وسط تنديد عربي ودولي… الاحتلال الإسرائيلي يجدد اقتحام المسجد الأقصى ويعتدي على المصلين
وسط تنديد عربي ودولي، اقتحمت مجدداً قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين، وأطلقت قنابل صوت لإفراغه من المصلين المعتكفين بداخله، بينما أعلن الأردن، انعقاد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، الخميس، لمناقشة التطورات بالأراضي الفلسطينية.
واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين، أمام أبواب المسجد الأقصى، فيما يلاحق جنود الاحتلال، المصلين لإخراجهم من المسجد.
ونقلت “رويترز” عن موظفين بإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت حرم المسجد الأقصى وحاولت طرد المصلين باستخدام قنابل صوتية، وإطلاق الرصاص المطاطي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، إن طواقمه تعمل في محيط المسجد الأقصى، واستلمت أول 6 إصابات خرجت من المسجد الأقصى، عقب اقتحامه للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، مشيراً إلى أن الطواقم نقلت إصابتين إلى المستشفى، فيما تم التعامل مع باقي الإصابات في الميدان.
إدانات عربية ودولية
وأدانت دول عربية وأجنبية ومنظمات محلية ودولية أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي ليل الثلاثاء، إثر صدامات بين القوات الإسرائيلية ومصلين معتكفين داخل المسجد الأقصى. ورغم عودة الهدوء نسبيا إلا أن أجواء التوتر والحذر ما تزال تخيم على المكان.
وأعرب البيت الأبيض عن “قلقه البالغ” حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، و”حض جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي”، وفق ما قال متحدث باسمه الأربعاء.
الأمم المتحدة
كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” و”ذهوله” إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة ليل الثلاثاء.
وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم غوتيريش، إن “الأمين العام مصدوم ومذهول للمشاهد التي رآها هذا الصباح للعنف والضرب من جانب قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد القبلي في القدس، والتي حصلت في فترة مقدسة بالنسبة لكل من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي فترة يجب أن تكون للسلام واللاعنف”.
وحذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من “دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”، ورفضت الجامعة التي اجتمع مجلسها في القاهرة بناء على طلب الأردن “المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.
بدورها قالت الإمارات إنها “تدين بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم”، مشددة في الوقت نفسه على وجوب “عدم تحصن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة”.
وقال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان “لا يمكن أن تبقى تركيا صامتة عن هذه الهجمات. إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو خط أحمر بالنسبة الينا”، مؤكدا أن “الفلسطينيين ليسوا وحدهم”.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن المملكة، التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، تؤكد “ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة”.
وجدد البيان التعبير عن “رفض المملكة المغربية لمثل هذه الممارسات، التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا”، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التي تعنى بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة.
دعوة لاجتماع لمجلس الأمن
ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع الصين إلى عقد اجتماع مغلق في مجلس الأمن، لمناقشة التطورات الأخيرة الحاصلة في المسجد الأقصى.
وأعربت قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام” القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى و”واعتدائها الوحشي على المصلين والمعتكفين فيه”، محذرة من أن التصعيد الإسرائيلي “ستترتب عليه تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وحذر الأردن من أن استمرار “الاعتداءات” الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى و”محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه” يمثل “تصعيداً خطيراً” يهدد بتفجر دوامة العنف في المنطقة.
فقد استنكرت وزارة الخارجية الأردنية “إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه”، معتبرة ما حصل “انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا”. وطالبت في بيان “إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً” محذرة من “هذا التصعيد الخطير”.
مجلس الأوقاف الإسلامية الأردني استنكر هو الآخر “الاعتداء الغاشم على المعتكفين” ودعا “كافة المسلمين… لإعمار المسجد بالصلاة والتعبد وقراءة القرآن”. مؤكدا أن المسجد “لم ولن يقفل في وجه المعتكفين”.