أجهزة الأمن تعتدي بوحشية على المتظاهرين الفلسطينيين والصحفيين
شخصيات فلسطينية ومنظمات حقوقية تنسحب من لجنة التحقيق في اغتيال نزار بنات
اعتدت أجهزة الأمن التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على المتظاهرين المنددين باغتيال الناشط السياسي نزار بنات في عدة مدن من الضفة الغربية المحتلة، وأصيب العشرات من الفلسطينيين جراء هذه الاعتداءات، كما قامت الأجهزة الأمنية بضرب الصحافيين ومصادرة كاميرات التصوير وأجهزة الاتصال التي يحملونها وتحطيم عدد منها.
ورغم القمع الشديد الذي مارسته القوى الأمنية للاحتجاجات الفلسطينية، استمرت الدعوات للتظاهر في مراكز المدن.
الاتحاد الأوروبي أعرب عن استيائه الشديد من السلوك الوحشي لقوات الأمن الفلسطينية ضد المتظاهرين الفلسطينيين في رام الله.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان في بيان، إنّ مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، أفادت بوقوع انتهاكات ضد الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان.
وأكد، أنّه يجب على السلطة الفلسطينية حماية حقوق الإنسان وضمان حرية التعبير. إن الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين أمر غير مقبول ويجب التحقيق فيه لمحاسبة المسؤولين.
وأشار، إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات عن كثب، ولن يتم التسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان.
نقابة الصحفيين
بدورها استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عمليات الاعتداء داعية إلى مقاطعة أخبار الرئاسة والحكومة الفلسطينية حتى تحقيق مطالبها وعلى رأس تلك المطالب محاسبة قائد الشرطة.
وطالبت النقابة بـ “إقالة قائد الشرطة على خلفية تقاعس الشرطة عن تأمين الحماية للصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم ومنعهم من التغطية وتهديدهم من قبل عناصر بالزي المدني، على مرأى من عناصر الشرطة، وذلك أثناء محاولتهم تغطية احتجاجات واشتباكات بالأيدي وقعت مساء السبت في مدينة رام الله”.
وأشارت النقابة إلى أنه “حال تواصلت هذه الاعتداءات على الصحفيين، فان لدى النقابة خطوات أخرى ستعلن عنها في حينه”.
واختتمت النقابة بدعوة “الأطراف التي تنزل إلى الشارع إلى تحييد الصحفيين وعدم المس بهم وبعملهم باعتبارهم ناقلين للحدث وليسوا جزء منه”، مؤكدة أنها ستشرع بالملاحقة الجنائية لكل من يثبت تورطه بالاعتداءات على الصحفيين بأي طريقة كانت.
منظمات صحفية دولية
أدان المكتب التنفيذي لمنظمة صحفيون بلا قيود ومبادرة الفيدرالية الوطنية للصحفيين التونسيين، في بيان جريمة اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على الصحفيين الفلسطينيين أثناء تغطيتهم للمظاهرات.
وأوضح البيان، أن عدوان قوات الأمن الفلسطيني لم يقتصر فقط على النشطاء والمتظاهرين المنددين بجريمة اغتيال الناشط نزار بنات فحسب لكن طالت أيضاً الصحفيين وطواقم ووسائل الاعلام في رام الله.
وتابع البيان، بأن الاعتداءات امتدت لتشمل الصوت والصورة والكلمة والقلم والكاميرات التي تسلح بها الصحفيون لتوثيق مشاهد الاعتداءات والقمع والسحل.
وأضاف البيان: أنّه تم توثيق عدد كبير منها ما حصل مع الزملاء نجلاء زيتون، وشذى حماد، وفيحاء خنفر، ومحمد غفري، وسجى العلمي، وكريم خماسي خلال تغطيتهم للمظاهرات.
استقالات من لجنة التحقيق في اغتيال بنات
ومساء السبت، أعلن د.حازم الأشهب، عن انسحابه من لجنة التحقيق في وفاة الناشط السياسي نزار بنات بمدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عيسى عمرو أحد قيادات حركة فتح، إنّ الأشهب أعلن انسحابه من لجنة التحقيق المشكلة من قبل الحكومة، بطلب من عائلة الشهيد نزار بنات .
وأضاف عمرو، إنّ اللجنة الحكومية مشكلة فقط من وزير العدل ومن الاستخبارات العسكرية الآن، وبعد رفض الهيئة المستقلة لحقوق الانسان وجميع مؤسسات حقوق الانسان و نقابة المحاميين التواجد فيها.
وطالب، بلجنة مستقلة تماما عن الحكومة والأجهزة الأمنية ، ومطالبين بتوقيف جميع من يتحمل المسؤولين قبل بداية التحقيق .
وتساءل، كيف تحقق اللجنة مع المحافظ وهو على رأس عمله وكيف تحقق مع افراد وقيادات أجهزة امنية وهي على رأس عملها.