أكثر من 100 قتيل إسرائيلي حصيلة عملية “طوفان الأقصى”
مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين ومصر تجري اتصالات لوقف التصعيد
كشفت القناة الـ12 بالتليفزيون الإسرائيلي عن مصرع 100 إسرائيلي وإصابة أكثر من 800 على الأقل جراء الهجوم الفلسطيني الذي أطلق عليه الفلسطينيين إسم “طوفان الأقصى”، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، أن 198 شهيداً سقطوا جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي، أسفر عن إصابة 1610 أشخاص.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أسر حركة حماس لعددا كبيرا من الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم ضباط كبار واحتجاز عناصرها لما يقرب من 50 رهينة بحي بيري قرب الحدود مع قطاع غزة.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، السبت، أن مفاوضات تجرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية لإطلاق سراحهم.
إسرائيل تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع
ودعا مجلس التعاون الخليجي إلى وقف التصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل لحماية المدنيين، محملاً إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع.
ونقل بيان للمجلس عن الأمين العام جاسم البديوي قوله إن “قوات الاحتلال تتحمل مسؤولية هذه الأوضاع التي نتجت بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة”.
ودعا البديوي، في البيان، المجتمع الدولي للتدخل بسرعة لإحياء جهود تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر والإمارات
دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى بذل كافة الجهود لمنع خروج الوضع الأمني عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الجانبين اتفقا، خلال اتصال هاتفي، على “خطورة الموقف الحالي وضرورة بذل كافة الجهود من أجل الحيلولة دون خروج الوضع الأمني عن السيطرة وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر والتهديدات”.
وأضافت الوزارة أن الاتصال الهاتفي جاء في إطار “التشاور والتنسيق بشأن التصعيد الخطير الجاري” بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
جامعة الدول العربية
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري، مذكراً بما سبق أن حذر منه مراراً من أن “استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن “دائرة المواجهة المسلحة بين الجانبين تبتعد بالمنطقة عن أية فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار أو السلام في المستقبل القريب”.
وأضاف أن “الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين، والتي تحاول إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967”.
القاهرة تقوم باتصالات لوقف التصعيد
وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري يجري اتصالات مع مسؤولين دوليين، بينهم رأس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وصرح المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، بأن شكري بدأ في الصباح الباكر اليوم السبت في “إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، حسبما جاء في بيان للخارجية المصرية.
وذكر البيان أن شكري أجرى اتصالا مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، تناول “التطورات الخطيرة على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي منذ مساء الجمعة، حيث أكد شكري على أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة”.
وأوضح المتحدث المصري أن القاهرة تقوم باتصالات مكثفة على كافة المستويات لاحتواء الأزمة الحالية، مضيفا أن الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية في هذا الشأن “تتركز على الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة”.
وفي بيان سابق للخارجية، حذرت مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ودعت إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
وذكرت قناة “القاهرة الإخبارية” أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف التصعيد.
اتصالات أردنية
وحض الأردن، السبت، على “وقف التصعيد الخطير”، و”ضبط النفس”، محذراً من خطورة “تفجر الأوضاع بشكل أكبر” في ضوء ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من “اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية” على الشعب الفلسطيني.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، على “ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها”، وحذرت من “الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر”.
كما حذرت الخارجية الأردنية، من “تبعات هذا التصعيد على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة”، مؤكدة “ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني”.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، قوله إن “وزير الخارجية أيمن الصفدي يجري اتصالات مكثفة مع نظراء إقليميين ودوليين له لبحث تحرك دولي عاجل وفاعل لوقف التصعيد بكل أشكاله”.
واشنطن تتعهد بضمان حصول إسرائيل على “ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”
من حانبه، تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بأن تعمل الولايات المتحدة على ضمان أن إسرائيل “لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”.
وقال أوستن في بيان: “أتابع عن كثب التطورات في إسرائيل، التزامنا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يزال راسخاً، وأقدم التعازي لأسر الذين فقدوا أرواحهم في هذه الهجمات الشنيعة على المدنيين”.
وأضاف أوستن، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) “ستعمل خلال الأيام المقبلة على ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب”.
وفي وقت سابق، السبت، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ناقش مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي، هجوم الفصائل الفلسطينية على إسرائيل.
وأدانت واتسون عبر منصة إكس الهجمات “غير المبررة” ضد “المدنيين” الإسرائيليين.
وأضافت: “نقف إلى جانب حكومة وشعب إسرائيل، ونقدم تعازينا لحياة الإسرائيليين الذين فقدوا أرواحهم في هذه الهجمات”.
“طوفان الأقصى”
وشنت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، هجوماً مباغتاً غير مسبوق، على بلدات إسرائيلية، شمل إطلاق آلاف الصواريخ على مدن جنوب ووسط إسرائيل، كما تسلل مقاتلون إلى البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وأعلن القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، محمد الضيف، في وقت سابق اليوم، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”.
وقال الضيف، في بيان: “الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”، مضيفا : “آن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا”.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إطلاق عملية “السيوف الحديدية” ضد حركة “حماس” في قطاع غزة، رداً على الهجوم.
نتنياهو : “حماس ستدفع ثمنا غير مسبوق”
بدوره، توعد رئيس حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل بنيامين نتنياهو، السبت، حركة حماس بدفع ثمنا غير مسبوق، بعد شنها عملية واسعة بالصواريخ والتسلل داخل إسرائيل.
وقال نتنياهو في بيان “شنت حماس هذا الصباح هجوما إجراميا مباغتا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وأضاف “أمرت بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط ونرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو، سيدفع العدو ثمنا غير مسبوق” معلنا أن بلاده في حالة حرب.