أسرعٍ رئيس وزراء يصل بحكومته إلى خطة النهاية… جونسون ينتظر لقب تاريخي
في خضمّ الأزمة السياسية التي تعيشها بريطانيا، قد يختطفُ بوريس جونسون لقباً تاريخياً في بلاده، كأسرعٍ رئيس وزراء يصل بحكومته إلى خطة النهاية في حال إجراء الانتخابات المبكّرة في البلاد.
نقول “في حال”، ذلك أن جونسون تلقى ضربة في مجلس العموم، إثر رفض النواب دعوته لإجراء انتخابات عامة الشهر المقبل بعد رفضهم بريكست من دون اتفاقية. مع ذلك، كل شيء لا يزال ممكنا في متاهة بريكست.
لا شك أن هذه التطورات تلقي بظلالها على الحصاد الانتخابي للمحافظين، في حال جرت الانتخابات، التي يسعى جونسون إلى خوضها في منتصف تشرين الأول-أكتوبر القادم، للظفر مجدداً بأكثرية قد تنقذه وتعزز موقفه.
من المتقدم؟
اليوم الخميس، بيّنت الرهانات السياسية أن 71 بالمائة من المراهنين رجحوا فوز حزب المحافظين بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان إذا ما تم إجراء انتخابات مبكّرة، لكن تلك النسبة تراجعت خلال اليوم، إذا كان النسبة يوم الثلاثاء الماضي بحدود الـ75 بالمائة.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه نسبة أولئك الذين يراهنون على فوز المحافظين، ارتفعت نسبة المراهنين على فوز حزب العمّال، إذ بعد أن بلغت نسبة المراهنين 20 بالمائة، ارتفعت اليوم لتصل إلى 25 بالمائة.
جاء ذلك على الرغم من أن الزعيم العمّالي جيريمي كوربن قد أعرب عن رفضه المطالبة بإجراء انتخابات عامّة مبكّرة، وهو ما حدا بجونسون إلى التعليق بالقول: إن زعيم العماليين “سيدخل التاريخ الديمقراطي لبلدنا كأول زعيم للمعارضة يرفض المشاركة في انتخابات”.
كوربن، قال: إن عرض جونسون إجراء انتخابات مبكّرة، يشبه إلى حد بعيد عرض الملكة الشريرة للتفاحة في فيلم سنو وايت والأقزام السبعة، “لأن ما كان قيد العرض ليس تفاحة وإنما سماً لصفقة بريكست”، على حد تعبير كوربين.
جونسون في موقف لا يحسد عليه
خيارات الحكومة البريطانية آخذة بالتآكل في غمرة الأحداث المتلاحقة، وباتت الخيارات المطروحة أمام جونسون، هي إما الإرتهان لاشتراطات وإملاءات مجلس العموم، أو الدعوة لانتخابات مبكّرة أو أن تقوم الحكومة بإسقاط نفسها ما يؤدي إلى فراغ دستوري تصبح معه الانتخابات أمراً حتمياً.
الحكومة البريطانية المحافظة، أعلنت اليوم، أنها ستجري محاولة ثانية الإثنين المقبل للدعوة لانتخابات مبكّرة، ويبدو أن المحافظين قد أخذ اهتماهم ينصبّ على حماية القاعدة الشعبية للحزب وكذلك على تدعيم الوحدة داخل صفوفه.
يجب أن نتذكر أن بوريس جونسون طرد 21 نائباً من المحافظين بعد “تمرّدهم”. قسم من الحزب لا يرى أن جونسون يقوده، ويقود البلاد، بالطريقة المناسبة، وهذا قلق لدى المحافظين أيضاً.
حتى شقيقه استقال اليوم.
ويرى مراقبون أن اتجاهاً آخذاً في الاتساع داخل المحافظين بات يدرك أن هناك تعاطياً خاطئاً مع قضية “بريكست” انتهجته رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، وأكمل جونسون بـ”رعونة” الحياكة على منواله، ما أفضى إلى أزمة سياسية واقتصادية هي الأشد وطأة على المملكة المتحدة خلال عقود، تلك الأزمة التي ما برحت تتسع حتى بدأت تلامس حدود التهديد بوحدة البلاد بأقاليمها الأربعة.
المقربون من دوائر صنع القرار في بريطانيا، لا يستبعدون أن يوافق البرلمان البريطاني الإثنين القادم على إجراء انتخابات مبكّرة، لكن السؤال هو: ما الثمن الذي سيقدمه المحافظون مقابل ذلك؟