ألمانيا تحذر من انهيار أسواق الطاقة والمجر تدعو لرفع العقوبات عن روسيا والتفاوض معها
حذرت ألمانيا من مخاطرة بإحداث انهيار في أسواق الطاقة، يمكن أن توازي دور مصرف “ليمان براذرز” الأمريكي في إشعال الأزمة المالية عام 2008، بسبب خفض إمدادات الغاز الطبيعي الروسية إلى أوروبا، فيما دعت المجر الاتحاد الأوروبي للتوقف عن سياسة العقوبات التي ينتهجها ضد روسيا، والتركيز بدلا من ذلك على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الخميس، بعد رفع مستوى مخاطر الغاز في البلاد إلى ثاني أعلى مستوى تحذير، إنه مع تكديس موردي الطاقة للخسائر من خلال إجبارهم على تغطية العجز بأسعار عالية، هناك خطر من حدوث تأثير غير مباشر على المرافق المحلية وعملائها، بما في ذلك المستهلكين والشركات، حسبما نقلت “بلومبيرغ”.
وأضاف هابيك في مؤتمر صحفي في برلين: “إذا أصبح هذا النقص كبيرا لدرجة أنهم لا يستطيعون تحمله بعد الآن، فإن السوق بأكمله في خطر الانهيار عند مرحلة ما، لذا قد يقع تأثير بنك ليمان في نظام الطاقة”. يشير الوزير إلى المصرف الذي أدى انهياره إلى اندلاع الأزمة المالية العالمية التي انطلقت في أمريكا أولا وأصابت عدواها دولا عدة.
واجه أكبر اقتصاد في أوروبا احتمالية غير مسبوقة تتمثل في نفاد الطاقة من الشركات والمستهلكين، مع تراجع الإمدادات من روسيا. الإنذار المرتفع يشدد مراقبة السوق، ويقر إعادة تنشيط بعض محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
بالمعدل الحالي لتدفقات الغاز، ستحتاج ألمانيا إلى 116 يوما للوصول إلى هدفها لملء 90% من سعة التخزين، مما يعني أن الأمر سيستغرق حتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول للقيام بذلك – وهو وقت من العام تبدأ فيه الأسر عادةً في الاستهلاك المزيد من الغاز للتدفئة.
نحن في أزمة غاز
كما تمنح مرحلة التنبيه الحكومة خيار سن تشريع للسماح لشركات الطاقة بتمرير زيادة التكاليف إلى الأسر والشركات. قال هابيك إنه يؤجل تعديل الأسعار في الوقت الحالي ليرى كيف سيتفاعل السوق.
وذكر الوزير: “سيكون طريقا صخريا علينا أن نسافر عبره كدولة.. حتى لو لم نشعر بذلك بعد، فنحن في أزمة غاز”. استجابت الشركات الألمانية بسرعة، وأعلن بعضها خفض الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الغاز فيما تبحث أخرى عن مصادر للكهرباء لا تعتمد على الغاز.
المجر تدعو لوقف العقوبات على روسيا
من جانبها، دعت المجر الاتحاد الأوروبي للتوقف عن سياسة العقوبات التي ينتهجها ضد روسيا، والتركيز بدلا من ذلك على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات.
وقال مستشار رئيس الوزراء المجري، بالاج أوربان، في تصريح صحفي، إنه كلما زادت العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، زاد إلحاق الضرر بالكتلة بأكملها، وستكون أوروبا في النهاية “الطرف الخاسر” بسبب المشاكل الاقتصادية، مضيفا أن بلاده تدعو الاتحاد إلى وقف هذا المسار.
وأوضح مستشار رئيس الوزراء أن الاتحاد الأوروبي وصل إلى نقطة أصبح فيها واضحا أن استمرار الاستراتيجية الحالية، “وفقا للتفكير العقلاني”، “سينتهي بشكل سيئ بالنسبة لأوروبا”.
وأضاف: “لذلك نحن بحاجة إلى التفكير في شيء ما. المفاوضات ووقف إطلاق النار والسلام والدبلوماسية. هذا هو الحل”.