آلاف العراقيين يحيون ذكرى “احتجاجات تشرين” والقوى الأمنية تشتبك مع المتظاهرين
تظاهر آلاف العراقيين في العاصمة بغداد، اليوم السبت، إحياء للذكرى الثالثة لانتفاضة أكتوبر 2019، التي جاءت رفضا للفساد وسوء الأوضاع المعيشية، في البلد الذي يشهد حالة من الشلل على الصعيد السياسي، فيما حاول البعض عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء، ما أدى إلى وقوع بعض الاشتباكات مع القوى الأمنية.
وأوضحت القوى الأمنية العراقية أنها رصدت بعض المندسين، مؤكدة أنها تتعامل مع المتظاهرين بدرجة عالية من المهنية والسلمية، دون حمل السلاح أو استخدام أي نوع من القوة معهم.
وأشارت القوى الأمنية إلى رصد عناصر مندسة استخدمت المولوتوف وبنادق الصيد والأعتدة ضد القوات الأمنية، ما أدى الى إصابة ١٩ ضابطاً ومنتسباً من القوة المكلفة بتأمين الحماية للمتظاهرين، فيما أصيب ٩ مدنيين منذ انطلاق التظاهرات.
ووجهت رسالة إلى منظمي التظاهرات، داعية إياهم إلى تسليم “المندسين فوراً والحفاظ على سلمية التحركات ومنع الإساءة إليها”، وفق تعبيرها.
فيما أوضح مصدر صحافي أن القوى الأمنية أطلقت بعض القنابل الصوتية من أجل تفريق المحتجين الذين حاولوا اجتياز الحواجز الخراسانية المؤدية إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
وكان آلاف المتظاهرين تجمعوا في بغداد لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة الكبرى وغير المسبوقة ضد السلطة وفساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في بلد يشهد شللا سياسيا كاملا.
كما هتف المحتجون ومعظمهم من الشباب، ضد السياسيين والميليشيات، رافعين الأعلام العراقية وصور قتلى عام 2019، أثناء تجمعهم في ساحة التحرير الرمزية لإحياء الذكرى.
كذلك، احتشدوا عند مدخل جسر الجمهورية الذي أغلقته القوات الأمنية بثلاثة حواجز من الكتل الخرسانية لمنع الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم السفارات الغربية ومؤسسات الدولة.
احتجاجات تشرين عام 2019
يشار إلى أن احتجاجات تشرين عام 2019 كانت اندلعت في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في محافظات الجنوب الفقيرة. واستمرت عدة أشهر في البلد الغني بالنفط، حيث اعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديمقراطية، وتفلت الميليشيات، والفساد.
لكن زخمها ضعف تحت وطأة العنف الذي تسبب في مقتل ما يقرب من 600 شخص وجرح 30 ألفا آخرين، فضلا عن القيود التي فرضتها جائحة كوفيد.
إلا أنه بعد مرور ثلاث سنوات، لم يتغير الكثير في العراق. فلا زال الشلل قائما في المشهد السياسي، والأجواء متوترة.
إذ يتواجه الخصمان السياسيان الرئيسيان (مقتدى الصدر والإطار التنسيقي) حول تعيين رئيس وزراء جديد وإمكانية إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
فمن جهة، يطالب الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر بحل فوري للبرلمان بينما يريد خصمه الإطار التنسيقي الذي يضم فصائل موالية لإيران، بتشكيل حكومة قبل أي انتخابات.