إخونجية تونس يعقدون صفقات مع جماعات ضغط عالمية لتحسين صورتهم
ضربت فضحية جديدة إخونجية تونس، بلجوئها لعقود مع جماعات الضغط في الولايات المتحدة، بعد أن لفظها التونسيّون، ووقفوا على سوء أفعالها، خلال عقد الفشل.
وأحدثت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة -فيما يبدو- بتعليق عمل البرلمان الذي يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخونجية، وإقالة الحكومة، رجّة أخرجت ما في عش دبابير النهضة مما أخفته عن عيون التونسيّين.
أموال صرفتها النهضة على عقود أبرمتها مع جماعات ضغطية عالمية، لفتح الطريق لإخونجية تونس، لتلميع صورة كسر التونسيون مرآتها بالرفض في الشوارع جهارا نهارا.
تحسين صورة الإخونجية
فقد كشفت وثائق نشرت على موقع وزارة العدل الأمريكية لجوء النهضة إلى شركة ضغط أمريكية؛ محاولة تحسين صورة الحركة في الغرب، والتلاعب بالرأي، العام لتشكيل مجموعة ضغط ضد الرئيس قيس سعيد بعد قراراته الأخيرة.
بل بينت الوثائق ذاتها أن النهضة زبون قديم لجماعات الضغط، حيث وقعت عقدا آخر قبل سنوات مع نفس الشركة بورسون مارستلر.
لجأت حركة النهضة الإخونجية إلى الدعم الخارجي بعد فشلها في تحقيق التعبئة الشعبية والسياسية الداخلية ضد قرارات سعيد بتجميد البرلمان، وتجريد أعضائه من الحصانة وإقالة الحكومة.
العقدان القديم والجديد اللذين أبرمتهما الحركة، وأظهرت الوثائق توقيع النهضة على فحواهما، تبلغ قيمتهما 2 مليار دينار تونسي، وقد أشارت إليه دائرة المحاسبات بتونس، في وقت سابق.
ويعود العقد الأول الذي وقعته الحركة إلى 2014، وطرفاه النهضة وشركة بورسون مارستلر، أما هدفه، فهو تلميع صورة إخونجية تونس لدى الإدارة الأمريكية، عبر الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الغرض، وترتيب لقاءات بين ممثليهم والجهات المعنية؛ ودعم الحزب في الانتخابات.
مغازلة الغنوشي للدوائر الغربية
ولعلّ عقود النهضة هي ما سهّلت نشر الغنوشي لمقاله الأخير بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الذي سخّره للترويج لـ”انقلاب” مزعوم للرئيس سعيد على الشرعية، مغازلة منه للدوائر الغربية المؤيدة للديمقراطية.
وحاول الغنوشي تصوير ما حدث عبر مقاله، بأنه كان مفاجئا للشارع التونسي، متجاهلا أن الأمر كان نتيجة لافتئات حركة الإخونجية، على الديمقراطية الناشئة، في البلد المغاربي.
ويرى مراقبون أن هدف المقال، الذي يزعم أن إجراءات سعيد “انقلاب” على الديمقراطية، تعزيز موقف “النهضة” السياسي وتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي.
ترهيب الشعب
واعترف الغنوشي بمدى استياء التونسيين من أداء حزبه قائلا إن سخط التونسيين تجاه القيادة السياسية أمر مشروع؛ لكنه حاول عبثا اجترار الذكريات وتخويف التونسيين بما يمكن أن تؤول إليه أحوال البلاد، مقارنا حالة الاستياء الحالية في الشارع بالحالة التي سادته قبل عشر سنوات.
وحاول الغنوشي العزف على وتر المظلومية مقارنا حزب النهضة بالشاب محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في جسده، مطلقا شرارة الانتفاضة ضد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
يذكر أن القضاء التونسي بدأ البت في التحقيق حول عقود حزب النهضة مع جماعات الضغط، حيث قال المتحدث باسم المحكمة الابتدائية محسن الدالي في تصريح صحفي، يوم الجمعة أن النيابة العامة بصدد جمع بيانات، تتعلق بعقد بين وكالة دولية للاتصال والعلاقات العامة.
وثار جدل بعد تداول وثائق حول عقد أبرمته حركة النهضة ووكالة “بيرسون كوهين وولف” في 28 يوليو الماضي، بقيمة تصل إلى مليار دينار.
كما فتح القضاء التونسي في منتصف يوليو/تموز تحقيقا ضد حركة النهضة الإخونجية، وحزب قلب تونس، وجمعية عيش تونس، فيما يتعلق بمحاولات الضغط المتعلقة بالحصول على تمويل أجنبي للحملات الانتخابية وقبول أموال من مصدر غير معروف.