أردوغان يبلغ نتنياهو بضرورة الحفاظ على العلاقات التركية الإسرائيلية
في مغازلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو الذي سيرأس حكومة من قوى اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، أعلنت رئاسة النظام التركي اليوم الخميس، إن رئيس النظام رجب طيب أردوغان أبلغ نتنياهو، بضرورة الحفاظ على العلاقات التركية الإسرائيلية على أساس الاحترام المتبادل.
وفي اتصال هاتفي، قال أردوغان لنتنياهو إنه يشعر بالحزن إزاء “الأحداث التي وقعت قبل يومين في الضفة الغربية”، فيما قدم نتنياهو التعازي في ضحايا التفجير الذي وقع في إسطنبول يوم الأحد.
وجاء الاتصال في مرحلة تشهد تقاربا في العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد فترة طويلة من التوترات.
ويرغب أردوغان أن يحافظ على العلاقة التي تطورت مع إسرائيل خلال الأشهر الماضية قبل فوز نتنياهو في الانتخابات، والبناء عليها لتعزيز العلاقات وسط مخاوف من أن تتبنى الحكومة الإسرائيلية والتي ستكون الأكثر تطرفا على الإطلاق في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، وستتبع نهجا متشددا حيال الحقوق الفلسطينية التي يتباهى أردوغان بأنه من اكبر داعميها.
مصر وسوريا
الكثير من الإشارات أطلقها أردوغان صوب مصالحات شاملة مع من تبقى من الخصوم الإقليميين، ضمن خطة كان قد أعلن عنها العام الماضي لتصحيح مسار علاقات تركيا بعد سنوات من العداء والتوترات، مبديا عدم ممانعته لقاء الرئيس السوري بشار الأسد وتدشين تقارب مع مصر، بينما يسعى في الوقت ذاته لتعزيز العلاقات مع إسرائيل والحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة التي سيقودها بنيامين نتنياهو.
وبالنسبة لسوريا، لم تكن تصريحات أردوغان استثناء من مسار المصالحة التي ترغب فيها تركيا بشدة، إذ اعتبر أنه لا يوجد في السياسة خلاف أو استياء أبدي، مبديا استعداده للانفتاح على سوريا ومصر بعد نحو عشر سنوات من القطيعة والعداء في موقف لم يعد استثناء منذ خطّت تركيا مسارا جديدا للعلاقات مع خصومها الإقليميين.
وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين في طريق العودة من قمة مجموعة العشرين التي استضافتها اندونيسيا وشكلت فرصة لعقد الكثير من اللقاءات مع زعماء العالم، إنه قد يعيد النظر في العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تركيا في يونيو/حزيران من العام المقبل.
قنوات تواصل رسمية مع سوريا
وسبق لأردوغان وكبار المسؤولين في حكومته أن لمحوا لإمكانية فتح قنوات تواصل رسمية مع دمشق في خطوة من المتوقع إذا حدثت أن تفتح الباب لتسويات بدفع من كل من روسيا وإيران وقد تشمل انسحابا تدريجيا للقوات التركية من شمال سوريا.
ومن السيناريوهات المحتملة في حال أعادت أنقرة ودمشق تطبيع العلاقات بينهما، أن يتم ترتيب الوجود التركي في الشمال السوري بالتنسيق مع الحكومة السورية لا خارج عن إدارته وهو ما قد يوسع نطاق المواجهة مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركيا.
وكان الأسد قد أعلن مرارا أن بلاده ستستعيد السيطرة على كل أراضيها بالحرب أو بالسلم، بينما تسيطر تنظيمات كردية عربية على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا إضافة إلى منظمات مسلحة مدعومة من تركيا.
التضحية بالمنظمات المسلحة
وتبقى تلك المنظمات المسلحة وبعضها متطرفة، معضلة في أي تفاهم بين أنقرة ودمشق، لكن تركيا تبدو مستعدة للتضحية بالمنظمات التي تدعمها مقابل إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري الذي استطاع بدعم روسي إيراني وميليشيات شيعية قوية ومدججة بالسلاح، استعادة السيطرة على معظم المناطق التي كانت خارج سيطرته.
وعدل أردوغان بوصلة سياساته الخارجية صوب مصالحات شاملة مع الخصوم الإقليميين بداية بالإمارات التي فتحت صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا ودشنت مرحلة من التعاون الاقتصادي، فيما تحتاج أنقرة بشدة لإعادة تنشيط اقتصادها المتعثر وتنفيس أزمتها من خلال توسيع المنافذ التجارية مع دول الخليج.
وإلى جانب الإمارات، طوت تركيا والسعودية سنوات من الخلافات والتوتر ودشنتا مرحلة جديدة من العلاقات، بينما تعثرت جهود المصالحة مع مصر وإن كانت أنقرة والقاهرة قد فتحتا قنوات تواصل دبلوماسي.
ودفعت كثير من التقلبات الجيوسياسية في الأشهر الأخيرة تركيا إلى تعديل مواقفها من العداء إلى المصالحة بينما تواصل ضبط علاقاتها على أساس براغماتي.