وزارة الإعلام تنقل عن حمدوك دعوته للجماهير السودانية بالنزول إلى الشوارع
قوة من الجيش السوداني تقتاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى مكان مجهول
قال مدير مكتب رئيس الوزراء السوداني، آدم حريكة،، إن قوة من الجيش اقتادت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فجر الاثنين، إلى مكان مجهول.
وحمّل حريكة الجيش السوداني مسؤولية سلامة رئيس الوزراء، ووصف ما يحدث في البلاد الآن بـ”الانقلاب”.
وقالت وزارة الإعلام السودانية إن القوات المشتركة التي تحتجز حمدوك تضغط عليه لتأييد التحركات الأخيرة، وأنه دعا الجماهير السودانية للنزول إلى الشوارع.
وأضاف: “بالأمس اجتمع حمدوك برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وبعدها اجتمع بالمبعوث الأميركي جيفري فيلتمان، وتم الاتفاق على 3 نقاط تحديد موعد الانتخابات، وتحديد موعد تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين، وإكمال مؤسسات الانتقال في شهر نوفمبر، لكن يبدو أن البرهان تراجع عن ذلك”.
حالة طوارئ
وبعد بعد ارتفاع قائمة المعتقلين من وزراء ومسؤولين في حكومة عبد الله حمدوك، اعتبر الفريق في الجيش السوداني، حنفي عبدالله، اليوم الاثنين أن ما جرى من اعتقالات تصحيح للمسار الديمقراطي في البلاد.
كما أكد في مقابلة مع وسائل الاعلام، أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة مدنية، تضم كفاءات حرة ونزيهة. وأضاف أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديموقراطي.
كذلك، أوضح أن التحركات العسكرية والتوقيفات استهدفت معرقلي تنفيذ الوثيقة الدستورية.
بالتزامن، أشارت مصادر محلية بأن البرهان سيلقي كلمة في وقت لاحق اليوم، ويرجح أن يعلن فيها حالة الطوارئ.
كما لفتت إلى احتمال تعليق العمل بالوثيقة الدستورية، حتى هدوء الأوضاع في البلاد.
ماذا جرى بين حمدوك والبرهان؟
وبحسب المصادر، قبل ساعات من الاعتقالات التي طالت عدة وزراء ومسؤولين في الحكومة السودانية ومجلس السيادة أيضا، جمع لقاء كل من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ليل الأحد الاثنين.
وأوضحت المصادر، أن اللقاء جاء لمناقشة المقترحات التي قدمها المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان.
مهلة للرد
كما كشفت أن حمدوك طلب من البرهان مهلة حتى 30 من الشهر الجاري (أكتوبر) ، من أجل الرد على تلك المقترحات.
كذلك، لفتت إلى أن الاجتماع استمر حتى وقت متأخر من ليل الأحد الاثنين.
إلى ذلك، أوضحت أن المقترحات التي قدمها فيلتمان والتي تمت مناقشتها بين المسؤولين السودانيين، شددت على ضرورة إصلاح مجلس الوزراء ومجلس السيادة في آن، كحل وسط بين ما يراه البرهان وحمدوك.
كما دعا المبعوث الأميركي الحكومة إلى تشكيل المفوضيات، والمجلس التشريعي في مدة أقصاها 15 نوفمبر المقبل.
في حين أكد للبرهان أهمية تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين في يوليو من العام المقبل، معتبراً أن الأزمة التي يشهدها السودان نابعة من عدم إكمال السلطة الانتقالية.
يذكر أن الخرطوم شهدت في ساعات الصباح الباكرة حملة اعتقالات كبيرة طالت العديد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة ومجلس السيادة وعددا من السياسيين والولاة أيضا خارج العاصمة، بحسب ما أفادت معلومات قناة العربية.
كما انقطعت خدمة الإنترنت تماما في البلاد، وأضحت الهواتف المحمولة تستقبل الاتصالات فقط، دون إمكانية إجراء أي مكالمات من خلالها.
إلى ذلك، أقدمت قوات عسكرية على قطع الطرق التي تربط وسط العاصمة بكل من خرطوم بحري وأم درمان، المدينتين المحاذيتين للعاصمة، فيما نزل عشرات المتظاهرين إلى الشوارع وقطعوا طرقا وأشعلوا إطارات، احتجاجاً على اعتقال المسؤولين الحكوميين.
بالتزامن، بدأ التلفزيون الرسمي في بث أغان وطنية، وهو ما يشير عادة إلى أن حدثا سياسيا كبيرا يجري في البلاد.
يأتي ذلك بعد توترات شديدة شهدها السودان خلال الأسابيع الأخيرة بين مكونات السلطة التي تتألف من مدنيين وعسكريين، وانقسام الشارع بين مطالبين بحكومة عسكرية وآخرين مطالبين بتسليم السلطة إلى المدنيين.