إخونجية تونس يستهدفون استقرار الدولة ب”الإرهاب” لقطع مسار الإصلاحات السياسية
منذ سقوط حكم حركة النهضة الإخونجية في تونس خلال يوليو/تموز 2021، وانفضاض التونسيون من حولها، ونجاح الاستفتاء الدستوري قبل شهرين، بدأت حوادث الإرهاب تطل برأسها من جديد في البلد الإفريقي، الذي يحاول التعافي من “أزماته”، التي كان إخونجية تونس سببًا رئيسًا فيها.
ذلك لقطع الطريق على مسار الإصلاحات السياسية الذي بدأه الرئيس التونسي قيس سعيد في البلاد، و”تطهير” البلد الإفريقي من العناصر الإخونجية الذين تغلغلوا في مفاصله، بدأ التنظيم في التخطيط لاستهداف الدولة عبر أذرعه من المنظمات “الإرهابية”، انتقامًا وأملا في العودة من جديد، بحسب مراقبين.
خلية إرهابية
إلا أن السلطات الأمنية كانت بالمرصاد أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار؛ فوزارة الداخلية أعلنت قبل يومين، خلية “إرهابية” من 6 عناصر كانت مهمتها دعم وإسناد ثلاثة من كبار قادة تنظيم “أجناد الخلافة” التابع لتنظيم داعش الذين قتلوا على يد قوات الجيش قبلها بيوم، في محافظة القصرين غربي البلاد.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية إحباط مخطط إرهابي، في مدينة بن قردان الواقعة قرب الحدود مع ليبيا، وحجز كمية من الأسلحة والذخيرة، فيما تمكنت وزارة الدفاع في 12 أغسطس/آب المنصرم، في إصابة “إرهابيين” اشتبكت معهم في جبل السلوم بمحافظة القصرين.
جاهزية الأمن والجيش
تلك الحوادث المتتالية، فسرها مراقبون بأنها تظهر حالة “التقهقر” والإحباط التي يعاني منها تنظيم الإخونجية في تونس، بعد انهيار “إمبراطوريتهم”، وانحسار دورهم وحضورهم في المجتمع.
وإلى ذلك، قال مالك بن سليمان المحلل السياسي التونسي، إن تأسيس “الجمهورية الجديدة” وإنهاء الحقبة المظلمة للإخونجية “أزعج” هذا التنظيم الذي ينظر إلى تونس كغنيمة يسعى لافتراسها دون مراعاة المصلحة الوطنية للبلاد.
وأوضح المحلل التونسي، أن الأرض تصدعت من تحت أقدام تنظيم الإخونجية، خاصة بعد فتح ملفاته “الخطيرة”، المتهم فيها بالتخابر ضد أمن تونس، لصالح الخارج، بالإضافة إلى ضلوعه في جرائم إرهابية.
وأشار إلى أن العمليات والتهديدات “الإرهابية” التي عاشت على وقعها تونس في الآونة الأخيرة تبرز مدى جاهزية الأمن والجيش التونسيين في مكافحة هذه الظاهرة.
إرباك استقرار
وأكد أن تونس تنتهج استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب تتمثل في الانتشار الميداني والعمل الاستخباراتي والملاحقات الأمنية والعمليات الاستباقية، مما أدى إلى تحقيق الجيش والأمن الوطنيين نجاحات أمنية اعتبرها “هامة”.
بدوره، قال خالد الحلواني الخبير الأمني إن المجموعات الإرهابية المسلحة في تونس تعيش حالة من التفكك والعزلة، إلا أن أطرافًا داخلية بدأت بتحريك خيوط الإرهاب؛ لإرباك استقرار البلاد.
وأوضح الخبير الأمني أن تلك الأطراف أرادت إحياء عقيدة القتل وسفك الدماء في تونس لصد البلاد عن العودة إلى حالة الاستقرار الأمني، خاصة بعد نجاح المنظومة الأمنية والعسكرية في التفطن لكل المخططات الإرهابية منذ مسار 25 يوليو/تموز 2021، في إشارة إلى قرارات الرئيس قيس سعيد في ذلك التوقيت.
وأشار إلى أن المنظمات الارهابية التي مازالت تنشط في تونس هي تنظيم عقبة بن نافع التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وجند الخلافة التابع لـ”داعش” الإرهابي، مؤكدًا أنه رغم تقلص وتيرة الإرهاب في تونس في السنة الأخيرة إلا أن العناصر الإرهابية لم تنتهِ بعد.
ودعا القوات الأمنية إلى ضرورة اليقظة والانتباه لتحركات “الإرهابيين”، خاصة وأن الخلايا المسلحة في تونس تنشط في جبال جندوبة (شمال غرب) وجبال مغيلة والشعانبي والسلوم (وسط غرب).