وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يجتمعون لبحث أزمة الغواصات الفرنسية
بالتزامن مع لقاء قمة يعقده زعماء مجموعة الحوار الأمني الرباعية، التي تضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، قمة في نيويورك الاثنين، لمناقشة أزمة الغواصات الفرنسية، أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في وقت لاحق الاثنين، وأن تخلي أستراليا عن صفقة الغواصات مع فرنسا، تسببت في أزمة سياسية.
وأضاف المتحدث للصحافيين في بروكسل أنه من المقرر أن يعقد الاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رداً على سؤاله عن تبعات محتملة للنزاع المتعلق بصفقة الغواصات على محادثات تجارية بين التكتل وأستراليا.
وقال متحدث آخر باسم المفوضية: “نحلل أثر إعلان الصفقة وما قد يكون لهذا الأثر من نتائج على جدول الأعمال”، في إشارة للجولة المقبلة من المفاوضات مع أستراليا والمقررة في الشهر المقبل.
وفي 16 سبتمبر الجاري، أعلنت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن الشراكة الأمنية “أوكوس”، والتي بموجبها تخطط كانبيرا لبناء 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية وتجهيز قواتها بصواريخ كروز أميركية الصنع، الأمر الذي جعلها تبطل عقدها الدفاعي مع فرنسا، والذي يعد الأكبر في تاريخها.
فرنسا غاضبة
واستجابة لهذا التطور، سحبت فرنسا على الفور سفيريها من الولايات المتحدة وأستراليا، ولكن ليس من المملكة المتحدة. وبحسب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اتخذت باريس هذا القرار “وهي تعلم بسياسة لندن المتمثلة في الانتهازية المستمرة”.
وقد ألغت فرنسا اجتماعا كان من المقرر أن يعقد هذا الأسبوع بين وزيرة الجيوش الفرنسية ووزير الدفاع البريطاني في لندن بحسب مصدر مقرب من الوزارة الفرنسية.
وعلى الرغم من تحرك أستراليا لتهدئة التوترات، مبدية أسفها بشأن الواقعة، فإن اجتماع موريسون مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الأميركي جو بايدن في إطار المجموعة الرباعية يخاطر بإثارة غضب فرنسا.
وقال هايدون مانينج أستاذ العلوم السياسية في جامعة فليندرز بولاية جنوب أستراليا، إن “الفرنسيين غير مرتاحين جداً ومشهد موريسون وبايدن وجونسون معاً لن يفعل شيئاً يذكر لإصلاح العلاقات”.
وسيحضر أيضاً رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، اجتماع زعماء المجموعة الرباعية في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وقال مصدران مطلعان إن المجموعة الرباعية ستناقش كورونا وتغير المناخ والأمن الإقليمي، بحسب وكالة “رويترز”.
باريس وحيدة
وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن باريس تبقى إلى حد الساعة “وحيدة” في مواجهتها مع واشنطن، في ظل غياب دعم واضح من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الوكالة إلى أن فرنسا “تبدو في عزلة” مشيرةً إلى أن ألمانيا، القوة الحليفة في الاتحاد الأوروبي، التي تجري انتخابات الأحد المقبل، لا تبدي أي حماسة للتدخل. واكتفت الحكومة بالإشارة إلى أنها أخذت علماً بالخلاف.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي، الذي التزم الصمت علناً، محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن في الأيام المقبلة.
ولم يعلن حتى الآن عن أي لقاء مرتقب على جدول أعماله على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة ويعرف بحبه لأوروبا.