وزير الخارجية الأمريكي: المفاوضات النووية مع إيران لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، أن المفاوضات لإنقاذ الاتفاق حول النووي الإيراني لا يمكن أن تستمر “إلى ما لا نهاية”.
وأضاف بلينكن: “لقد أثبتنا بوضوح حسن نيتنا وإرادتنا للعودة إلى الاحترام المتبادل” للاتفاق، مضيفا: “إيران هي التي يجب أن تتخذ قرارا”.
وطالب الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، إيران بـ”اتخاذ قرار صريح بشأن العودة إلى الاتفاق النووي من عدمها”، مضيفاً “نحن ملتزمون بالمسار الدبلوماسي بشأن الاتفاق النووي لكن هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
ولفت بلينكن، في تعليقه على محادثات فيينا المتوقفة منذ أسابيع، إلى أنه “في مرحلة من المراحل لا يمكن أن نستعيد بالكامل المكاسب التي حققتها المحادثات الأخيرة”.
وبعد 6 جولات من محادثات فيينا التي شهدت جموداً كبيراً، تأجلت الجولة السابعة التي يعتقد أنها ستكون الأخيرة إلى أجل غير مسمى، فيما تبدو أن المفاوضات النووية متعثرة حتى تسلم الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي مهامه مطلع أغسطس، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وكان مسؤول بالإدارة الأميركية شدد، الأربعاء، أن العودة للاتفاق النووي مع إيران قد تصبح غير مجدية في حال استمرت المفاوضات بضعة أشهر أخرى، محذراً من أن تلك المدة قد تكون كافية لطهران لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.
وشدد المسؤول الأميركي الذي يشارك في المفاوضات في تصريحات لموقع “أكسيوس”، على أن الحكومة الإيرانية الجديدة، لن تحصل على اتفاق نووي أفضل، ولن تنال تنازلات أخرى، بمحاولة إعادة التفاوض على التفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات فيينا، بشأن الاتفاق مع القوى العالمية.
وشدد المسؤول على أن “نافذة التوصل إلى اتفاق لن تكون مفتوحة لفترة أطول، ويجب على الإيرانيين العودة إلى الطاولة سريعاً”.
شروط أمريكية
التصريحات الأميركية جاءت بعد ساعات من تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تربط العودة للاتفاق النووي بإجراء مباحثات مستقبلية بشأن برنامج إيران الصاروخي وقضايا إقليمية.
وأضاف خامنئي في تصريحات أوردها موقعه الإلكتروني، “يتحدث الأميركيون عن رفع الحظر لكنهم لم ولن يرفعوه، لقد وضعوا شروطاً وقالوا يجب أن تتم إضافة بنود أخرى الى الاتفاق (تفيد) بأن يتم الحديث في بعض المواضيع في المستقبل، أو لن يكون ثمة اتفاق”.
واعتبر المرشد الإيراني، أن واشنطن تريد بذلك “توفير ذريعة لتدخلاتها المقبلة بالاتفاق النووي نفسه، وقضايا الصواريخ والمنطقة، وفي حال لم تتحدث إيران (معهم) بشأنها، سيقولون إنكم خالفتم الاتفاق”.
البدء من الصفر
ونقلت وكالة رويترز، السبت الماضي، عن مسؤول إيراني قوله، إن “إبراهيم رئيسي وفريقه النووي يصرون على البدء من الصفر ويرفضون استئناف المحادثات من حيث انتهت في يونيو الماضي”.
وأضاف: “يريدون وضع شروطهم ولديهم مطالب أكثر مثل الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أو بسلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة وعدم تفكيكها مثلما تطالب واشنطن”.
وأتاح الاتفاق النووي رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قرر الانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، تسببت في أزمة اقتصادية واجتماعية حادة.