرورة مواصلة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المستشار الألماني: “سأتحدث مع بوتين عبر الهاتف مجدداً”. وأضاف: “لكن من الواضح أيضاً أن الوضع الحالي لن يتغيّر ما دامت روسيا تواصل شن الحرب والعدوان من دون هوادة”.
وكثفت كييف دعواتها للغرب من أجل تسليمها أسلحة أكثر تطوراً لمساعدتها في صد العملية الروسية الخاصة.
وقال مسؤول أوكراني كبير، السبت، إن أوكرانيا وحلفاء غربيون يجرون محادثات سريعة بشأن إمكانية إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى وطائرات عسكرية.
ولفت أحد مستشاري الحكومة الأوكرانية إلى أن المسألة أُثيرت مع واشنطن، ولكن لم تطرح مقترحات جادة على الطاولة حتى الآن.
من جانبه، قال مستشار وزير الدفاع الأوكراني يورى ساك، لوكالة “رويترز”، إن حصول بلاده على مقاتلات “F 16” سيمنحها فوائد هائلة. وأضاف: “الأمر لا يقتصر على مقاتلات F 16 فقط، ولكن مقاتلات الجيل الرابع، هذا ما نريده”.
وفي ديسمبر الماضي، أعد “معهد كيل للاقتصاد العالمي”، وهو مركز أبحاث ألماني، دراسة احتلّت فيها الولايات المتّحدة المرتبة الأولى وفرنسا المرتبة العاشرة، خلف المملكة المتحدة وبولندا وألمانيا، في ترتيب داعمي أوكرانيا بالأسلحة.
وتصف روسيا الحرب بأنها مواجهة لما تقول إنه “تحالف عدواني وتوسعي” لحلف شمال الأطلسي “ناتو” تقوده الولايات المتحدة، بينما تصف كييف وحلفاؤها تصرفات روسيا بأنها استيلاء من دون سبب على الأراضي.