أزمة متصاعدة… الرئيس الصربي يأمر قائد جيشه بالتوجه إلى الحدود مع كوسوفو
دول غربية تمنح فوتشيتش مهلة 24 ساعة لتفكيك حواجز شمال كوسوفو
مع تفاقم التوتر بين كوسوفو وصربيا على خلفية منع العبور عند نقاط حدودية، أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قائد جيشه بالتوجه، ليل الأحد، إلى الحدود مع كوسوفو، وفق ما أعلن الجنرال ميلان مويسيلوفيتش نفسه، فيما طالب سفراء دول بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، الرئيس الصربي بتفكيك الحواجز التي أقيمت في شمال كوسوفو وميتوهيا خلال 24 ساعة.
وتأتي الخطوة وسط مخاوف من تجدد الصراع الذي وقع قبل أكثر من عقدين وانتهى بتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، لكن بلغراد ترفض الاعتراف بها، بل وتحض 120 ألف صربي يعيشون في كوسوفو على تحدي سلطات بريشتينا.
وقال قائد الجيش الصربي في مقابلة مع قناة “بينك تي في” المحلية، الأحد، إن “الوضع هناك صعب ومعقد”.
وأضاف “هذا يتطلب في الفترة المقبلة تواجد الجيش الصربي على طول الخط الإداري”، وهو المصطلح الذي تستخدمه بلغراد لتوصيف الحدود مع كوسوفو.
ولفت قائد الجيش إلى أنه في طريقه إلى راسكا، وهي بلدة تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو، في أعقاب اجتماعه مع فوتشيتش في بلغراد.
وأكد مويسيلوفيتش أن “المهام التي أوكلت إلى الجيش الصربي.. دقيقة وواضحة وسيتم تنفيذها بالكامل”.
تفكيك الحواجز
من جانبهم، طالب سفراء دول بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بتفكيك الحواجز التي أقيمت في شمال كوسوفو وميتوهيا خلال 24 ساعة.
وذكرت وسائل إعلام غربية أن السفراء أرسلوا رسالة إلى الرئيس الصربي بمثل هذا المطلب، مهددين في الوقت نفسه بأنهم لن يتدخلوا، ولن يعيقوا محاولات رئيس وزراء كوسوفو (غير المعترف بها)، ألبين كورتي، التصرف بشكل مستقل.
وقد أعلن كورتي في وقت سابق أنه لا يمكن استبعاد سقوط ضحايا لإزالة الحواجز في شمال المنطقة.
إلى ذلك ذكرت وسائل الإعلام الصربية أن وحدات من القوات الخاصة التابعة لشرطة كوسوفو هاجمت يوم الأحد الصرب الذين كانوا على متاريس في شمال مقاطعة كوسوفو وميتوهيا الصربية المتمتعة بالحكم الذاتي، بالقرب من قرية بمنطقة زوبين بوتوك.
في أعقاب الحادث الذي وقع في كوسوفو، أجرى الرئيس ألكسندر فوتشيتش مشاورات مع رئيسة الوزراء آنا برنابيتش والقيادة العسكرية للبلاد.
الوضع معقد
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الصربية، الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، إن الوضع في شمال إقليم كوسوفو وميتوهيا الصربي المتمتع بالحكم الذاتي معقد ويتطلب وجود القوات المسلحة للجمهورية على طول الخط الإداري بين إقليم كوسوفو والجزء الأوسط من صربيا.
وتصاعد الوضع في كوسوفو وميتوهيا بشكل حاد في 6 ديسمبر، عندما بدأت قوات خاصة من تشكيل غير معترف به، مصحوبة بدوريات من بعثة الاتحاد الأوروبي في كوسوفو، بالاستيلاء على مباني اللجان الانتخابية في شمال كوسوفو وميتوهيا، ما دفع السكان الصرب إلى تنظيم أنفسهم والتصدي للكوسوفيين.
واشتعل فتيل التوتر بين الطرفين عندما حددت كوسوفو موعد 18 ديسمبر لإجراء انتخابات في بلديات ذات غالبية صربية، لكن الحزب السياسي الصربي الرئيسي أعلن مقاطعته.
ولاحقا قبضت السلطات الكوسوفية على شرطي سابق يشتبه في ضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا إلى قطع الطرق.
وقبل وقت قصير من توجه مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، بثت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو أمكن سماع إطلاق نار فيه يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت وسائل إعلام أن “اشتباكا” وقع في وقت مبكر مساء الأحد عندما حاولت القوات الكوسوفية تفكيك حاجز.
لكن شرطة كوسوفو رفضت هذا الادعاء ونفت في منشور على “فيسبوك” مشاركة أفرادها في أي اشتباك.
وذكرت وسائل إعلام في بريشتينا أن دورية لقوة حفظ السلام “كفور” بقيادة حلف شمال الأطلسي كانت في موقع إطلاق النار، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
ولم تعلق “كفور” التي عززت وجودها في شمال كوسوفو مؤخرا على الأنباء.
إضراب رجال الشرطة
وفي نوفمبر، أضرب المئات من رجال الشرطة الصرب في شرطة كوسوفو بالإضافة إلى قضاة ومدعين عامين وغيرهم عن العمال احتجاجا على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.
لكن رغم تعليق تنفيذ القرار من قبل بريشتينا بسبب الغضب الذي أثاره، استمر إضراب الموظفين ورجال الشرطة الصرب ما أحدث فراغا أمنيا في كوسوفو.
وصرّحت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش الأسبوع الماضي أن الوضع مع كوسوفو “على حافة الانزلاق الى نزاع مسلح”.