أزمة الهجرة: بيلاروس “سترد بقسوة” على أي هجوم يستهدفها
وتندد بنشر بولندا عدداً كبيراً من جنودها على الحدود بين البلدين
توعدت بيلاروس بأنها “سترد بقسوة” على أي هجوم يستهدفها، منددة بنشر بولندا عدداً كبيراً من جنودها على الحدود بين البلدين في ذروة أزمة المهاجرين، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن تحقيق تقدّم في التعامل مع أزمة الهجرة عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، في رسالة مصورة: “يبدو أن جيراننا في الغرب، وخصوصاً بولندا (…) مستعدون لإشعال نزاع يرغبون في جر أوروبا إليه”، وحذر من أن “القوات المسلحة في بيلاروس مستعدة للرد بقسوة على أي هجوم”.
وحظرت تركيا على مواطني 3 دول في الشرق الأوسط التوجّه إلى هناك عبر مطاراتها، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “قلقه” من الأزمة وسط توتر حدودي بين البلدين الأوروبيين.
وعّلِق مئات المهاجرين معظمهم من العراق، منذ أيام، على الحدود بين البلدين وسط الصقيع، فيما عبرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، عن “قلقها الشديد” لوضعهم.
وترفض بولندا السماح لهم بالعبور، بينما يتهم الغرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بإحضارهم إلى البلاد من أجل إرسالهم إلى الحدود انتقاماً من العقوبات المفروضة على بلاده.
وقدر حرس الحدود البولندي عدد المهاجرين على الحدود بنحو 4 آلاف شخص، وسط وصول المزيد يومياً.
حظر سفر السوريين والعراقيين واليمنيين من مطارات تركيا
وفي أول خطوة لمنع وصول مزيد من المهاجرين، أعلنت تركيا، الجمعة، حظر سفر السوريين، والعراقيين، واليمنيين، من مطارات تركية إلى بيلاروسيا.
وأفادت هيئة الطيران المدني التركية، في بيان صحافي، الجمعة، بأنه “نظراً لمشكلة العبور غير القانوني عبر الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس، اتُّخذ قرار بأنه لن يُسمح لمواطني العراق وسوريا واليمن الراغبين بالسفر إلى بيلاروس من المطارات التركية، بشراء تذاكر، والصعود على متن الطائرات، حتى إشعار آخر”.
جهود وقف تدفق اللاجئين
وأعلن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارجاريتيس شيناس، الجمعة، أن جهود وقف تدفّق المهاجرين الذين يحتشدون عند الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي تؤتي ثمارها.
وأضاف في مؤتمر صحافي، أن “الوضع بالمجمل هو أننا نشهد تقدّماً على كل الجبهات”، موضحاً أنه سيسافر إلى العراق وتركيا قريباً.
من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن المحادثات مستمرة مع شركات الطيران والدول الواقعة على مسار الهجرة، وأن الحظر التركي “يُظهر تحقيقنا بعض النجاح”.
ودعت فرنسا روسيا إلى التدخل لدى بيلاروسيا لوقف تدفق المهاجرين، وشجع وزيرا الخارجية والقوات المسلحة الفرنسيان جان-إيف لودريان، وفلورنس بارلي، خلال لقاء في باريس مع نظيريهما الروسيين سيرجي لافروف، وسيرجي شويجو “روسيا على استخدام روابطها الوثيقة مع بيلاروس لضمان وقف ذلك”، بحسب بيان صادر عن الخارجية الفرنسية.
من جانبه أعلن الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، الجمعة، أن العراق يعمل على إعادة المهاجرين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم من بيلاروسيا، مؤكداً أنه على استعداد تام لـ”توفير استجابة عاجلة لكل من يريد العودة الطوعية”.
بايدن قلق
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، عن “قلقه البالغ” بشأن أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا.
وقال لصحافيين، قبل مغادرته لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المقرّ الرئاسي في كامب ديفيد: “عبّرنا عن قلقنا لروسيا وبيلاروسيا”.
وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الجمعة، عن اعتقادها أن حكومة الرئيس البيلاروسي “تمارس أنشطة مقلقة للغاية”، علق على إثرها مهاجرون على الحدود في بولندا.
وبعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الخميس، اتهم وفدا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مينسك، بتعريض أرواح للخطر لأهداف سياسية، ومحاولة تحويل الانتباه عن “انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان”.
في المقابل، اتهمت مينسك وموسكو دول الاتحاد الأوروبي بعرقلة دخول مهاجرين يبحثون عن مأوى بعد “المغامرات” العسكرية الغربية في الشرق الأوسط.
روسيا ترسل قاذفات إستراتيجية
وفي بادرة دعم لمينسك، أرسلت روسيا قاذفات إستراتيجية للقيام بدوريات فوق بيلاروسيا، هذا الأسبوع، وأعلن البلدان، الجمعة، تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة قرب الحدود البولندية.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية على “تلجرام”، أن “كتيبة مشتركة” من القوات المظلية في البلدين تجري تدريبات في جوسكي، غرب بيلاروس، نظراً “لتصاعد النشاط العسكري” قرب الحدود.
وأضافت أن طائرات روسية من طراز “إل-76″، ومروحيات عسكرية بيلاروسية، تشارك في التدريبات حيث يجري جنود “عدداً من المهام المرتبطة بالتدريب على القتال”.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن موسكو أرسلت قوات مظلية إلى مينسك، للمشاركة في المناورات في إطار “التحقق من الجهوزية للقتال المفاجئ”.
بولندا تنشر آلاف الجنود على الحدود
وأرسلت بولندا 15 ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا، ونصبت سياجاً تعلوه أسلاك شائكة، ووافقت على بناء جدار.
وكان المهاجرون يحاولون عبور الحدود منذ أشهر، لكن الأزمة تفاقمت حين قام مئات الأشخاص بشكل جماعي بمحاولة الدخول، وصدهم حرس الحدود البولندي.
وأقام المهاجرون مخيماً على الحدود، حيث وجد نحو 2000 شخص مأوى في خيم، في حين أعلن حرس الحدود البولندي، الجمعة، أنه جرت نحو 4 آلاف محاولة للعبور بدون إذن منذ مطلع نوفمبر.
وحثّ المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانس كلوجه “جميع الدول” على “حماية حق الصحة للاجئين والمهاجرين عند الحدود البيلاروسية، والذين يحتاج العديد منهم إلى مساعدة طبية”. ودعت المنظمة الأممية إلى “حماية وعدم تسييس” الحالة الصحية لآلاف المهاجرين.
ويتهم الأوروبيون مينسك بتأجيج الأزمة عبر إصدار التأشيرات واستئجار رحلات جوية ردا على العقوبات الغربية التي فرضت على النظام البيلاروسي العام الماضي بعد قمع معارضيه.