أسبوعا حاسما لمستقبل حكومة جيوسيبي كونتي المهددة بالسقوط
تبدأ إيطاليا الإثنين أسبوعا حاسما لمستقبل حكومة جيوسيبي كونتي المهددة بالسقوط منذ أن خرج زعيم “الرابطة” (يمين متطرف) ماتيو سالفيني الخميس من تحالفه مع شريكه في الائتلاف الحاكم.
وتعقد الكتل النيابية في مجلس الشيوخ اجتماعا في المساء، لكن حركة خمس نجوم التي قطع وزير الداخلية ارتباطه بها، ستحشد قواها منذ الصباح.
أما سالفيني فسيعقد تجمعا بعد الظهر، سعيا منه لتشديد الضغوط وصولا إلى التصويت على مذكرة بحجب الثقة عن حكومة كونتي في مهلة أقصاها 20 آب/أغسطس وتنظيم انتخابات مبكرة في الخريف، مراهنا على استطلاعات للرأي تمنحه 36 إلى 38 بالمئة من نوايا الأصوات.
وواصل سالفيني خلال نهاية الأسبوع الماضي “جولة على الشواطئ” لقيت أصداء إعلامية واسعة سعيا لكسب تأييد ناخبي الجنوب المناصرين حتى الآن لحركة خمس نجوم، شريكته في الحكومة لمدة 14 شهرا.
اختلط زعيم السياديين الإيطاليين خلال جولته بالحشود والتقط الكثير من صور السيلفي وتناول الغداء عاري الصدر على الرمل، محاولا تصوير نفسه على أنه مواطن عادي كسائر المواطنين.
وقال نيكولا ديكليسيس المؤيد سابقا لحركة خمس نجوم قبل أن يصبح من أنصار الرابطة، مبديا تأييده لسالفيني السبت في بوليا “إنه رجل عمل، لا يخاف”.
غير أن سالفيني واجه اعتراضات في بازيليكاتا وصقلية حيث ذكره البعض بانتقاداته السابقة لـ”الجنوب الذي يعيش على المساعدات”.
وردد ماتيو في كل محطات جولته أسباب انفصاله عن حركة خمس نجوم، منتقدا رفضها المتكرر للمشاريع الكبرى والتخفيضات الضريبية.
أما بالنسبة للدوافع خلف دعوته لإجراء انتخابات مبكرة الآن، فأوضح أنه “لم يعد يريد سلطة تنفيذية تشهد شجارات متواصلة، إننا بحاجة إلى حكومة مستقرة لخمس سنوات”.
– “خطر على البلد” –
وفي روما، بدأ المعسكر المعارض لسالفيني بحشد صفوفه بعدما تخطى الصدمة الأساسية.
ودعا زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو القوى السياسية الإيطالية إلى التصويت على التخفيض المقرر لعدد البرلمانيين قبل العودة إلى صناديق الاقتراع.
وقال “دعونا نلغي 345 مقعدا (من أصل 950 مقعدا حاليا تعتبر عددا قياسيا) ورواتبها” من أجل إعادة الاستثمار في “المدارس والطرقات والمستشفيات”.
وخرج مؤسس الحركة الممثل الهزلي بيبي غريلو عن صمته ليساند دي مايو مقترحا تشكيل “جبهة جمهورية” قادرة على منع “البرابرة” من السيطرة على السلطة.
وأعرب رئيس الوزراء الأسبق إنريكو ليتا (بين نيسان/أبريل 2013 وشباط/فبراير 2014) عن “قلقه الكبير” حيال صعود سالفيني، محذرا في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس بإنه إذ لم يتم وقفه فقد يحصل على “الغالبية المطلقة” في البرلمان.
وقال ليتا الذي ينتمي إلى الحزب الديموقراطي (يسار وسط) “سيشكل ذلك خطرا كبيرا على البلاد”، مشيرا إلى أن “سالفيني بأفكاره السيادية يمكن أن يدفع نحو إخراج إيطاليا من أوروبا”.
وقدم خلفه على رأس الحكومة ماتيو رينزي (شباط/فبراير 2014 إلى كانونالأول/ديسمبر 2016) الذي لا يزال من قادة الحزب الديموقراطي، “اقتراحا عمليا” لتفادي “تسليم مستقبل أطفالنا إلى اليمين المتطرف”.
ودعا رينزي جميع النواب بمن فيهم نواب الرابطة إلى دعم “حكومة دستورية” يمكن أن تكون على شكل “حكومة كونتي مكررة” تشكلها حركة خمس نجوم مستندة إلى غالبيتها النسبية في مجلسي البرلمان، وبدعم خارجي من أحزاب أخرى بينها الحزب الديموقراطي.
رد سالفيني على هذا الاقتراح منددا بـ”مؤامرات” و”مناورات بلاط” وقال من صقلية “ينعتونني بالديكتاتور، لكن الديكتاتور لا يطلب التصويت”، معتبرا أن “من لا يريدون التصويت هم الذين لا يحبون الديموقراطية”.
وسعيا منه لتسريع سقوط حكومة كونتي، أكد سالفيني مساء الأحد استعداده لتقديم استقالة وزراء الرابطة السبعة، ما يقوض موقف المعارضين لانتخابات مبكرة ويمكنه من تفادي فشل مذكرة حجب الثقة التي طرحتها الرابطة في حين لا تملك سوى 58 مقعدا من أصل 319 في مجلس الشيوخ.