إخونجية تونس يفتحون الباب لعودة “داعش” الإرهابية
لافتات "داعش" تظهر في احتجاجات حركة النهضة الإخونجية وتحالفها
شهدت مسيرات العاصمة تونس اليوم السبت، ظهور لافتات لتنظيم “داعش” الإرهابي، واستعمال للشعارات الدينية المتطرفة، فيما اتهمت وزارة الداخلية التونسية أطرافا بالسعي للتحريض على ممارسة أعمال الفوضى والشغب في أحياء شعبية.
وكانت حركة النهضة الإخونجية المتحالفة مع “جبهة الخلاص” قد دعت لتنظيم وقفات ومسيرات تخليدا للذكرى 12 للثورة ضد نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، كمحاولة منها لتأليب الشارع ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، وللإفلات من قضايا الفساد والإرهاب التي تلاحقها أمام القضاء .
وقال خبراء إن ظهور لافتات لمنظمات متطرفة في الاحتجاجات مؤشر خطر يحمل رسائل لإمكانية العودة للعمليات الإرهابية، وأن استعمال الخطاب الديني وظهور اللافتات يشير إلى عودة التنسيق بين المنظمات الإرهابية في تونس، وأن الأمر تزامن مع توجيه اتهامات لقيادات “النهضة” بالضلوع في اغتيالات، وهو ما يشير إلى خطورة محتملة.
وقال باسيل ترجمان الباحث في شؤون المنظمات المتطرفة، إن ظهور لافتات تنظيم “داعش” ورايات “حزب التحرير” التي تشبه رايات “تنظيم القاعدة” تزامن مع عودة قيادات “النهضة” للخطاب الديني المتطرف.
وأضاف ترجمان أن نور الدين البحيري القيادي في حركة النهضة الإخونجية نشر فيديو على صفحة حركته اعتبر فيه “أن النزول للشارع هو “فرض عين”، وهي عبارة ذات دلالة بمفهوم الجهاد لدى المنظمات الإرهابية”.
وأوضح ترجمان أن “الاحتجاجات كانت تحت شعار القوى الديمقراطية للتظاهر ضد الرئيس قيس سعيد، لكن الشعب التونسي تفاجئ بانضمام “حزب التحرير”، وهو حزب متطرف يؤمن بإقامة دولة الخلافة، ويطالب بإسقاط النظام، ما يعني استعادة المنظمات الإرهابية لتنسيقها وتعاونها مع بعضها”.
مؤشرات خطيرة
ولفت ترجمان إلى أن ما جرى اليوم هي مؤشرات خطيرة يجب التعامل معها بانتباه شديد، معتبرا أن “النهضة” سقطت مع عودتها لاستعمال الخطاب الديني، وعودة الجماعات لمنهجية التفكير عندما تكون في مرحلة الانكسار والهزيمة.
وبحسب الترجمان فإن “توجيه القضاء التونسي اتهامات لقيادات الحركة بشأن قضايا الاغتيالات والإرهاب، وأن النهضة حين كانت تحت مسمى “حركة الاتجاه الإسلامي” قامت بعمليات إرهابية وتفجير فنادق، وأن الإشارات التي ظهرت اليوم هي جزء من ثقافة مارسوها في الماضي”.
وبشأن ما يترتب على ظهور رايات “داعش” الإرهابي، لفت إلى أن كل السيناريوهات محتملة بشأن التصعيد أو استعمال العنف، مشيراً إلى أن “جبهة الخلاص” انتهى دورها السياسي في الشارع التونسي بعد أن فشلت في الحشد اليوم وفشلها في الحضور في الشارع السياسي”.
إشارات للمنظمات الإرهابية
وفي السياق، قال غازي معلي المحلل السياسي التونسي، إن عدم وضوح المشهد وتعقيده بدرجة كبيرة في تونس يتيح الفرصة لظهور التنظيمات الإرهابية.
وأضاف معلي أن “هناك مخاوف من انتقال الأوضاع من الاحتجاجات والتظاهرات السلمية إلى مرحلة عنف أو سيناريوهات أكثر حدة من الحالية”.
ويرى معلي أن الصراع السياسي في المشهد التونسي متقلب بدرجة كبيرة، وأن فصل الحياة السياسية عن الدينية هو أمر هام، خاصة أن استعمال الشعارات الدينية المتطرفة يمكن أن تعطي إشارات للمنظمات الإرهابية بإمكانية الانخراط في المشهد.
واعتبر أن “جبهة الخلاص” التونسية تعيش مرحلة صعبة، بعد أن كانت تعول على خروج أعداد كبيرة للشارع، لكنها لم تنجح في تجميع الأعداد التي كانت تتحدث عنها.
وعرفت الشوارع الرئيسية في العاصمة التونسية، على رأسها شارع الحبيب بورقيبة تعزيزات أمنية مشددة، بعد تعدد النداءات لاحتجاجات، من جانب قوى سياسية مختلفة تتقدمها جبهة “الخلاص الوطني”، التي تجمع في صفوفها قوى سياسية عديدة من بينها حركة “النهضة”، و”قلب تونس”، و”ائتلاف الكرامة” وغيرها.
التحريض على أعمال شغب
من جهتها، اتهمت السلطات التونسية، أطرافاً بالسعي للتحريض على ممارسة أعمال شغب في أحياء شعبية.
جاء هذا في بيان صادر عن وزارة الداخلية التونسية، اليوم السبت، بحسب موقع “موازييك إف إم”.
وذكرت الوزارة أن لدى المصالح الأمنية معلومات تفيد بسعي بعض الأطراف لتحريض مجموعة من المراهقين والقصّر وأصحاب السوابق العدلية للقيام بأعمال شغب في أحياء شعبية، موضحة أن المصالح الأمنية تبذل جهودا حثيثة للقبض عليهم وإحالتهم إلى العدالة.
ولفتت إلى أن النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في قرمبالية بمحافظة نابل أعطت إذنا، اليوم السبت، بإلقاء القبض على 3 أشخاص بتهمة تكوين “وفاق إجرامي”.
ووجهت الوزارة اتهامات للمعتقلين بالإضرار بالأملاك الخاصة والعامة وإثارة الذعر في صفوف المواطنين وحيازة زجاجات حارقة بغرض الاعتداء على مقر الضابطة العدلية.