أوكرانيا تحاكم ضباط وجنود بتهمة “الخيانة”
كشفت وكالة الأمن الأوكرانية، الخميس، عن قيام السلطات في كييف بمحاكمة عدداً من الضباط والجنود العاملين في قواتها، وُجهت إليهم اتهامات بالخيانة، لإفشائهم معلومات خلال مهمة غير مصرح بها، مكّنت روسيا من مهاجمة مطار عسكري.
وأفادت الوكالة في بيان إن الضباط والجنود حاولوا “من دون تنسيق مع سلطات الدولة ذات الصلة”، الاستيلاء على طائرة روسية في يوليو الماضي، بعدما قال قائدها أنه سينشق.
وأضافت أنه خلال “العملية الروسية الخاصة”، كشفوا عن تفاصيل حول مواقع أفراد القوات الجوية والطائرات الأوكرانية، التي مكنت روسيا من تنفيذ ضربات صاروخية ناجحة على مطار كاناتوف بوسط أوكرانيا.
وقالت الوكالة في البيان الذي نشرته على تليجرام، إن قائداً أوكرانياً لقي حتفه وأصيب 17 آخرون، ودمرت طائرتان مقاتلتان، وتعرض مهبط الطائرات والمباني والمعدات لأضرار جسيمة.
ولم تحدد الوكالة عدد أو هوية الضباط والجنود، لكنها قالت إنهم متهمون بالخيانة وإساءة استغلال مناصبهم.
وقالت الوكالة: “وفقاً للتحقيق، فإن الغارة (الجوية) نتجت عن تصرفات تلقائية من جنود قرروا الاستيلاء على طائرة تابعة لقوات الفضاء الروسية، من المفترض أن طيارها وافق على عرض الانشقاق إلى أوكرانيا”.
وأضافت: “هذه التصرفات التي قام بها جنود أفراد، والتي أدت إلى عواقب وخيمة مثل وفاة وإصابة مدافعين عن أوكرانيا وإلحاق الضرر بالقدرات الدفاعية للبلاد، تتطلب تقييماً قانونياً مناسباً”.
أزمة الفساد وغياب الثقة
وفي يناير، أقالت الحكومة الأوكرانية 5 حكام مناطق و4 مساعدين لوزراء، وذلك بعد قبول استقالات كل من نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف، الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للجيش، فضلاً عن مساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو.
وبرز اسم مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، أحد المستقيلين، في عدد من الفضائح قبل الهجوم الروسي وخلاله، وهو أحد المتعاونين القلائل مع زيلينسكي منذ انتخابه رئيساً في عام 2019، كما أشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي.
وفي أكتوبر الماضي، اتُهم تيموشينكو، البالغ من العمر 33 عاماً، باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة “جنرال موتورز” لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أُعلن نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة.
كما ارتبط اسم نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، الذي غادر منصبه، بأنه سافر مؤخراً إلى إسبانيا لقضاء عطلة لمدة 10 أيام مع عائلته في مدينة “ماربيلا”، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية.
وأقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أيضاً رئيس أجهزة الأمن الأوكرانية إيفان باكانوف في يوليو الماضي، وهو صديق طفولته، واتهمه بعدم بذل جهود كافية في محاربة الجواسيس والمتعاونين مع موسكو.
وقالت السلطات الإقليمية في منطقة خيرسون (جنوب) إنه يُشتبه في أن مسؤولاً رفيعاً في أجهزة الأمن في هذه المنطقة التي سيطرت عليها قوات موسكو على الفور في بداية الحرب، سلّم الروس خرائط سرية لحقول ألغام كان يُفترض أن تمنع تقدّمهم.