أسود الجزيرة تلاحق الدواعش في ثلاث محافظات عراقية
قالت خلية الإعلام الأمني، في بيان لها، اليوم الأحد: “انطلقت، صباح اليوم عمليات أسود الجزيرة، لتفتيش صحراء الجزيرة شمالي محافظة الأنبار (غرب) وجنوبي محافظة نينوى وغربي محافظة صلاح الدين (شمال) وصولا إلى الحدود الدولية مع الجمهورية العربية السورية، بإشراف قيادة العمليات المشتركة”.
وأطلق الجيش العراقي، عملية “أسود الجزيرة” لملاحقة فلول تنظيم “داعش” الإرهابي في ثلاث محافظات وصولا إلى الحدود السورية.
وتشمل العمليات التي تشنها القوات العراقية ضد فلول “داعش”،وادي الثرثار، مطار جنيف، سنيسله، جبل المنايف سحول راوه، الشعباني، طريفاوي، وادي العجيج، تلول الطيارات.
ووفق البيان، تشترك القوات العراقية بأحد عشر محورا، مسنودة من طيران الجيش والقوة الجوية.
وأوضح الجيش أن هذه العملية تأتي لتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المذكورة وملاحقة العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على المطلوبين.
ونشرت الخلية صورا أولية لانطلاق العملية الأمنية ضد التنظيم الإرهابي الذي كثّف مؤخرا من هجماته في مناطق متفرقة بالعراق، موقعا قتلى وجرحى، في وقت ينهمك فيه هذا البلد في مواجهة فيروس كورونا.
وكان العراق أعلن “النصر” على التنظيم الإرهابي نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام.
لكن فلول “داعش” ما زالت تشن هجمات على القوات الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها.
ويسعى دواعش العراق لاستعادة قوته وترتيب صفوفه والانتقام من كل من يختلف معه من المدنيين، وفق مصادر أمنية عراقية.
فهو ينتقم من الفلاحين بحرق محاصيلهم الزراعية في موسم الحصاد، ومن أصحاب الشاحنات بحرق سياراتهم، خصوصاً الذين يعملون مع قوات التحالف، كما يسعى لقتل المنتسبين إلى القوات الأمنية أو خطف عوائلهم.
وذكرت المصادر أن التنظيم الإرهابي يسعى أيضاً لطلب “الإتاوات الزراعية” في موسم الحصاد، ومن لا يدفع يقوم بحرق زرعه ويفجر منزله.
إلى ذلك يستغل داعش عدة عوامل للحركة والتخفي والعودة نحو الملاذات الآمنة، منها طبيعة التضاريس في العراق ووجود مناطق صحراوية ووديان عديدة في مناطق وسط وغرب البلاد، ناهيك عن مناطق لا وجود للقوات العراقية فيها، خاصة الجبلية الوعرة والأودية المنتشرة والمساحات الشاسعة غير المأهولة بالسكان.
وبحسب مصدر في الاستخبارات العراقية، رفض الكشف عن هويته، لا يزال التنظيم يتمتع بحرية كبيرة من الحركة عبر “مجموعات متنقلة” تواصل شن هجمات هنا وهناك في المناطق الهشة أمنياً، عازياً السبب إلى أن “داعش” عاد لترتيب صفوفه خيطياً وأصبح أكثر حذراً وخوفاً من أن يُكشف عناصره.
ورغم كل ذلك، فإن هذه الهجمات تعتبر ضعيفة قياساً بالتي كان يشنها ما قبل عام 2017 بعد سيطرته على مدينة الموصل منتصف عام 2014، ثم التمدد إلى مناطق واسعة في العراق والسيطرة على عدة مدن، منها الأنبار وصلاح الدين وأجزاء من مدينة كركوك النفطية ومن ثم الوصول إلى تخوم العاصمة بغداد. ضعف الإمكانيات والهزائم التي مني بها التنظيم بعد الظهور علناً وتشكيله لـ”خلافته المزعومة”، دفعته للعودة إلى نقطة البداية، حيث تنفذ المجاميع المنفردة هجمات هنا وهناك، كان آخرها ما حدث قبل يومين في قضية مختار قرية جلام سامراء الذي قتل “داعش” أشقاءه وفجر منزله وحرق كل ممتلكاته لرفضه الانصياع للتنظيم المتطرف.
الأوبزرفر العربي