وزير الخارجية اللبناني: إسرائيل دولة مارقة ولا يمكن السماح بإفلاتها من العقاب
صرح وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أمس الجمعة، أنه لا يمكن القبول بحقيقة السماح لإسرائيل في الإفلات من العقاب والمحاسبة.
وقال أنه جاء إلى مجلس الأمن الدولي، “ليس فقط دفاعاً عن لبنان وضحاياه الأبرياء بل وحفاظاً على إنسانيتنا جمعاء”.
وطالب أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، التي عقدت ليل أمس الجمعة، والمخصصة للبحث في تفجيرات الـ”بيجر” (أجهزة النداء الآلي) في لبنان، بـ”إدانة الهجمات الإسرائيلية الإرهابية بصورة واضحة”.
وقال بو حبيب: “أناشد أعضاء هذا المجلس أن يقفوا على الجانب الصحيح من التاريخ، وأن يدافعوا عن العدالة والسلام”.
وأكد الوزير اللبناني، بالقول: “إما أن يفرض مجلسكم على إسرائيل وقف عدوانها وتطبيق قراري المجلس 1701 و2735، ووقف حربها على كل الجبهات، وعودة النازحين إلى بلدانهم، وإما نكون شهود زور على الانفجار الكبير”.
وأضاف: “أطلقت صرختي من على هذا المنبر وأكررها للمرة الثالثة ونحن في خضم الصراع، أعطوا السلام فرصة… أعطوا السلام فرصة… قبل فوات الأوان”.
مصداقية مجلس الأمن في خطر
وشدد وزير الخارجية اللبناني على أن “مسؤولية مجلس الأمن ليست فقط تجاه الأبرياء اللبنانيين الذين سقطوا ظلما، بل تجاه الإنسانية جمعاء، فإذا مرّ هذا العمل الإرهابي في مجلسكم مرور الكرام، بلا محاسبة وتم تجهيل الفاعل وعدم ردعه وإدانته وإرغامه على وقف هكذا اعتداءات، فإن مصداقية هذا المجلس والقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، في خطر محدق”، حسب الوكالة اللبنانية للإعلام.
ولفت إلى أن “تقبل مجلس الأمن لما حدث يعني موافقتكم على فتح صندوق العجائب، حيث ستحذو دول ومجموعات متطرفة حذو إسرائيل، وتستهدف مدنيين من كل حدب وصوب بهذه التكنولوجيا الفتاكة، ولن يتمكن أحد من منع استخدامها مستقبلا لاستهداف طائرات مدنية وقطارات وخلافه لقتل المدنيين وترويعهم بصورة عشوائية دون تمييز”.
وأكد وزير الخارجية اللبناني أنه “أصبح من الواضح أن إسرائيل لا تلتزم بالقانونين الدولي والإنساني، ولا بالقرارات الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة، وأنها لطالما تجاهلت وتتجاهل الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، لأنها اعتادت أن لا تحاسبها الدول على أفعالها، حيث تصدر مواقف خجولة تجاه ارتكاباتها لا تتعدى الأسف، مما يشجعها على الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية التي لم ينفذ أي منها بحق إسرائيل منذ العام 1948، فأصبحت الأخيرة دولة مارقة”.
وشدد الوزير اللبناني، بالقول: “مع ذلك، لا يمكن قبول هذه الحقيقة كأمر واقع، إذ لا يمكن السماح لاستمرار إسرائيل في الإفلات من العقاب والمحاسبة”.
وكشف بو حبيب أن “إسرائيل لم تتعلم شيئا من اجتياحاتها المتكررة للبنان، على مدى عقود من الزمن، حيث لم تحصد سوى الخيبات والهزائم، وآخرها هروبها من لبنان عام 2000، تاركة وراءها عتادها وسلاحها، فالمغامرة الجديدة التي تبشرنا بها إسرائيل، لن تكون سوى نسخة قبيحة عن سابقاتها، وتكرارا لما حققته الحرب العقيمة على غزة وأطفالها، أي البؤس والتطرف والدمار، وقد تؤدي أيضا إلى حرب إقليمية طاحنة تختلف عن كل سابقاتها من حيث رقعتها الجغرافية على امتداد الشرق الأوسط، وأنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة وحجم الدمار وأعداد الضحايا”.