إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لتسريع تزويدها بالأسلحة

أفادت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل تمارس ضغوطا سرية على الولايات المتحدة لتسريع إرسال الأسلحة إليها، بزعم حماية نفسها من إيران وحلفائها في المنطقة، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته، الخميس، إن الوفد الذي يرافق رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، في زيارته إلى واشنطن، هذا الأسبوع، وزَع قائمة على المشرعين، وكبار المسؤولين تتضمن أنظمة الأسلحة التي تريد تل أبيب تسريع إرسالها، كما مرر أعضاء الوفد القائمة إلى أعضاء الكونغرس، يوم الأربعاء، بعد خطاب نتنياهو، وفقاً لما نقلته عن مصدر مطلع على القائمة، والذي قال إن “تل أبيب بحاجة إلى الأسلحة لتعزيز مخزوناتها”.

ورأت الصحيفة أن سعي إسرائيل للحصول على هذه الأسلحة يشير إلى أنها تحاول تعزيز مخزوناتها، وتأكيد إرسال الأسلحة قبل الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ إنه من غير الواضح كيف ستتعامل نائبة الرئيس كامالا هاريس، أو الرئيس السابق دونالد ترمب مع مثل هذه الطلبات في حال تم انتخابهما، لكن إسرائيل متحمسة للحصول على موافقة فورية من الإدارة الحالية التي لطالما دعمت أهدافها العسكرية ضد حركة “حماس”، وجماعة حزب الله اللبنانية، بشكل مستمر.

أنظمة أخرى غير القنابل

وبحسب المصدر المطلع، فإن القائمة التي تم توزيعها لا تتعلق بشحنة القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي أوقفت إدارة بايدن إرسالها في مايو الماضي، بسبب مخاوف من استخدامها ضد المدنيين في مدينة رفح بقطاع غزة، لكنها تركز، بدلاً من ذلك، على أنظمة أخرى.

وفي مقابلة أُجريت معه، يوم الخميس، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول، أن إسرائيل كانت تحاول، هذا الأسبوع، الحصول على الدعم لإرسال الأسلحة، قائلاً إنها “تشمل أنظمة الأسلحة التي طلبت الإدارة من المشرعين الموافقة عليها قبل شهرين”، لكنه رفض هو، ومصدر الصحيفة المطلع ذكر تفاصيلها.

وأضاف ماكول أن رؤساء لجنتي الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أعطوا موافقة غير رسمية على عمليات إرسال الأسلحة، لكن الإدارة لم تطلب من الكونغرس التوقيع الرسمي عليها حتى الآن.

المسألة تتعلق بالتوقيت

وتابع: “لقد وافقت جميع الأطراف المعنية على إرسال أنظمة الأسلحة السبعة، ووفقاً لتجربتنا مع إسرائيل، خاصةً في حالات الطوارئ، فإنه بعد ذلك من المفترض أن يكون لدينا إخطار رسمي لتوقيعه، وبعدها تصبح الأسلحة جاهزة للإرسال”، واستطرد قائلاً: “لكن هذا لم يحدث، فعادةً ما يستغرق الأمر بضعة أيام فقط، لكن الآن مر شهران، ولذا فإنه من الواضح أنهم يحجبونها”.

وكان نتنياهو، الذي اتهم إدارة بايدن بالتباطؤ في إرسال الأسلحة، ألمح إلى هذه القضية في خطابه، إذ قال: “امنحونا الأدوات بشكل أسرع وسننهي المهمة بشكل أسرع.. إسرائيل ستقاتل حتى تدمر قدرات حماس العسكرية ودورها في غزة، ونعيد جميع الرهائن إلى الوطن.. هذا ما يعنيه النصر الكامل لنا.. ولن نقبل بأقل من ذلك”.

ومن جانبها، تنكر إدارة بايدن، التي اعترفت بحجب القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل بسبب مخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، أنها تؤخر إرسال الأسلحة الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: “لا يوجد توجيه سياسي لإبطاء عمليات إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.. نحن ننظر من الناحية التكتيكية إلى توقيت الإرسال، ولذا فالمسألة تتعلق بالتوقيت”.

وأشارت الصحيفة إلى أن طلب إسرائيل إرسال الأسلحة يأتي خلال فترة فوضوية في السياسة الأميركية، إذ يقوم بايدن بصياغة أهدافه للأشهر الأخيرة من ولايته، فيما تكثف نائبته هاريس حملتها الانتخابية.

الإدارة تعرقل مبيعات الأسلحة

وكانت إدارة بايدن تعرضت لانتقادات متزايدة بسبب استمرارها في الموافقة على إرسال الأسلحة إلى تل أبيب، على الرغم من تزايد عدد الضحايا في غزة.

وقال ماكول إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو أحد المقربين من نتنياهو، ناقش مسألة إرسال الأسلحة معه خلال زيارة رئيس الوزراء، يوم الأربعاء، فيما تحدث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت معه في وقت سابق بشأن مجموعة الأسلحة هذه أيضاً للضغط من أجل إرسالها.

وأعرب ماكول عن اعتقاده بأن الإدارة تعرقل مبيعات الأسلحة من أجل الضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار، لكنه طرح أيضاً احتمال أن تقوم الإدارة بتمرير الأسلحة أثناء عطلة الكونجرس (في أغسطس)، حتى لا يتمكن المشرعون الذين يعارضون الصفقات من محاولة عرقلة العملية.

وأضاف مكول: “أعتقد أن السبب وراء ذلك يحمل شقين، أولهما أن الأمر يمنحهم نفوذاً على إسرائيل في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنني أعتقد أيضاً أنهم أذكياء للغاية من خلال الانتظار حتى فترة العطلة لأنهم حينها لن يواجهوا أي مشاكل”.

ورفض ماكول الإدلاء بأي تفاصيل حول أنظمة الأسلحة التي تطلبها إسرائيل الآن، مرجعاً ذلك إلى “مخاوف أمنية”، وقال: “الإسرائيليون حساسون بشأن هذا الأمر، لأنه سيكشف عن خططهم في ساحة المعركة، فإذا تم الكشف عما يحتاجون إليه، فهذا سيكشف بدوره ما سيقومون به من الناحية العسكرية”.

وقال المصدر المطلع على القائمة، إن هناك حاجة لهذه الأنظمة الآن، لأن مخزونات إسرائيل تضاءلت في الأشهر الأخيرة، فضلاً عن شعورها بالقلق من احتمال حدوث مواجهة أكثر مباشرة مع “حزب الله” على الحدود الشمالية.

اتفاق وقف إطلاق النار

ويأتي توزيع قائمة الأسلحة المطلوبة في الوقت الذي يجتمع فيه نتنياهو مع بايدن، وهاريس، وترامب، ومسؤولين آخرين في الأمن القومي للولايات المتحدة، هذا الأسبوع، لمناقشة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت “بوليتيكو” أنه على الرغم من أن هذه القائمة ليست جزءاً رسمياً من محادثات وقف إطلاق النار، فإن طلب إسرائيل إرسال أسلحة إضافية أدى في السابق إلى تعقيد تلك المحادثات، ومع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون في الأسابيع الأخيرة إنهم يشعرون بثقة أكبر الآن من أي وقت مضى في أن الاتفاق بات على وشك التوصل إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى