ألمانيا تدعو إلى سحب المرتزقة وقوات النظام التركي من ليبيا
دعت ألمانيا إلى سحب القوات الأجنبية من ليبيا وفي مقدمتها قوات النظام التركي وآلاف من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا للقتال دعما لحكومة السراج السابقة في مواجهة هجوم كان قد بدأه الجيش الوطني الليبي في ابريل 2019 لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات والإرهاب.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المستشارة أنغيلا ميركل أبلغت رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بأن انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا سيكون “إشارة مهمة”، في حين تعهد الزعيمان بدعم الحكومة الجديدة المؤقتة هناك.
وتابع أن ميركل وأردوغان اتفقا في مؤتمر عبر الفيديو على دعم الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في جهودها لتحسين توفير الإمدادات للسكان والإعداد للانتخابات بحلول نهاية العام، مضيفا “أكدت المستشارة أن البدء سريعا في انسحاب الجنود الأجانب والمرتزقة سيرسل إشارة مهمة”.
وأكد رئيس النظام التركي الذي يبحث عن تهدئة التوترات مع الشركاء الغربيين وعلى رأسهم ألمانيا الشريك الاقتصادي الكبير لتركيا، مواصلة بلاده دعم حكومة الوحدة الوطنية من أجل استقرار ليبيا واستعدادها للتعاون مع ألمانيا ضمن هذا السياق، لكنه لم يتحدث صراحة عن سحب المرتزقة والقوات التركية من ليبيا.
وكان كبار المسؤولين في الحكومة التركية بمن فيهم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار، قد تمسكوا ببقاء القوات التركية في ليبيا، مشيرين إلى أن التواجد العسكري التركي “وجود شرعي” بناء على طلب حكومة السراج السابقة واستنادا لاتفاقية أمنية وعسكرية.
دعوة نجلاء المنقوش
وتعالت في الفترة الأخيرة الأصوات الدولية المنادية بإخراج القوات الأجنبية من ليبيا وفقا لمخرجات حوار برلين ولقاء الحوار الوطني وهما مسارا أفضى الأول منهما لوقف إطلاق النار وولادة سلطة تنفيذيو تضم حكومة وحدة وطنية بقيادة عبد الحميد دبيبة ومجلسا رئاسيا بقيادة محمد المنفي، بينما يبقى على عاتق السلطة الجديدة قيادة مرحلة انتقالية تشمل توحيد مؤسسات الدولة وتهيئة المناخ لانتخابات عامة بحلول 24 ديسمبر 2021.
ويثقل الوجود العسكري التركي على جهود تسوية الأزمة وقيادة المرحلة الانتقالية. وكانت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش قد دعت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي في طرابلس إلى سحب القوات والمرتزقة الأجانب من بلادها.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة النظام التركي بحث أردوغان في اتصال مرئي مع ميركل الأربعاء العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
وعبر أردوغان عن ثقته في أن العلاقات التركية الألمانية ستتقدم من خلال رؤية إستراتيجية ومتزنة خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على الزخم الذي اكتسبته العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
العلاقات التركية الألمانية
وشهدت العلاقات التركية الألمانية توترا في السنوات الأخيرة، حيث هاجم أردوغان مرارا ميركل واتهم حكومتها بإتباع نهج النازيين وذلك على خلفية منع تجمعات لوزراء ومسؤولين أتراك في الأراضي الألمانية للترويج لتعديلات دستورية سابقة عززت صلاحياته وأتاحت تغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي مطلق الصلاحيات.
وتأتي محادثاته اليوم الأربعاء مع المستشارة الألمانية بينما يسعى لمصالحات واسعة بعد عام من التوتر مع الاتحاد الأوروبي على خلفية انتهاكات تركية واسعة في شرق المتوسط وتدخلات عسكرية في كل من سوريا وليبيا وإقليم قره باغ في جنوب القوقاز في الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا.
وألقى كذلك النزاع البحري مع اليونان إضافة إلى القضية القبرصية وملفي حقوق الإنسان واللاجئين، بظلال ثقيلة على العلاقات التركية الأوروبية، لكن المستشارة الألمانية قادت من جهتها جهودا لتهدئة التوتر ودعت إلى حل الأزمة مع أنقرة بالحوار.
واتهم أردوغان اليونان بمواصلة ممارساتها “الاستفزازية” وأنها مستمرة في دفع بقوارب طالبي اللجوء في بحر إيجة لإجبارهم إلى العودة”، مضيفا “رغم ذلك كله تتمسك تركيا بموقفها المعتدل من أجل المحافظة على الأجندة الإيجابية”.